قال محلل عسكري إسرائيلي، أنه في زمن تمثل الصواريخ والقذائف الخطر المركزي الآتي من الشرق، لا يوجد أهمية ولا أي فائدة من تواجد قوات الجيش الإسرائيلي في غور الأردن، كما يصر نتنياهو وفريقه الحاكم في تل أبيب. وقال رؤوبين فدهيتسور المحلل والباحث في معهد "يافة" للشؤون الإستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" أمس، أن أربعة عقود قد مرت منذ ذلك الحين تفككت خلالها الجبهة الشرقية، وزال خطر حرب الجيوش المنظمة، التي كان من الممكن أن تنطلق من أراضي الأردن، الأمر الذي أسقط أهمية غور الأردن كمنطقة عازلة في وجه هجوم عسكري بري ممكن من جهة الشرق. واضاف "إن نتنياهو يستطيع المحاولة للحصول على موافقة فلسطينية لبقاء قوات عسكرية إسرائيلية في غور الأردن، بمساعدة طاقم جون كيري، ولكن عليه أن يعرف أن الفائدة الأمنية لذلك هي هامشية، إذا ما وضعت بموازاة المكسب الأمني الإستراتيجي الذي سينشأ من توقيع اتفاق سلام مع الفسطينيين." وحول الادعاء بعدم إمكانية التنبؤ بالتحولات في الشرق الأوسط ووجوب الاحتياط لأي هجوم بري من الشرق قال فدهيتسور "أن القوات الإسرائيلية التي ستبقى في غور الأردن بشكل دائم ستكون محدودة العدد وفي وضع طوبوغرافي متدن، ناهيك عن كونها مكشوفة للنيران من الشرق والغرب." وأضاف "بامكان قوات الجيش دخول أراضي الضفة الغربية من الشمال ومن الجنوب، كما أن الجيش قادر على نقل قواته بواسطة الجو، وإنزالها لغرض إغلاق المحاور التي يمكن عن طريقها التقدم من غور الأردن غرباً." وفيما يتعلق بحرب "العصابات"، قال إن الطريقة الناجعة لمواجهتها، هي الدمج بين العمل الاستخباري والجدار الفاصل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، التي ستقوم، وبالاستناد إلى ترتيبات أمنية مشتركة، في حين تمنع قوات الأمن الأردنية دخولهم من الضفة الشرقية للنهر، وشدد على عدم التنازل عن السيطرة الإلكترونية مغناطيسية والجوية لإسرائيل، والتي ستساهم في جمع المعلومات الاستخبارية.