أظهرت دراسة طبية جديدة أجريت في جامعة "سنغافورة" بأن اكتئاب الأم أثناء فترة الحمل ينتقل إلى الجنين ويؤثر على دماغه سلبياً. وتبين من الدراسة أن تعرض الجنين لعدة عوامل مشتركة وراثية وبيئية سيئة يؤدي إلى معاناته مستقبلاً من مشكلات وعلل نفسية. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تغيرات تلحق بمنطقة في دماغ الجنين تسمى "أميغدالا" - (اللوزة) - مسؤولة عن التحكم في العواطف والانفعالات النفسية. وبينت الدراسة التي اعتمدت على استبيانات صحية على عدد من الأمهات الحوامل بعد قياس مستويات الرنين المغناطيسي لأدمغة الأجنة بأن مدى تفاعل هذه الأدمغة عند الأجنة اختلف سلباً و إيجاباً مع حالة الأم العاطفية حين كانت هادئة أو مسرورة أو مكتئبة. وبناء عليه تم استنتاج أن الوضع النفسي للإنسان يبدأ تفاعله واستمراره لاحقاً في مرحلة مبكرة من الحمل و قبل الولادة وهو ما يجب التنبه له. وأضافت دراسة أخرى أجريت في جامعة كلية الطب في جامعة "يال" الأمريكية بأن العوامل النفسية البيولوجية تتكون أساساتها في مراحل مبكرة مقترنة ببدء تكون الأجنة أثناء الحمل و قبل الولادة. وحذّرت هذه الدراسة من خطورة التساهل في الحالة النفسية للأم الحامل ونبهت إلى ضرورة متابعة ذلك دورياً أثناء فترة الحمل لتفادي وعلاج أي عقبات من الممكن أن يكون لها تأثير مستقبلي سلبي جداً على الأطفال. وأشارت إحصائيات صحية كانت حول هذا الأمر وصدرت عن الجهات المختصة في الحكومة البريطانية بأن حوالي ثمانية آلاف طفل سنوياً كانت أعمارهم جميعاً تحت سن العاشرة في المملكة المتحدة يعانون من الاكتئاب والاضطرابات النفسية المتصاعدة وبالرجوع والبحث عن الأسباب التي أدت إلى تعرضهم لذلك تبين بأن من أهمها الوضع النفسي السيئ الذي عايشته أمهاتهم في فترات مختلفة أثناء الحمل بهم.