إذا لاحظت أعراض الاكتئاب عليك أو على أحد أفراد عائلتك فلا تتردد في العلاج، لأن التأخير يعني خسارة الحياة، هذا ما أكدته العديد من الدراسات التي خلصت إلى أن الإصابة بأمراض القلب المختلفة تتضاعف لدى من يعانون الاكتئاب، وأن علاجه قد يخفض نسبة الوفيات . وهناك عدة نظريات تفسر العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب والشرايين منها أن الاكتئاب يزيد نسبة الكورتيزون وأنواع من الستيروئيد في الدم وأن الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب يعيشون نمط حياة غير سليم ومعظمهم يكون من المدخنين أو ممن يتناولون الكحول بإفراط، أو من يتأثرون بضغوط العمل أو بسبب الخلافات الزوجية المستمرة أو بسبب أزمة التقاعد، وعادة ما ترتفع نسبة إصابة المسنين إلى 20% وتعد الوقاية والعلاج من الاكتئاب مفتاح خفض نسبة الوفيات من جراء الأزمات القلبية. وكان قد أشرف عددٌ من العلماء على دراسة تناولت 2847 رجلاً وامرأة ما بين 55 و 85 عاما امتدت لأربعة أعوام، واستطاع العلماء من خلال إخضاع الحالات لفحوص نفسية وقياس درجة الكآبة عند كل منهم تحديد تأثير هذه الحالة على الوفاة بالذبحة القلبية،واتضح أن هناك عوامل أخرى أخذت في عين الاعتبار ضمن هذه الدراسة من بينها التدخين وارتفاع ضغط الدم وتناول الكحول وخلصت النتيجة إلى أن عدد الوفيّات بين المصابين بالاكتئاب يزداد بنسبة 4 مرات، حيث صنف الاكتئاب لدى المصابين بشرايين القلب من بين أخطر العوامل التي تؤدّي إلى الوفاة، كما أثبتت هذه الدراسة أنّ الكآبة الخفيفة تزيد احتمالية الموت الفجائي لدى من يعانيها. وفي دراسات أخرى ظهرت العلاقة بين الحالة النفسية للمرأة الحامل والتغيرات التي تحدث للجنين، حيث أجريت من قبل دراسة دنماركية للتعرف على النساء اللاتي تعرضن لضغوط نفسية حادة وقوية بسبب حوادث مهمة أثرت في حياتهن، وبعد مقارنة بين نساء يعانين من ضغوط اجتماعية مع نساء لا يعانين من أي ضغوط نفسية في الفترة التي تسبق الحمل خلال ستة عشر شهراً، تبين أن معدل الإصابة بالتشوهات الخلقية لمواليد من تعرضن لضغوط نفسية بلغ ضعف المعدل عند النساء الأخريات، ويوضح العلماء أن الضغط النفسي يسبب ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلص نسبة الأكسوجين في الأنسجة، وهما عاملان يتسببان في تشوهات خلقية عند الجنين. وفي أحدث الدراسات عن تأثير الاكتئاب على الدماغ بعد أن بدأ الباحثون تجربتهم من خلال فحص عينات من أنسجة أدمغة المرضى الذين يعانون من الاكتئاب السريري وأولئك الذين لا يعانون منه. فأظهر التحليل المقارن بأن الكآبة تسبب انفصالا في الاتصال داخل خلايا الدماغ، فالارتباطات الأقل في التواصل بين الخلايا يعني أن الدماغ يصبح أقل قدرة على معالجة المعلومات الأمر الذي يفسر سبب إخفاق المكتئب في الرد بشكل فعال على الأحداث المحيطة به.