سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيقاف الأدوية النفسية أثناء الحمل قد يصاحبه ارتفاع في نسبة عودة المرض!! الإجهاض ونقص وضعف المواليد وتشوههم واضطرابات المشيمة والنزيف أبرز مضاعفات الاستمرار عليها
استكمالا للحديث حول الأدوية النفسية للحوامل نود التأكيد ان استخدام عقاقير العلاج النفسي تحمل اهمية بالغة للاطباء والمرضى بسبب الخطورة المتوقعة للعيوب الخلقية للاجنة وخطورة المرض أثناء الحمل وكذلك السموم التي يتعرض لها المواليد من هذه العقاقير بالإضافة الى التصرفات غير الطبيعية التي قد تحدث للامهات بعد الولادة اضطرابات القلق Anxiety Disorders تتضمن اضطرابات القلق انواعا عديدة منها اضطرابات الخوف والوسواس القهري واضطراب القلق العام وقلق بعد الازمات والرهاب الاجتماعي وانواع معينة من الرهاب . وتعتبر اضطرابات القلق مجتمعة من أكثر الامراض النفسية حدوثاً بنسبة 18% في البالغين فوق سن الثامنة عشرة من العمر. تحدث اضطرابات الرهاب والقلق العام والرهاب المعين في النساء ضعف مع يحدث لدى الرجال. ان القلق والاجهاد النفسي أثناء الحمل من الاسباب المعروفة التي تؤدي الى ضعف نتائج الحمل بما فيها الاجهاضات العفوية والولادة قبل الاوان ومضاعفات الولادة مثل طول فترة المخاض والولادات السريعة وتعرض الجنين للوهن اثناء الولادة واستخدام الملقاط الولادي. وتتصف اضطرابات الرهاب بخوف متكرر يحدث تلقائياً دون وجود اي سبب مقنع لحدوث هذا الخوف. ويتفق العديد من الباحثين ان النساء في مرحلة ما بعد الولادة يكن أكثر عرضة ومبالغة في حدوث المشكلة. اما الرهاب الذي يحدث بسبب الازمات فيعد من اكثر المشاكل النفسية حدوثاً ويعد الثالث من حيث الانتشار بالنسبة للامراض النفسية عند النساء الحوامل ذوات الوضع المالي الضعيف حيث تقدر بنسبة 7،7% وتعتبر حالات الولادة والحالات الاسعافية والاجهاضات ووفات الاجنة من اسباب هذه المشكلة النفسية. اما نسبة الوسواس القهري أثناء الحمل فهي غير معروفة ويعتقد الباحثون بان الحمل يعتبر محفزا لحدوث حالات الوسواس القهري وبشكل عام ان حالات الوسواس القهري تزداد سوءً أثناء الحمل. الفصام (الشيسوفرينيا) Schizophrenia Disorders يعتبر مرض الفصام من اشد الامراض النفسية ويتصف بحدوث اضطراب عقلي او ذهان واعراض سلبية مثل فقدان الارادة وخلل في الاداء الوظيفي والاجتماعي. ويحدث مرض الانفصام في النساء بنسبة 1الى 2% ويكون اكثر شيوعاً في سن الانجاب. ومن المشاكل التي تصاحب مرضى الفصام أثناء الحمل الولادة قبل الاوان ونقص وزن المواليد وضعف نمو الاجنة واضطرابات في وظائف المشيمة وحدوث نزف أثناء فترة الحمل وارتفاع في معدل التشوهات خصوصاً التشوهات القلبية وارتفاع معدل وفيات المواليد . واذا لم تعالج حالات الفصام أثناء الحمل فان مضاعفات عديدة قد تحدث على صحة الأم والجنين مثل انكار الحمل وبالتالي رفض العناية بالحمل وربما قتل المولود. الفعالية والامان إن معظم المعلومات المتوفرة للادوية المضادة للاكتئاب تتعلق بمجموعة مهبطات اعادة امتصاص السيروتنين الانتقائية ((SSRIs وهي الاكثر استخداماً في الوقت الحاضر مثل الفلوكستين (البروزاك) والسرترالين والسيتولوبرام والبروكستين. وبشكل عام توجد دلائل محدودة عن حدوث تشوهات خلقية من استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل. وأشارت السجلات الوطنية السويدية بان استخدام البروكستين في الثلث الاول من الحمل قد يزيد عيوب القلب في الحاجز الاديني والبطيني بمقدار الضعف تقريباً . ان المعلومات المتوفرة حالياً من استخدام مهبطات اعادة امتصاص السيروتينين الانتقائية في بداية الحمل غير واضحة بشأن حدوث العيوب الخلقية حيث وجد بعض الباحثين حدوث ارتفاع بسيط في التشوهات القلبية لا يتجاوز 2في الالف من استخدام البروكستين ولذلك لا يعتبر مسببا كبيرا لحدوث التشوهات. اما استخدام هذه المجموعة من الادوية في نهاية الحمل قد يسبب مضاعفات مؤقتة على المواليد مثل اضطرابات التنفس والتهيج وضعف ضربات القلب وضعف البكاء ونقص المرونة وتزداد نسبة تنويمهم في العناية المركزة. ان ايقاف هذه الادوية أثناء الحمل يصاحبة ارتفاع نسبة عودة المرض خصوصاً اذا كانت المريضة تعاني من الاكتئاب لفترة تزيد على 5سنوات وكذلك حدوث نوبات اكتئاب متكررة. وبشكل عام ينصح المريضات اللواتي يخططن للحمل او اذا حدث الحمل بايقاف استخدام البروكستين، لذلك يجب على المريضة قبل الحمل مراجعة الاطباء المختصين وتحديد كيفية العلاج أثناء الحمل. اما المجموعة الثانية والمعروفة المضادة للاكتئاب هي ما تعرف ب Tricyclic مثل اميتربتالين والكلوميبارامين (انافرانيل) والامبيرامين (توفرانيل) وغيرها. وتستخدم اثناء الحمل والرضاعة في الولاياتالمتحدة منذ عام 1963قبل البدء باستخدام مهبطات اعادة امتصاص السيروتينين الانتقائية. وقد اظهرت الدراسات الاولية بان هذه المجموعة من الادوية قد تسبب بعض المضاعفات على المواليد ولكن الدراسات الحديثة لم تؤكد حدوث اي مضاعفات على المواليد. وتوجد مجموعة ثالثة من مضادات الاكتئاب مختلفة عن المجموعتين السابقتين تعرف بمضادات الاكتئاب اللانمطية مثل ببروبيون والدولاكسيتين والميترازابين والنيفازودون. ان المعلومات المتوفرة القليلة بشأن استخدام هذه المجموعة أثناء الحمل لم تبين وجود علاقة بين استخدام هذه العقاقير وارتفاع خطورة العيوب الخلقية للمواليد ولم تحدث ايضاً مضاعفات على الحمل، ولكن احدى الدراسات التي اجريت على 136امرأة استخدمن ببروبيون اثناء الحمل ارتفعت لديهن نسبة حدوث حالات الاجهاض العفوي ولم ترتفع لديهن نسبة حدوث التشوهات الخلقية. ان استخدام مضادات الاكتئاب العلاجية تعتبر اهم وسائل معالجة هذه الحالات على الرغم من استخدام طرق العلاج الاخرى مثل العلاج النفسي الايحائي او السلوكي التي ربما تفيد في علاج حالات الاكتئاب المتوسطة والخفيفة كما يمكن استخدام العلاج التشنجي الكهربائي لحالات الاكتئاب الشديدة أثناء الحمل بفعالية وبدون خطورة على الحمل. علاج اليثيوم ان استخدام علاج اليثيوم لاضطراب ثنائي الاقطاب النفسي أثناء الحمل قد يصاحبه ارتفاع بسيط في حدوث عيوب القلب الخلقية. اما استخدام اليثيوم في نهاية الحمل لحدوث اضطرابات في دقات قلب الطفل وهبوط في السكر وكذلك قد يحدث داء السكر البولي واضطرابات مؤقتة في وظائف الغدة الدرقية للمواليد كما يحدث زيادة في السائل الامنيوسي وحدوث الولادات المبكرة. ان تسمم المواليد باليثيوم قد يستمر لمدة 7ايام حيث يعاني المولود من الخمول والترهل وعدم القدرة على الرضاعة الطبيعية ولكن لم يحدث اي اضطراب في تحصيلهم الدراسي المستقبلي. ان ايقاف علاج الليثيوم المفاجىء اثناء الحمل قد يسبب مخاطر رجوع المرض لذلك يجب مراجعة الطبيب قبل حدوث الحمل. فعالية ودرجة أمان مضادات الصرع فالبرويت valproate والكربميزابين carbamazepine في علاج ثنائي الاقطاب النفسي. إن استخدام الفلبرويت أثناء الحمل قد يزيد من خطورة حدوث عيوب الانبوب العصبي بمقدار 1الى 3.8اضعاف كما قد يحدث تشوهات في الراس والوجه وعيوب في الاطراف وعيوب في القلب ويحدث ما يسمى بمتلازمة الفلبرويت الجنينية التي تتضمن قصورا في نمو الجنين وعيوبا في الوجه والاطراف والقلب ودرجات مختلفة من الاضطراب المعرفي مثل تأخر النمو العقلي وحدوث التوحد كما قد يحدث للجنين بعد الولادة اضطراب في وظائف الكبد وامراض التجلط وهبوط في السكر. اما استخدام الكربميزابين اثناء الحمل قد يؤدي لحدوث لمتلازمة الكربميزابين الجنينية التي تتضمن عيوبا خلقية في الوجه وضمورا في الاظفار. ويستخدم علاج آخر يعرف ب لاموتريجين lamotrigine ولم تثبت الدراسات حدوث تشوهات خلقية عدا حدوث الشفة الارنبية والتي تعتمد على الجرعات العالية من العلاج. ان استخدام الفلبرويت والكربيمازيبن لعلاج ثنائي الاقطاب النفسي افضل من استخدام الليثيوم أثناء الحمل خصوصاً لدى المريضات اللواتي يعانين من حدوث نوبات متكررة. ونظراً لحدوث المضاعفات العكسية على الاجنة فانه ينصح بعدم استخدامهن في الشهور الاولى من الحمل. ويعتبر الاموتريجين أكثر اماناً وتأثيراً في حالات المرحلة المكتئبة من المرض.