عندما نشاهد لوحات تباع بمئات الملايين قد نستعجب هل هو مال زائد لدى المقتنين ؟ أم هو جنون الفن أم هو استثمار يخفي وراءه أهدافاً أخرى؟ فبعض اللوحات قد يصل سعر الواحدة منها مبلغا من المال يفوق ميزانية سنوية لأكثر مدن العالم عددا من السكان. تعالوا معاً نستعرض بعض من هذه اللوحات والقيمة المادية التي وصلت إليها هذا العام الميلادي ومنها: لوحة «لاعبو الورق 1892/1893» للفنان الفرنسي بول سيزان وصلت قيمتها الى مئتين وخمسين مليون دولار أميركي وبول سيزان من عباقرة الأسلوب الانطباعي الذي ظهر واضحا على وجوه اللاعبين في اللوحة مما جعلها من قمة الأعمال التأثيرية على الإطلاق. أما لوحات الفنان بابلو بيكاسو فقد اكتسحت أغلبها سوق المبيعات بأسعار فلكية وهي: لوحة «الحلم» إذ وصل سعرها الى مئة وخمسة وخمسين مليون دولار وبيعت من قبل مستثمر يدعى ستيف واين وبعد موافقة المشتري اكتشف واين أن هناك بعض التلف أصاب اللوحة، وأيضا لبيكاسو لوحة «الأوراق الخضراء» بيعت بسعر مئة وستة ملايين وخمس مئة ألف دولار، ولوحة «جاركون مع البايب « بقيمة مئة وأربعة ملايين ومئتي ألف دولار، ولوحته الشهيرة « دورا مير على الكرسي» بقيمة خمسة وتسعين مليوناً ومئتي ألف دولار، ولوحته «فتاة تتحدى المأساة» بمائة وخمسة وخمسين مليون دولار وهي إحدى لوحات مرحلته الزرقاء المعروفة، لوحة « فتاة في الحديقة» بيعت بتسعة وأربعين مليوناً وخمس مئة ألف دولار، ولوحة رسمها لنفسه بيعت بقيمة سبعة وأربعين مليوناً وثماني مئة ألف دولار، ولوحته «ثرثرة في الحفلات» بمبلغ ثلاثة وخمسين مليون دولار. لوحة «الموناليزا» الشهيرة للفنان ليونارد دافنشي تعد من أغلى لوحات العالم التي لا تقدر بثمن وهي ملك لمتحف اللوفر الذي وضع لها أعلى قيمة مادية لضمان لوحة يفوق المائة مليون دولار وقد يصل الى سبعمائة وثلاثة وأربعين مليون دولار في السنوات القادمة. «فتاة تتحدى المأساة»، للفنان بابلو بيكاسو لوحة الفنان جوستاف كليمنت المشهورة «وجه أديل بروير» بيعت للمتحف الوطني بأستراليا بقيمة مائة وخمسة وثلاثين ألف دولار، بينما لوحة أخرى لكلمينت «تحمل نفس المسمى»أديل بروير 2» بيعت في مزاد «كريستي» بمدينة نيويورك عام 2006م. بقيمة سبعة وثمانين مليوناً وتسعمائة وستة وثلاثين ألف دولار. لوحة الفنان إدوارد مونش «الصرخة» بيعت بمبلغ مائة وتسعة عشر مليوناً وتسع مئة ألف دولار . لوحة الفنان تيتان «ديانا وكاستيلو» بيعت للولايات المتحدة عام 2009م بمبلغ اثنين وتسعين مليون دولار. لوحات فان جوخ تعد من أكثر اللوحات القابلة للبيع بمبالغ هائلة في المزادات العالمية قد وصلت في عامنا الميلادي الحالي ذروتها فقد بيعت لوحة رسم بها شخص الدكتور الذي عالجه «جاشيت» بمبلغ اثنين وخمسين مليونا وخمس مئة ألف دولار، كما وصلت لوحة رسمها لشخصه «بدون لحية» الى مبلغ واحد وسبعين مليونا وخمسمائة ألف دولار، ووصلت لوحته «حقل القمح مع نبات السرو» وصلت الى سبعة وخمسين مليون دولار، كما وصلت لوحته « القزحيات» والمعني بها كمية الضوء التي تدخل العين أثناء المشاهدة تحت أشعة الشمس وهي من روائع لوحاته الانطباعية وبيعت بمبلغ ثلاثة وخمسين مليونا وتسعمائة ألف دولار. «قزحيات»،للفنان فان جوخ وكثير هم محبو اقتناء لوحات الانطباعيين فقد بيعت لوحة للفنان كلود مونيه «حوض النوفيا» وتعد من أغلى اللوحات التي بيعت في مزادات أوربا في بداية القرن التاسع عشر ووصل سعرها الحالي الى أربعة وثمانين مليونا وأربع مئة وخمسين ألف دولار. كما وصلت لوحة أخرى لأحد رواد الاتجاه الانطباعى بيير أوجست رينوار « مهرجان المولان» الى مبلغ ثمانية وسبعين مليونا ومئة ألف دولار. وأخرى انطباعية «طبيعة صامته» للفنان بول سيزان بمبلغ ستين مليونا وخمس مئة ألف دولار. ومن فناني القرن السادس عشر الفنان بيتر بول روبنسون إذ وصلت لوحته «مذبحة الأبرياء» الى ستة وسبعين مليونا وسبع مئة ألف دولار، كما أن مازال الأسلوب الواقعي ينافس الحداثة فقد بيعت لوحة: الماركيز للفنان تيزانو بسبعين مليون دولار والفنان توماس أيكنز لوحة» العيادة ألف» بمبلغ ثمانية وستين مليونا ومئتين وخمسين ألف دولار. «العيادة الاجمالية»، للفنان توماس ايكنز ومن الفن الحديث بيعت لوحة للفنان الأمريكي أندي وارهول «حادث السيارة الخضراء» بأسلوب الطباعة على الشاشة الحريرية بقيمة واحد وسبعين مليوناً وسبع مئة وعشرين ألف دولار. وأخرى لنفس الفنان «ثمانية من ألفيس بريسلي» بمبلغ مائة مليون. ولوحة تجريدية للفنان مارك روسكو» المركز الأبيض» بقيمة اثنين وسبعين مليوناً وثماني مئة ألف دولار، وأخرى تجريدية للفنان وليام دو كونينج « بوليس الجازات» بمبلغ ثلاثة وستين مليوناً وخمس مئة ألف دولار. وتجريدية تعبيرية للفنان جاكسون بولك «الرقم خمسة» بقيمة مئة وأربعين مليون دولار. أيضا الفنان المتميز بأسلوب وظف به الجرافيك مع تقنيات فريدة البريطاني فرانسيس باكون لوحة «تربيثي» بيعت بستة وثمانين مليونا وثلاث مئة ألف دولار. وتعد لوحات هذا الأخير من أغلى اللوحات بيعا من الفنون الحديثة. «لاعبو الورق»، للفنان سيزان 1892 قد نستعجب لهذا العرض المذهل للقيم المادية التي يدفعها مستثمرون ومتاحف العالم للوحات الفنية، وقد يذهلنا أيضا أن ليس من بين هذه اللوحات لوحة واحدة لفنان عربي، وأنه من المستغرب ان بلادنا العربية تنتمي الى أقدم الحضارات الأصيلة على أرض المعمورة ولا تستثمر عطاء مبدعيها بمنافسة الفنون العالمية فإذا عزونا بعض المبالغ التي دفعت في لوحات لرواد الفنون العالمية مثل فان جوخ وبيكاسو وغيرهم فقد نجد أيضا فنانين أكثر حداثة بعضهم معاصر وبعضهم مضى على موته أقل من ربع قرن وتباع أعمالهم بمئات الملايين ولا يعني هذا انه لا يوجد في مجتمعاتنا العربية من أنتج فنونا قادرة بأن تنافس هذه الرموز العالمية ولكن لعله ينقصنا فهم المستثمرين لأهمية العمل الفني الأصيل الذي يعد اقتناؤه وتسويقه ثروة حقيقية لا يوازيها اقتناء أي شيء آخر ثمين.