أكدت منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو" أمس الاثنين أن هناك ضرورة ملحة لتقديم مساعدات عاجلة إلى إفريقيا الوسطى لتجاوز خطر إمكانية حصول كارثة إنسانية بسبب انعدام الأمن الغذائي الناتج عن العنف والفوضى المتفشيين في هذا البلد. وقالت المنظمة الدولية في تقرير صادر عن الأوضاع الزراعية التي تردت كثيرا في الأشهر الأخيرة في جمهورية إفريقيا الوسطى إنها حملت غالبية المزارعين على بيع حيواناتهم ومعدات الإنتاج ليشتروا بأسعارها مواد غذائية لأسرهم. ورأت "الفاو" أن قرابة مليون ومائتي ألف ساكن جلهم من الأرياف يحتاجون اليوم إلى مساعدات غذائية عاجلة للحيلولة دونهم ودون بلوغ مرحلة المجاعة القصوى. وشددت المنظمة على أهمية عودة الاستقرار إلى إفريقيا الوسطى للسماح للمزارعين باستئناف نشاطهم للمساهمة من جهة في ضمان أمن السكان الغذائي وتمويل صناديق الدولة التي تعتمد أساسا على صادرات القطن والبن والخشب من جهة أخرى. وقد تعهدت منظمة "الفاو" باقتطاع مبلغ مالي من أموالها يبلغ مليونا ومائتي ألف يورو لمساعدة مزارعي إفريقيا الوسطى على الاستعداد لموسم البذر في شهر مارس المقبل. وفي باريس أشرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الاثنين على تأبين الجنديين الفرنسيين اللذين قتلا قرب مطار بانغي يوم التاسع من الشهر الجاري. وكان هولاند قد توقف في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى يوم الثلاثاء الماضي بعد المشاركة في تأبين الزعيم الراحل نلسون مانديلا. وبرر أمس هولاند مجددا عملية التدخل العسكري في إفريقيا الوسطى بعد الحصول يوم الخامس من شهر ديسمبر الجاري على موافقة مجلس الأمن الدولي قائلا إنه لشرف لبلاده أن "تنخرط بدون تردد" في عمل عسكري هدفه "وضع حد لجرائم ضد الإنسانية". ولكنه أكد في الوقت ذاته أن الجنود الفرنسيين المنتشرين في إفريقيا الوسطى والذين يبلغ عددهم ألفا وست مائة جندي لن يبقوا أكثر من اللزوم في هذا البلد. وفي الوقت ذاته أعلن رئيس إفريقيا الوسطى المؤقت ميشيل تجوتوديا في حديث خص به إذاعة فرنسا الدولية أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع تنظيمها مبدئيا في عام 2015 وأن همه اليوم محصور أساسا في إقناع سكان البلاد بأن الاقتتال بين المسلمين والمسيحيين خطأ كبير وأنه من مصلحتهم جميعا العيش في وئام على غرار ماكان عليه الأمر من قبل.