أوضح الدكتور خليل عليان أستاذ الاقتصاد ومستشار التطوير والجودة بجامعة الطائف أن إطلاق برنامج العمرة الممتدة والسماح للمعتمرين الوافدين بالسياحة الداخلية من قبل الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والأثار ابتداء من شهر صفر تحت إشراف وزارات الحج والخارجية والداخلية قرار اقتصادي حكيم طال انتظاره وهو جزء من اقتصاديات الحج التي تقوم على تعظيم منافع الحج والعمرة في المملكة لكل من المعتمرين والمواطنين مما ينعش القطاع الخاص ويرفد القطاع العام بإيرادات ذات قيمة مضافة ويخلق وظائف للمواطنين وعلى الأخص فئة الشباب التي تبلغ نسبتهم ما يقارب 65% من المجتمع. وقال خليل ان عدد المعتمرين والحجاج سنويا يبلغ ما ينوف على عشرة ملايين قادمين من 65 دولة في العالم يتمتعون بقدرات شرائية كبيرة، حيث يبلغ ما ينفقونه في المملكة سنويا ما يقارب 10 مليارات دولار وإذا ما تم توجيههم إلى السياحة الداخلية في أرجاء المملكة للتعرف على الأماكن ذات الجذب السياحي فسيتم توسيع مظلة السياحة في المملكة لتشمل السياحة الدينية والسياحة التاريخية والسياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات والسياحية الترويحية مما يعظم من عائدات السياحة في المملكة لتصل على الأقل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي والتي لا تتجاوز الآن 3%. وأشار إلى أن السياحة في المملكة تعتبر من القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تحتاج منا للتخطيط والتنظيم والتنمية والاستثمار، مبينا أن هناك دولا يقوم اقتصادها على عائدات السياحة كفرنسا التي تجني ما يزيد عن 35 مليار يورو أو ما يقارب 50 مليار دولار سنويا بالإضافة إلى العديد من الدول، حيث يتم الاعتناء بالسياح وتوفير سبل الراحة وتسهيل إجراءات السفر والتأشيرة لهم، مبينا أنه يجب أن يصاحب السماح للمعتمرين والحجاج بالسياحة الداخلية في المملكة تهيئة البنية التحتية لقطاع السياحة والتي تشمل الفنادق والاستراحات والشقق المفروشة وشركات السياحة التي تقوم بتنظيم تنقل وإقامة المعتمرين والحجاج وأن تقوم البلديات بالعناية بالمتنزهات والنظافة في الشوارع، وفي هذا الخصوص أدعو الجامعات السعودية الحكومية والخاصة وعلى رأسها جامعة الطائف إلى المساهمة في تدريب الشباب السعودي على الإدارة السياحية والفندقية من خلال تأسيس أقسام في كليات إدارة الأعمال تعنى بالفندقة والسياحة. كما أتوجه بمناشدة الجهات المعنية في المملكة بدراسة جدوى تحويل هيئة السياحة والآثار في المملكة إلى وزارة للسياحة والآثار أسوة ببقية دول العالم مما يرفع من شأن قطاع السياحة في السعودية.