أعلن حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل أنّ الحوار الوطني توصل الى اختيار مهدي جمعة مرشحا لرئاسة الحكومة القادمة خلفا لعلي لعريض وأن الحوار سيستأنف يوم الأربعاء المقبل لاستكمال بنود خارطة الطريق.. وشدّد العباسي على أنّ المطلوب من حكومة جمعة –التي من المنتظر أن تتشكل في مدّة لا تتجاوز أسبوعا– أن تكمل ما بقي من المرحلة الانتقالية وهي آخر مرحلة وستكون حكومة كفاءات محايدة ستنكب على كل الملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في مقدمتها مقاومة الإرهاب.. وعلى هذه الحكومة توفير المناخات اللازمة والضرورية لإجراء عملية انتخابية نزيهة وشفافة وديمقراطية توصل تونس إلى فترة استقرار وسلام.. وأوضح العباسي أن المشوار المتبقي صعب إذا لم يتم التوصل بمعية من وقع تكليفه بقيادة الحكومة القادمة إلى الحفاظ على بنود خارطة الطريق ولم يتشكل فريق يمتاز بالحيادية وبأخذ المسافات من كل الأحزاب بغض النظر عن أي حزب كان وإذا لم تنكب على المهام التي ذكرتها لن تستطيع تأمين ما ينتظره الشعب من هذا الحوار"وأكّد الأمين العام لاتحاد الشغل "سنواصل الطريق بغاية استكمال بنود خارطة الطريق سواء في ما تعلق بالمسار الحكومي أو المسار التأسيسي آملا أن لا يضيع وقت آخر وأن يتم احترم الآجال المحددة لأن خارطة الطريق فيها إلزامية في الجانبين الحكومي والتأسيسي منها استكمال دستور يؤسس لدولة ديمقراطية مدنية وهو ما يجب أن يكون في أقرب وقت ممكن". وبمجرد إعلان العباسي عن اختيار مهدي جمعة (وزير الصناعة في حكومة لعريض) رئيسا جديدا للحكومة خلفا للعريض حتى توالت ردود الفعل الرافضة لهذا الاختيار سواء من طرف بعض الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني أو المنسحبة منه باعتبار ان رئيس الحكومة الجديد هو نتاج حكومة الفشل الحالية مبينة أن حركة النهضة فرضت مرشحها بعد أن أجبرت بتعنتها وتشددها العديد من الأحزاب الهامة على الانسحاب من طاولة الحوار.. وأكدت أطراف سياسية أخرى أن دعمها لرئيس الحكومة الجديد من عدمه سيتحدد بمدى حياديته واحترامه لبنود خارطة الطريق المعلنة والمتفق عليها وأكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي ان الجبهة لا تقبل أن يصبح وزير في حكومة فاشلة رئيسا لمجلس الوزراء المقبل.. وأشار إلى ان البلاد والوضع الراهن في حاجة إلى كفاءات مستقلة غير مورطة في سياسات سابقة.. وقال الهمامي ان تنصيب مهدي جمعة رئيساً للحكومة للمقبلة بغض النظر عن شخصه يُعتبر رسالة سلبية للشعب التونسي الرافض للحكومة الحالية.. أما رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فقد توجه بالتهنئة إلى الشعب التونسي باستكمال الحوار الوطني والتوصل إلى الحلّ.. مؤكداً انه كانت هناك تهديدات بالفشل لولا ان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ومن معه مقاتلون شرسون وتمكنوا من إنجاح الحوار.. وقال الغنوشي ان حركة النهضة متأكدة من أن مهدي جمعة سيكون في مستوى المسؤولية التي أوكلت له داعياً النواب بالمجلس الوطني التأسيسي إلى مضاعفة الجهود من أجل استكمال المسار التأسيسي.. وأكد الغنوشي ان حكومة لعريض لا تزال تحظى بأغلبية واسعة إلا انها قبلت نقل السلطة إلى حكومة توافقية لأجل عيون تونس.