عاداتنا وتقاليدنا، وكأنها أنزلت من القرآن الكريم فالتزم الناس بها، وماهي بالحقيقة إلا عرف تعارف الناس عليه وورثوه لأبنائهم جيلاً بعد جيل ككنز ثمين، زعموا بأنها تحفظ لهم كرامتهم ومابناه آباؤهم الأولون، يلتزمون بها اكثر من تعاليم دينهم وإن خالفوا دينهم بذلك، فعلى سبيل المثال: تقسيم الناس إلى ابناء اصل وغير اصل لست ادري من اين أتوا بهذه الثقافة العنصرية وكيف لهم به من قديم الزمن أولم يتأملوا قول الله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) «الحجرات: 13». فهو لم يعنِ بها العنصرية القبلية بل عنى بها العموم لا الخصوص الافضلية للمتقين وليس من هو أبن اصل وقبيلة. القبيلة ومفهومها الذي لازلنا نعاني منه فبرغم من اننا في القرن الواحد والعشرين ومع كل هذا التقدم الثقافي والعلمي المبهر إلا اننا لازلنا نسأل عن من اراد الارتباط بابنتنا بسؤالنا له (وش اصلك؟ من أي قبيلة؟ بدوي ولا حضري؟) وكأن الدين قد نص على ذلك بالرغم من قول سيد البشر (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وما كانت حجتهم إلا ان قالوا (احنا مانعطي من غير ثوبنا) وكأن ابنتهم قطعة قماش لابد ان تجد قطعة ملائمة لها وإلا فسوف تظل كقطعة قماش كاسدة لماذا كل هذا التحجر في عقولنا، قد منّ الله عليها بالاسلام ديناً وهدى ونوراً للقلوب والعقول آمراً البشرية بالتعايش بلا عنصرية ولا قبلية، أولم يتدبروا ايضا قوله تعالى في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) «الحجرات: 13». وعنى بذلك إنا خلقناكم من أب واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء فلا تفاضل بينكم في النسب وجعلناكم بالتناسل شعوباً وقبائل متعددة ليعرف بعضكم بعضاً وإن اساس تفضيلكم على بعض هو اتقاء الله لا النسب ولا القبيلة فارتقوا بعقولكم يا أولى الالباب.