ربما كان صوت المجرفة وهي تحفر الأرض بمقبرة ماساشوستس نذيرا بنهاية جيمس سوليفان، الذي تطلق عليه الشرطة لقب « المليونير القاتل». ويواجه سوليفان تهمة أخرى قد تكون هي الأخرى كافية لتعليقه على حبل المشنقة. وتعتقد السلطات في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا أن سوليفان، 63 عاما، المليونير العابث من بالم بيتش قد استأجر قاتلاً محترفا للقضاء على ليتا زوجته الثانية حتى لاتحصل على نصف ثروته بعد الطلاق. وتقول السلطات الآن ان سوليفان ربما يكون قد قتل عمه فرانك بينيرت قبل أكثر من عشرين عاما ليحصل على هذه الأموال في الأساس. وقال هاوار د سيمس المدعى العام في مقاطعة ماكون بولاية جورجيا: « بناء على أقوال الشهود والسجلات الطبية والأدلة الظرفية الأخرى أصبحت لدينا معلومات تشير إلى ضرورة القيام بمزيد من التحري في هذه القضية». وفي عام 1974 استعان بينيرت بابن أخيه سوليفان في إدارة شركة «كراون بيفاريدج»التي يملكها، ووعده بأن يكون الوارث لتلك الشركة بعد موته. ولكن ربما كان ذلك العرض السخي من بينيرت سببا في إنهاء حياته، حسب ما تعتقد الشرطة. ويقول ماريون كولينز مؤلف كتاب « بالم بيتش ميردر»الذي تناول فيه قضية سوليفان، أن بينيرت بعد أقل من عام قرر سوليفان وأبلغ محاميه ليزيل اسمه من وصيته. ولكن في ظروف غامضة أصيب بينيرت في 3 يناير 1975 بمرض وتوفي بعد خمسة أيام، قبل الفراغ من كتابة وصيته الجديدة، ليرث سوليفان عقاراته في ماكون بولاية جورجيا وشركة كراون بيفاريدج، التي باعها في عام 1983 بمبلغ 5 ملايين دولار، وقبل تشريح جثة عمه نقلها سوليفان ليدفنها في ولاية ماساشوستس. ويقول كولينز : « كان في البداية يخطط لإحراق جثة عمه. وأعتقد الآن أنه نادم على عدم إحراقها. إنني أتساءل لماذا كان جيم يسعى للخلاص بسرعة من جثة عمه فرانك؟ ولماذا لم يكن هنالك تحقيق حول الأسباب الغامضة لوفاة عمه ؟». وبعد فترة وجيزة بدأ سوليفان الذي طلق زوجته الأولى يتقرب إلى ليتا ماكلينتون الفتاة المفعمة بالحيوية والتي تنتمي إلى أسرة عريقة بولاية أطلانطا. وكان عمره في تلك الفترة 34 عاما، أما ليتا فكانت في الثالثة والعشرين. وتم الزواج في 1976 واستقر الزوجان ببالم بيتش في منزل كلفهما مليوني دولار، وأصبحا علمين في الحياة الاجتماعية في المنطقة. وفي عام 1985 عادت ليتا إلى ولاية أطلانطا ورفعت قضية للحصول على الطلاق. وفي الساعة الثامنة والربع من صبيحة 16 يناير 1987 أقدم قاتل متنكر في زي بائع زهور على قتل ريتا بعيار ناري في الرأس. وفي الليلة التالية احتفل سوليفان في بالم بيتش بموتها. وكانت ليتا عند مقتلها في السادسة والثلاثين أما سوليفان فقد كان في السادسة والأربعين . وبعد تسعة أشهر على مقتل ليتا تزوج سوليفان من سوكي. وفي يونيو 1990 أخذت أحوال سوليفان المالية تتدهور، بسبب دخوله في استثمارات فاشلة. ورفعت سوكي قضية ضده للحصول على الطلاق. واتهمت سوكي سوليفان بأنه أخبرها كيف استأجر قاتلا محترفا للتخلص من ليتا، وقالت بالحرف الواحد:« استأجر قاتلا للتخلص منها، وأعتقد بأنني سألقى نفس المصير!». وكسب سوليفان قضية الطلاق، ولكن سوكي انتقمت منه عندما وجهت له الشرطة الاتهام بقتل ليتا. واضطر سوليفان للهرب من الولاياتالمتحدة عندما أبلغت نادلة أنها شاهدته يقدم مبلغا من المال لصديقها فيليب أنطوني هاروود، الذي كان يعمل سائق شاحنة. وتقول الشرطة إن هاروود اعترف بأن سوليفان دفع له مبلغ 25,000 دولار ليقوم بقتل ليتا. وأصبح سوليفان ينتقل من دولة إلى أخرى إلى أن استقر به المقام في تايلاند، حيث كان يعيش في ترف مع صديقة أخرى. ولكن في يوليو 2002 سقط سوليفان في قبضة الشرطة التايلاندية التي داهمت منزله بعد تلقيها معلومات عنه. وأعيد سوليفان إلى الولاياتالمتحدة في مارس 2003 ليلقى المصير الذي يستحقه.