إن من فضل الله تعالى على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن وفقه لخدمة القرآن الكريم والعناية به وجعله الطريق الموصل له لكل عز وتمكين فحقق الله على يد هذا الملك المبارك الإنجازات الكبرى في كل المجالات العامة المحلية والدولية، فهذا القرآن العظيم جعل الله فيه البركة الدائمة والبركة لمن قام بخدمته وتعظيمه؛ لأن الله تعالى وصف هذا القرآن بأنه مبارك مما يدل على كثرة المنافع والفوائد. وإن المعالم الكبرى التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين في خدمة القرآن الكريم كثيرة متعددة منها: - طباعة المصحف والدعم الكبير الذي يقدمه لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ولا يزال هذا المجمع يقوم برسالته ويحقق أهدافه في ظل توجيهات ودعم خادم الحرمين فقد طبع ملايين النسخ من القرآن الكريم وترجمة معانيه بمعظم لغات العالم الإسلامي، وتوزع بالمجان في شتى بقاع العالم الإسلامي، وتهدى إلى حجاج بيت الله الحرام الذين يفدون إليه كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة. حرص خادم الحرمين على تعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين تعليماً صحيحاً، ويأتي ذلك في دعمه للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن التي فيها الحلق الكثيرة ويدرس فيها الآلاف من الطلاب والطالبات؛ وذلك لتربية الناشئة على حفظ القرآن وتلاوته وتجويده، وخرجت هذه الحلقات القرآنية المدرسين القادرين على تعليم القرآن وتحفيظه، وخرجت الحفاظ لإمامة المصلين في المساجد وتشجيعاً من خادم الحرمين لهذه الحلقات قد دعمها وآزرها وأمدها بالتبرعات المالية، ومنحها قطع الأراضي لتكون مقراً لها يضاف إلى ذلك الشباب الذين حفظوا القرآن في المدارس النظامية لتحفيظ القرآن المنتشرة في مناطق المملكة، وتخصيص مكافأة مالية للطلاب والطالبات وحوافز لمدرسي القرآن والقراءات. - اهتمامه بإقامة المسابقات القرآنية في حفظ القرآن وتلاوته وتجويده وتفسيره، فهناك مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن والسنة النبوية للطلاب والطالبات تنظمها وزارة الحرس الوطني ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة ويدعمها بالجوائز المالية الكبيرة على نفقته الخاصة ومسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعم مباشر منه وعلى نفقته الخاصة تشجيعاً لأبنائه من منسوبي الحرس الوطني على حفظ القرآن الكريم. - عنايته بالقرآن الكريم وخدمته في الإعلام السعودي ليعبر بذلك عن الهوية الإسلامية والرسالة الحضارية في خدمة القرآن الكريم وإبلاغه لكل المسلمين بجميع الوسائل والسبل الممكنة، ومن ذلك الدعم والمساندة لإذاعة القرآن الكريم التي تعد مفخرة للسياسة الإعلامية السعودية في محتواها ومنهجها وإدارتها ومن خلال هذه الإذاعة تبث تلاوات القرآن العظيم المرتلة والمجودة والعلوم التي تخدم القرآن الكريم، وذلك لربط المسلمين في شتى بقاع الأرض بهدي كتاب ربهم حتى وصل بث هذه الإذاعة إلى العالم العربي وشرق آسيا وجنوبها ووسطها وشمال افريقيا ووسطها إضافة إلى جميع أنحاء المملكة ليجد المسلم القرآن الكريم متلواً في جميع الأوقات وكذلك توجيهه الكريم بفتح قناة للقرآن الكريم مدة أربع وعشرين ساعة لتلاوة القرآن الكريم وإسماعه للمسلمين. - اهتمامه - حفظه الله - بإنشاء كراسي علمية بحثية في عدد من الجامعات السعودية حيث أمر بإنشاء ثلاثة كراسي لخدمة القرآن الكريم وعلومه، الأول في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والثاني في جامعة أم القرى، والثالث في جامعة الملك سعود وهذا يدل على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالقرآن وحرصه على تبني الكراسي العلمية في القرآن الكريم ودعمها من أجل خدمة القرآن الكريم وعلومه والاهتمام بالبحوث العلمية التي تبين علوم القرآن وتنشر هدايته للناس. - ومن عناية خادم الحرمين بالقرآن وخدمته أنه خصص في مجلسه المبارك تلاوة للقرآن وتفسيره تفتتح به الجلسة أمام الحضور الذين قدموا للسلام عليه ليكون هذا المجلس مشهوداً بالخير عامراً بتلاوة القرآن وتفسيره وهذه سنة حسنة، فكانت خدمة القرآن الكريم التي يرعاها تاجاً وشرفاً وعزاً وفخراً لهذه البلاد وأهلها التي من الله تعالى عليها بالتمسك بالإسلام والعمل بالكتاب والسنة والسير على منهج السلف الصالح فحفظهما الله من شر الفتن ومن الخلاف والصراع والتفرق. * وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية