جمعتني مناسبة مع صديق عزيز يتندر ويسخر كثيراً من الأطباء ومن عملهم الطبي.. فروى لي قصة.. يقول إنها حقيقية.. وهو شاهد على معظم فصولها.. ففي مدينته الصغيرة والوادعة في منطقة القصيم.. شَبَ عن الطوق وهو لا يعرف من يمارس مهنة الطب وعلاج سكان مدينته الصغيرة.. إلا طبيباً وزوجته الطبيبة.. قدما من دولة عربية شقيقة.. يقوم الطبيب بعلاج الذكور كباراً وصغاراً.. من الضغط والسكر واللوز.. حتى البواسير.. أي أنه (جي بي) أو طبيب عام.. وزوجته طبيبة نساء وولادة.. وهي أول من استقبله في هذه الحياة.. حيث قامت بتوليد أم صديقي.. وزوجها قام بتطهيره وختانه.. وكانت (القايناكولوجست) تشتهر بإبرة تسميها إبرة الميل.. فعندما يكون الجنين معترضاً أثناء الولادة يتم (دَق ابرة الميل) للحامل.. فيتعدل الميل وتلد المرأة.. ومرت سنون أعقبتها سنون.. وتقدم العمر بالطبيب وبزوجته الطبيبة.. بعد خدمة تجاوزت الثلاثة عقود من الزمن.. فاختفيا عن الأنظار.. وكاد صديقي أن ينساهما.. ظناً منه أنهما عادا لبلدهما.. لولا أنه في إحدى المرات رأى الدكتور يخرج من إحدى مزارع معارفه.. فسلم عليه وأخذه بالأحضان.. وهو يعتقد بأن صاحب المزرعة قد تعاقد معه لعلاج عمال المزرعة.. فصاحب المزرعة (والكلام لصديقي) بخيل والطبيب كبير في السن ومتقاعد.. وبالتالي سيكون "كويس ورخيص".. ومن غير إطالة على القارىء أقول إن الطبيب كان بيطرياً قدم للمزرعة للعمل بشهادته الحقيقية.. وعند السؤال عن زوجة الطبيب قال إنها أيضا داخل المزرعة (وقد تكون مشغولة بتوليد عنز أو بقرة بعد (دقها) بإبرة الميل.. ومن نافلة القول أقول: إنني أحترم وأقدر أطباء البيطرة وعملهم.. وقد كتبت عدة مرات أثني عليهم.. في سوانح وغيرها.. ولمن يريد التأكد من ذلك.. فليضغط على الشيخ قوقل ويكتب "طبيب بيطري".. ليقرأ ما كتبته عنهم من إطراء ومديح يستحقه كل طبيب بيطري.. ماعلينا.. فحكاية صديقي التي أرويها في سوانح اليوم.. هي عمن انتحل مهنة الطب البشري وهو يحمل شهادة في الطب البيطري.. وأختم قائلاً: كم هم محظوظون حيوانات المزرعة.. فمن سيعالجهم في المزرعة وخارجها.. ويسهر على راحتهم هما طبيب وطبيبة.. مؤهلان ويحملان شهادة في الطب البيطري.. وخبرة لثلاثة عقود أو تزيد.. اكتسباها في تطبيق ما درسوه على بني البشر.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية