أكد الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني الحاكم في انتخابات الرئاسة التي تجرى في السابع من سبتمبر المقبل ثقته في أن هذه الانتخابات ستكون نزيهة وحرة وشفافة وستوجه رسالة للعالم أجمع بأن مصر مستمرة بلا تردد على طريق الاصلاح الشامل والجاد . كان مبارك واصل أمس جولته ضمن حملته الانتخابية وعقد لقاء مع عمال مدينة العاشر من رمضان الصناعية «شرق القاهرة» وطرح رؤيته لاقتحام التحديات والمشاكل التي تواجه المجتمع المصري وعلى رأسها البطالة وتوفير فرص العمل التي تعطي لأبناء مصر الأمل في المستقبل . وقال مبارك ان حلمه أن توفر مصر فرص العمل والمستقبل الأفضل لكل أبنائها وأنه عمل كثيرا وسيستمر في هذا العمل حتى يتحول الحلم إلى واقع وحتى تتحول الأفكار والبرامج إلى فرص عمل حقيقية . وأوضح أن تحدي إيجاد فرص عمل جديدة كان ولايزال أهم وأخطر تحد واجهه عبر السنوات الماضية وسيظل كذلك اذا ما حصل على ثقة الشعب لشرف القيادة خلال المرحلة المقبلة . وحدد مبارك خمسة برامج للتشغيل أولها خاص بالمشروعات متناهية الصغر، والثاني يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والثالث يركز على تشجيع الاستثمار في الصناعات الكبيرة وينصب الرابع على قطاع الزراعة أما الأخير فهو خاص بالسياحة . وتعهد بالاستمرار في تحسين أحوال أكثر من 5,2 ملايين من العاملين في الجهاز الحكومي بحيث تزداد مرتبات العاملين في هذا القطاع بنسبة 100 في المائة في السنوات الست القادمة وذلك بالنسبة للدرجات الأدنى في السلم الوظيفي وزيادتها بنسبة 75 في المائة بالنسبة لباقي الدرجات . وأكد مبارك أن البرنامج الذي يطرحه يستهدف اليوم والغد لكل مواطن في مصر يسعى لمستقبل آمن أساسه فرصة عمل يحقق بها ذاته وجدد تعهده بألا يفرط في أمن مصر القومي وسيادتها واستقلال اراداتها، وألا يسمح بتواجد أجنبي على أرضها أو تدخل خارجي في شؤونها .. مشددا على عدم تهاونه لحظة في التصدي لارهاب أعمى يستهدف أرواح المواطنين وأرزاقهم . كما واصل باقي المرشحين للرئاسة حملاتهم وعقد وحيد الاقصري مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي لانتخابات الرئاسة مؤتمرا شعبيا في مدينة بورسعيد أعلن فيه تعهده بعودة الاشتراكية والنظام الاشتراكي إلى مصر حال فوزه بمنصب الرئيس بعد أن تسبب النظام الرأسمالي والخصخصة في تفشي الفساد وبأن يسود العدل الاجتماعي أرض مصر وأن يكون كحاكم خادما للشعب لا سيدا له وقال ان دعم الوحدة الوطنية في مصر أمر حيوي وأساسي لتظل مصر محتفظة بقوتها وريادتها للدول العربية . وأكد الاقصري رفضه تبعية مصر لأي قوى عالمية - حتى لو كانت الولاياتالمتحدة - معربا عن استنكاره محاولة واشنطن فرض الوصاية على مصر وفرض ديمقراطية وهمية لاتقبلها الشعوب العربية كلها وأن تحقيق الوحدة العربية له الاولوية وسيكون في صدارة مهامه في حالة فوزه في الانتخابات والسعي لتحقيق أقتصاد مصري وعربي قوي لتملك مصر إرادتها بعيدا عن أي قوى عالمية . وأكد أنه سيعمل على إعادة المليارات التي هربت إلى خارج مصر واستخدامها في بناء مساكن للشباب في الصحراء لحل أزمة الاسكان وتعمير الصحارى مع توفير الاراضي لهم مزودة بالمرافق بأسعار منخفضة كما أكد أنه سيلغي مسألة اختيار شيخ الازهر بالتعيين وجعلها بالانتخاب من بين هيئة تضم كبار علماء الازهر . وقال الاقصري انه هناك 7 ملايين عاطل في مصر وأنه لابد من وجود صناديق لدعم العاطلين وتوفير جهاز إداري لايعرف الفساد لتوفير المشروعات الصغيرة وتوجيهها الوجهة الصحيحة لتشغيل العاطلين. وحدد الاقصري عدة مشروعات لتنفيذها في حالة فوزه برئاسة الجمهورية أولها إعادة المنطقة الحرة ببورسعيد وتخفيض الجمارك على الزوار لاعادة الرواج إلى المدينة. وفي موازاة ذلك نشط الحزب الوطني في عقد مؤتمرات التأييد للرئيس مبارك وتناولت هذه المؤتمرات البرنامج الانتخابي الذي تم توزيع مئات آلاف النسخ منه ليكون في متناول جميع أعضاء الحزب الوطني . وقال الدكتور محمد الغمراوي امين الحزب الوطني بالقاهرة ان أمانة القاهرة عقدت 473 مؤتمرا بالوحدات الحزبية، استهدفت شرح وعرض برنامج الرئيس مبارك الإنتخابي وما تحقق من انجازات والعمل على حشد الجماهير لتأييد مرشح الحزب يوم الانتخابات وأن امانة الحزب بالجيزة عقدت 372 مؤتمرا على مستوى الوحدات الحزبية، بالإضافة إلى أربعة لقاءات على مستوى أمانات الشباب والمرأة والعمال والفلاحين وأشار إلى أن ذلك يأتي في اطار خطة التحرك الحزبي على المستوى التنظيمي التي اقرتها الأمانة العامة للحزب تحت شعار «هلال المستقبل». إلى ذلك أرجعت مصادر في جماعة الاخوان المسلمين إعلان الجماعة عدم تأييدها الرئيس المصري حسني مبارك في انتخابات الرئاسة التي تجرى في السابع من سبتمبر المقبل إلى فشل المفاوضات التي جرت بين الجماعة وقيادات بارزة بالحكومة والحزب الوطني الحاكم من أجل دعم الإخوان للرئيس ووصولها إلى طريق مسدود . كان بدا واضحا أن الجماعة ليست باتجاه تأييد الرئيس مبارك بعد التظاهرة التي نظمها التحالف الوطني الديمقراطي التابع للجماعة، والذي رفع للمرة الأولى بعد توقف طويل عن مهاجمة الرئيس مبارك شعار «لا للتمديد لا للتوريث» وهو الشعار الرسمي للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، والتي خرجت التظاهرة بتنسيق معها، وتضاربت فيها الشعارات وظهر للمرة الأولى بشكل واضح شعار «لا لحسني مبارك» على يد شباب الجماعة المحظورة . وأرجع مراقبون الهجوم المباشر والمفاجىء من جانب الجماعة على مبارك وترشيحه للرئاسة إلى رغبتها في تحسين صورتها التي اهتزت بشدة في الأيام الماضية بسبب عدم وضوح موقفها، والغموض الذي أحاط به وتمسكها بأنها لم تحسم موقفها بعد من الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو ما دفع الكثيرين للترويج عن وجود صفقة بين الجماعة والحزب الوطني من أجل تأييد مبارك في الانتخابات . وقالت مصادر قريبة من الجماعة ان القرار الذي صدر بتمديد حبس الأمين العام للجماعة الدكتور محمود عزت والقيادي البارز الدكتور عصام العريان كان هو النقطة الفاصلة التي كتبت سطر النهاية للمفاوضات بين الجانبين حيث كانت الجماعة تنتظر من الحكومة الإفراج عنهما لتبرير أي موقف مساند لمبارك خلال الانتخابات الرئاسية. وأوضحت المصادر أن تراجع الضغوط الدولية، خاصة الأمريكية، على الرئيس مبارك من أجل اجراء إصلاحات ديمقراطية ودمج الإسلاميين المعتدلين في العملية السياسية ومراقبة الانتخابات قوى من موقف الحكومة وجعلها تتشدد في مواقفها في المفاوضات مع الاخوان . كان المرشد العام للاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف شن هجوما عنيفا على الرئيس مبارك، في تصريحات لصحيفة «المصريون» الألكترونية وأكد أن الإخوان لن يؤيدوا مبارك وأنه «كفى عليه ربع قرن من البقاء في الحكم لم ير المصريون فيها إصلاحا يذكر وأنه من المستحيل أن ينتهي موقفنا عند تأييد مبارك ويكفي أنه ظل على رأس السلطة 24 سنة لم يحقق فيها إصلاحاً سياسيًا كي لا نؤيد ترشيحه علاوة بالطبع على الأسباب الأخرى» . وأضاف «يكفي أن البرنامج الانتخابي لمبارك لم يأت بجديد كما لم يتضمن أية إشارة إلى المعتقلين في السجون ؛ رغم أنه يملك إصدار قرار بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وإلغاء الطوارىء وعمل الكثير بما لديه من سلطات ولكنه لم يفعل ؛ ولم يوقف أسلوب القبض على المعارضين وزاد من القيود على الإخوان المسلمين مما يشككنا في الديمقراطية هذه التي يعد بها مبارك» . وكانت هذه التصريحات مؤشراً قوياً على الموقف الذي اتخذته الجماعة لاحقا باعلان عدم تأييدها للرئيس مبارك .