دعا الأردن أمس الدول والجهات المانحة إلى مساعدة المملكة لتمكينها من القيام بواجباتها والتزاماتها تجاه اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، في تصريح صحفي بعمان أن "الأشهر الماضية شهدت تراجعا نسبيا في عدد اللاجئين السوريين إلى الأردن"، لكنه لم يذكر أسباب تراجع أعداد الفارين إلى الأردن في وقت اتهمت فيه منظمات دولية الأردن بأنه يحد من أعداد اللاجئين إليه، وهو ما نفاه الأردن في وقت سابق. ويصل عدد اللاجئين السوريين في الاردن منذ اندلاع الأزمة السورية قبل حوالي ثلاث سنوات إلى (600) ألف لاجئ يقطن 112 ألفا منهم في مخيم الزعتري (شمال شرق الأردن). وتشير المعلومات أن مئات اللاجئين عادوا إلى بلادهم "طواعية "فضلا عن تراجع أعداد طالبي اللجوء إلى الأردن. وأضاف المومني أن "كلفة استضافة اللاجئين السوريين في الاردن منذ بداية العام 2013 بلغت 2.1 مليار دولار"، مشيراً إلى أن "مجمل المبلغ الذي وصل من الدول والجهات المانحة خلال هذه الفترة لم يتجاوز 800 مليون دولار". ونوه الوزير الأردني بأن اللاجئين السوريين، "يضغطون بشكل كبير على البنى التحتية في الأردن، لاسيما في قطاعات المياه والطاقة والإسكان، ما اثر سلبا على معيشة المواطنين". وفي السياق ذكر المومني أن مخيم الأزرق للاجئين السوريين في مراحله النهائية وسيصار إلى استكماله قريبا، مشيرا إلى أن مخيم الزعتري (شمال شرق الأردن) بمقدوره استيعاب أعداد أكبر من اللاجئين السوريين، حيث لم يصل بعد إلى طاقته القصوى، وعلى صعيد متصل، قال مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود إن "العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن وصل إلى 571 ألف و247 لاجئا في أعقاب عبور 400 لاجئ سوري أمس فرارا من بلادهم بسبب الأحداث المتصاعدة الدائرة هناك، فيما عاد إلى بلادهم طواعية 126 لاجئا". وأكد الحمود أن "هذا الحجم من اللجوء شكل عبئا إضافيا على كافة الأجهزة الأردنية المختصة التي تتعامل مع اللجوء"، مشيرا إلى أن "هناك 122 ألف لاجئ في مخيمات اللجوء بالزعتري ومريجب الفهود وحديقة الملك عبدالله والسايبر ستي ومنشية العليان الموزعة في مختلف أنحاء البلاد". ولفت إلى انه لم يعد بمقدور الدولة الأردنية التعامل مع هذا الحجم من اللاجئين ما يتطلب تضافر جهود المؤسسات الدولية والعربية لتخفيف انعكاساته السلبية التي تطال المملكة في مختلف الجوانب، مؤكدا أن الأعداد المتزايدة للاجئين السوريين في الأردن تضغط بشدة على مناحي الحياة كافة لاسيما البنية التحتية والحياة المعيشية للسكان.