كشفت ورقة عمل "سعودية" قدمت في مؤتمر "التحديات والتحولات أمام دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي في العقد الحالي 2013-2020" أن نجاح حكومات الخليج في تحقيق قفزات تنموية شاملة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية نتج عنه تحول في الثقافة والقيم السياسية بين شرائح المجتمع التي تؤمن بشرعية الأنظمة السياسية وتدعمها مشيرة إلى أن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية في عدم تأثير مايسمى الربيع العربي في دول الخليج. الخثلان: الإصلاح وحقوق الإنسان ركنان أساسيان عند التعاطي مع حراك المجتمعات وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان في ورقته (دول الخليج والربيع العربي: مواجهة غير مبررة) التي تناولت موقع دول الخليج العربي من أحداث الربيع العربي خلال المؤتمر الذي نظمته جامعة الكويت تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وبمشاركة حشد من الأكاديميين من دول الخليج وعدد من الدول العربية.. قال: "إن ماتشهده المجتمعات الخليجية من حراك ورغبة في التغتير هو دليل على نجاح الحكومات في تطوير مجتمعاتها اجتماعيا وتعليمياً وهو ما يتطلب استمرار مسيرة اﻻصلاح التي بدأت أصلا قبل "الربيع العربي" دون أي قلق أو خوف من نتائجه". وشدد الخثلان على أن أفضل مدخل للتعاطي مع الحراك الراهن في دول الخليج هو "حقوق الإنسان" بمفهومها الشامل وهو ما بدأته بالفعل قبل سنوات لكنه بحاجة للاستمرار والتوسع فيه، وتضمنت الورقة مقارنة بين انعكاسات التحوﻻت على الجمهوريات العربية ودول الخليج حيث بين الباحث أسباب اﻻختلاف بين التجربتين وأوصى بالتعاطي مع ما تشهده المجتمعات الخليجية من تحديات من منظور حقوقي ينطلق من قراءة دقيقة للتحركات الداخلية بدﻻ من التركيز على ما شهدته الجمهوريات العربية من تحوﻻت جذرية مقلقة، وذلك لضمان الاستقرار السياسي وتعزيزه في دول المجلس. د. صالح الخثلان وأوضح الخثلان أن السبب الأهم في الاحتجاجات الشعبية في دول الربيع العربي كان فقدان اﻻنظمة الجمهورية هناك شرعيتها بشكل كامل إذ إن طبيعة تلك اﻻنظمة التغير من خلال تداول السلطة بشكل دوري، وحين تمسك الزعامات بالسلطة دون قيد زمني فقدت شرعيتها بين مواطنيها كما ساهم في حدة اﻻحتجاجات الشعبية في تلك الدول ارتفاع مستوى القمع السياسي للمعارضة وهو ما ساهم بدوره في زيادة واتساع حجم المعارضة لوجود علاقة طردية بين مستوى القمع والمعارضة. هذا وكان المشاركون في المؤتمر قد ناقشوا عبر أوراق العمل المقدمة أسباب وجذور الربيع العربي وأبعاده الاقتصادية والأمنية واﻻجتماعية واﻻستراتيجية وهدف المؤتمر إلى دراسة وتفسير المتغيرات والتحولات الكبيرة التي حدثت خلال السنوات اﻻخيرة في الدول العربية تحت شعار "الربيع العربي" ومحاولة تحديد آثارها على دول الخليج العربية.