عند انطلاقة البطولات والمنافسات الرياضية خصوصا في لعبة القدم الشهيرة في العالم والتي تُعتبر كغيرها فنًا من الفنون إِلا أنها تحظى بجماهيرية واسعة تتابع الأحداث الرياضية على الأصعدة كافة كي تحقق ميولها بتشجيع فريقها ومساندته في المحافل الرياضية أينما حلّ أو ارتحل, وتستمتع بالفن والإبداع الذي يقدمه اللاعبون في المباريات حُبّا في تلك اللعبة التي أصبحت هواية ورياضة وطريقًا للتميز والتنافس الشريف والود والتواصل والتعارف على المستوى العالمي بين الأمم والشعوب وتنقل تقاليد وثقافة الدول وحضاراتها عن طريق وسائل الإعلام أو اللاعبين، ومن المؤسف حقّا أن يتغير الحال الرياضي وتتبدل تلك المفاهيم الرياضية الجميلة ويغيب الوعي والروح الرياضية وأهدافها السامية بين المجتمع الرياضي، فكلما اشتد التنافس الرياضي اشتد التشجيع والتعصب الرياضي غير الحضاري لدى الجماهير الرياضية والذي يأخذ سلوكيات غريبة وأساليب عجيبة في التشجيع الرياضي تدل على التشجيع المرفوض كتراشق الألفاظ السيئة ما بين الجماهير أو غيرهم أو كتابة مقالات أو عبارات تخرج عن ضوابط الأدب والقيم والأخلاق أو النقد غير الهادف من بعض المسؤولين أو الكتّاب أو المحللين الرياضيين، بل وتجاوز هذا التشجيع الرياضي الخاطئ إلى تشويه المساكن والمرافق العامة بالكتابات والرسومات السيئة وتحولت الرياضة من وسيلة تربوية هادفة تجمع ما بين المحبة والتواصل إلى وسيلة نزاع وشقاق وإعياء للنفوس بالأسقام وإن كان هذا التشجيع المرفوض على تعدد مسمياته واختلاف أشكاله يؤدي إلى التعصب الرياضي ويسلب العطاء والإبداع الرياضي وهو صورة غير حضارية للتشجيع، فينبغي على الجماهير الرياضية أن يكون لديها الروح الرياضية وأن تتحلى بالمبادئ السامية وأن تتقبل وتقنع بالخسارة كما تتقبل الفوز أو الخسارة وأن تكون مثلا وأنموذجا في التشجيع الأمثل والسليم وأن تقدم صورة مشرقة للوطن في الميادين وينبغي من المسؤولين ورجال الفكر ووسائل الإعلام تضافر الجهود وإيجاد الحلول المناسبة لتلك السلبيات. يقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيَت فإن هم ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا