أظهر المؤشر العالمي للحَوْسَبَة السحابيَّة التحدّيات الهائلة والمعقَّدة التي تواجهها مراكز البيانات إذ أشار إلى أن الحركة المتدفقة عبر مراكز البيانات حول العالم ستبلغ 6.6 زيتابايت سنوياً مع نهاية عام 2016. وبحلول السنة ذاتها، سيبلغ حجم الحركة المتدفقة عبر مراكز البيانات حول العالم 554 إكسابايت شهرياً (مقارنة ب 146 إكسابايت في عام 2011)، وكان هذا المؤشر الصادر من سيسكو قد توقع أن تحقق الحركة المتدفقة عبر مراكز البيانات حول العالم نمواً سنوياً مركباً 31%. ويتوقع أنه بحلول عام 2016 ستتمُّ معالجة قرابة الثُلثين من الحركة المتدفقة عبر مراكز البيانات في بيئة الحَوْسَبَة السحابيَّة، وستبلغ الحركة المتدفقة عبر بيئة الحَوْسَبَة السحابيَّة حول العالم 4.3 زيتابايت سنوياً، أي ما يعادل 355 إكسابايت شهرياً (مقارنة ب 57 إكسابايت في عام 2011)، وبذلك ستشهد الحركة المتدفقة عبر بيئة الحَوْسَبَة السحابيَّة نمواً سنوياً مركباً 44 بالمئة خلال الفترة من عام 2011 إلى عام 2016. يقول الدكتور طارق عناية المدير العام لشركة سيسكو في المملكة "تشهد صناعة التقنية المعلوماتية تحوُّلات متسارعة، من أبرزها التحوُّل نحو بيئة الحَوْسَبَة السحابيَّة والحلول التنقليّة وما بات يُعرف باسم البيانات الكبيرة «بيغ داتا»، ورافق ما سبق تحوُّل من منصة الويب إلى منصة التطبيقات". وأردف قائلاً: "مراكز البيانات وتطبيقات الحَوْسَبَة السحابيَّة ومتطلبات البنية التحتية المعلوماتية كلها تستلزم منهجية مبتكرة. فالشركات بحاجة ماسَّة إلى حلول مبسَّطة تزيل الحواجز بين أجزاء البنية التحتية المعلوماتية على امتداد الأعمال مع الحفاظ على مستويات التدرُّجية والمرونة والاستجابة والحماية الأمنية والشفافية الكاملة، والشركات بحاجة كذلك إلى حلول تحقق أفضل مستويات الأتمتة والبرمَجَة الشبكيَّة، ومنظومة حلول مصمَّمَة من القاعدة وصولاً إلى البنية التحتية المرتكزة إلى التطبيقات، فالحلول التقويمية المؤقتة باتت شيئاً من الماضي، وستجازف الشركات التي لا تواكب مثل هذه التحولات بمكانتها التنافسيَّة على صعيد الابتكار والربحيَّة". د. طاق عناية وكانت مؤسسة «آي دي سي» قد كشفت في تقرير سابق عن توقعها أن يعزز مُزوِّدو الخدمة حول العالم الإنفاق على التقنية المعلوماتية، وأن يستحوذوا على رُبع المساحة الكلية لمراكز البيانات بحلول العام 2016. ولمواكبة هذه التحولات والتغيرات المتسارعة من الأفضل الاستفادة من البنية التحتية المرتكزة إلى التطبيقات فهي تجمع بين الابتكارات في مجال البرمجيات والتجهيزات والنُّظم والدارات المُدمجة للتطبيقات مع منظومة ديناميكية لسياسات الشبكات محيطة بالتطبيقات ومبنيّة حول واجهة برمجة التطبيقات (API) المفتوحة، الأمر الذي يختصر الفترة اللازمة لنشر التطبيقات من أشهر إلى دقائق معدودة، عبر توحيد الشبكات الفعلية والافتراضية وتحقيق شفافية أمنية توافقية آنية على امتداد النظم والتطبيقات وبمستويات غير مسبوقة ومن أمثلتها (ACI). كذلك تتيح ابتكارات محوّلات مراكز البيانات المنضوية تحت البنية التحتية المرتكزة إلى التطبيقات للشبكة أن تستجيبَ بالسرعة اللازمة لطواقم نشر التطبيقات، مع توفير ما يصل إلى 75 بالمئة من التكلفة الكلية للمِلْكِيَّة مقارنة بمحوّلات السليكون والحلول الافتراضية الشبكية البرمجية فقط. كذلك تعالج البنية التحتية المرتكزة إلى التطبيقات على حل قضايا تقنية مُلِحَّة أخرى مثل عدم مرونة المنظومات الأمنية، والمتاعب التشغيلية الناجمة عن تعدُّد نقاط إدارة الحلول، وترخيص الحلول، وقضايا الإصدارات المختلفة من الحلول البرمجية، والتوافقية على امتداد البيئات الوسيطة المتعدّدة.