لم يعد سكوت وزارة التربية والتعليم على حال كثير من المقاصف المدرسية مبرراً، أو حتى كافياً لاستمرار الخطأ، وربما أبعد من ذلك شريكاً في تحمل تداعياته صحياً على الطلاب والطالبات؛ فالواقع أكبر من أن تخفيه، أو تداريه عن أعين المجموع؛ حيث لا يزال ما يُقدم من وجبات أو «تسالي» لا ينسجم مع البيئة المدرسية السليمة التي يُفترض أن لا تفصل بين غذاء الروح والجسد. وحال «مقاصف» المدارس يؤكّد ضرورة تغيير النمط التقليدي للتغذية المدرسية الذي كان سائداً لسنوات، إلى حالٍ أخرى تعتمد على إعداد وجبات غذائية متكاملة، حيث يتم بناء الجسم وتأقلمه مع الوضع المحيط به، وقد يكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل علاجه؛ ما يوجب الأخذ بمبدأ «الوقاية خير من العلاج»، كما أن هذه المرحلة قد تحدد فيما إذا كان هذا الطفل بديناً أم لا، ومدى ازدياد عدد وحجم الخلايا الدهنية المسببة للسمنة.. زيادة الوزن وكشفت "هيام" -والدة طفل في الصف الثالث الابتدائي- أنّها اصطحبت ابنها في العام الماضي لزيارة أخصائي تغذية، حيث أخبرها أنّ زيادة وزنه يعود لتناوله وجبات سريعة مشبعة بالدهون، مبيّنةً أنّها تعجبت من ذلك، إذ إنّها تتابع غذاءه في المنزل، إلاّ أنّها اكتشفت أنّه يتناول وجبة برجر، وشيبس، في المدرسة؛ مما أحدث لها صدمة، كونها تهتم بتغذية ابنها والمدرسة تفسد ما تحاول عمله. نظام خاص وذكر "عبدالله عبدالرحمن التكتلي" -تربوي- أنّ البرامج الغذائية بالمدرسة سيئة جداً، ولم تعد العادات الصحية أو تغذية الطالب من المهام ذات الأولوية بالمدارس، فوزارة التربية والتعليم أهملت بشكل ملحوظ صحة الطالب وتثقيفه صحياً، مضيفاً: "إذا كانت تشكو حالياً من مشكلة الكتب، والمدارس، والمدرسين، فمن الصعب أن تلتفت لصحة الطالب -الذي كان يوماً من الأيام تصرف له الوجبة الغذائية الكاملة من المدرسة مجاناً-، والأسوأ من ذلك أنّ المقاصف أصبحت أهدافها مادية بحتة، حتى أنّها تبيع للطلاب المواد الغذائية السيئة أغلى من السوق وقد تصل إلى الضعف". وأشار إلى أنّ المتعهد يرغب في الربح وتسديد قيمة إيجار المقصف المؤجر عليه بمبالغ كبيرة، لافتاً إلى أنّ السلوكيات الصحية حالياً لا تنتهج منهجاً واضحاً من الوزارة، بل أصبحت بيد المدير ورؤيته، فكل مدير حسب إخلاصه، ومتابعته الخاصة للمقصف والأنشطة التوعوية من محاضرات صحية، أو دعوة بعض المختصين بالتغذية. ننتظر تدخل وزارة التربية لإيجاد أخصائي تغذية في المدارس مشاكل صحية ورأت "وفاء الكثيري" -مشرفة تربوية- أنّ للبيت الدور الأكبر والأمثل في غرس السلوكيات الصحية الصحيحة، وأساس البيت الأم، فما تغرسه من سلوكيات وقيم وآداب في الصغر يبقى ذخراً لها في الكبر، هي تدرب، وتناقش، وتوجه، وتحاور، وتقنع، وتتدرج مع أبنائها؛ لأنّها أعلم باحتياجات كل ابن، وهي أدرى بمشاكله الصحية، وظروفه النفسية لذلك منذ الصغر تضع نصب عينيها هدفها، وتحدد طريقتها، وخطتها للتعامل معهم في كل جوانب حياتهم، وخاصة نظامهم الغذائي، وتطور حاجاتهم البيولوجية. علاقة تعاونية وأضافت "وفاء" أنّ دور المدرسة يكون بالتوجيه، والمتابعة، والتعديل، والعناية، وذلك عن طريق الأنشطة، والمناسبات، والمنهج، فالمعلم المربي الواعي المسؤول يعرف دوره في استثمار ما سبق لمصلحة الطالب، ويحتسب الأجر حينما يقوّم سلوكياته، ويصحح مساراته، إذا ما لمس سلوكيات وعادات غذائية خاطئة، مبيّنةً أنّ العلاقة بين البيت والمدرسة تشاركية تعاونية مستمرة، وحتى تتحقق الرسالة، ويكسب الابن الطالب لابد أن لا يكون هناك ازدواجية وتناقض بين توجيه البيت والمدرسة، وأن يكون التعاون هادفاً لإيجاد التكامل والتوازن، من أجل بناء شخصيته، معتبرةً أنّ الدور أولاً يبدأ من البيت؛ لدوره الأساسي في البناء، مشددةً على خطورة ترك الأبناء، مستشهدةً بالحديث: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت". مراقبة وإشراف وأشارت "وفاء" إلى أنّ المقاصف في المدارس الحكومية توفر وجبات غذائية مناسبة، من حيث المبلغ المالي، وخاضعة للمتابعة والإشراف، كما أنّ الوجبات منوعة، وذات قيمة غذائية عالية، ما بين الحليب، والعصائر، والشطائر، والوجبات الخفيفة، والسكاكر، منوهةً بأنّ هدفها ليس الربح المادي؛ لأنّها متوفرة بأسعار مناسبة، وللطالبات ذوات الظروف المادية الصعبة توفر لهم وجبات مجانية، وكذلك يخصص مبلغ مالي من إيرادات المقصف للمدرسة للمحتاجين، بينما المدارس الأهلية تنوع الوجبات حسب مراحلها الدارسية، ما لذ وطاب، وربما يكون المبلغ المالي عند الشراء مرتفعا، إلاّ أنّه يوفر للطالبة ما تحتاجه من وجبات، وهو خاضع في بعض المدارس لأخصائيات تغذية، حسب رؤية ورسالة المدرسة. معادن وفيتامينات ولفت "صالح جعري" -مستشار أسري وباحث اجتماعي- إلى أنّ للغذاء الصحي عدة فوائد: ينمي العقل، ويزيد معدل الذكاء، مبيّناً أنّ المعادن والفيتامينات تعّد من المغذيات التي ترفع نسبة الذكاء، ولكل عنصر منها قيمة مهمة، فقد وجد العلماء أنّ النقص في أحد المعادن أو الفيتامينات يؤدي إلى ضعف التركيز لدى الأطفال، حيث إنّ هناك سبعة فيتامينات مهمة للمخ: فيتامينات (ب1، ب2، ب3، ب5، ب6) والبروتين، إضافة إلى فيتامين (ج)، مشدداً على أنّ الكربوهيدرات ضرورية أيضاً؛ لدورها في دعم الطاقة العقلية، ولها أهمية في إنتاج الناقلات العصبية. إمدادات للعقل وأضاف "جعري": "لكي يعمل العقل بكفاءة فإنه يحتاج بشكل خاص إلى إمداد ثابت من الأكسجين والجلوكوز، فهو لا يُخزّن الطاقة كبقية أعضاء الجسم الأخرى، بل يحصل على الأكسجين من خلال التنفس، أما الجلوكوز فيحصل عليه من الأطعمة الكربوهيدراتية الموجودة في الغذاء، فمن المعروف علمياً أن الدم ينقل الجلوكوز إلى العقل بمعدل ثابت ومعقول"، لافتاً إلى أنّه كلما حصل عقل الطالب على الوقود السليم والطاقة اللازمة أمكنه العمل بأقصى قوة، ففي فترات التركيز المكثفة كالامتحانات نجد أنّ كثيراً من الطلبة يشكون من النسيان، وكأنما ذاكرتهم أصبحت صفحة بيضاء، حينها سنعرف أنّ السبب قد يكون هو انخفاض مستويات الجلوكوز، ونقص في طاقة العقل؛ مما ينتج عنه قلة التركيز وضعف الذاكرة. وزن طبيعي وأشار "جعري" إلى أنّ من الواجب على كل أسرة تنويع غذائها اليومي؛ لأثر ذلك في أداء الطفل العقلي والجسمي، وفي المقابل نجد أنّ لسوء التغذية من جانبٍ آخر مضار جسيمة، فالنقص في أحد العناصر كالحديد أو الفيتامينات، قد يؤثّر في النشاط العقلي للطفل، وسوء تغذية المرأة الحامل يؤثر سلباً في عقل الجنين وذكائه، كاشفاً عن دراسة حديثة بيّنت أنّ الأطفال الذين يولدون بمعدل وزن طبيعي يتمتعون بقدرٍ أكبر من الذكاء في المراحل اللاحقة من طفولتهم، مقارنة مع أؤلئك الذين يولدون بوزن أقل من المتوسط الطبيعي، وقد يعود سبب ذلك إلى أنّ الأطفال الأفضل وزناً قد حصلوا على غذاءٍ أفضل في رحم الأم أثناء المراحل المهمة لنمو الدماغ. تطور حضاري وأكّد "جعري" على أنّ كل الآباء والأمهات وباختلاف أجناسهم وألوانهم يتمنون أن يحظوا بأطفال أصحاء مكتملي النمو الجسمي والعقلي، وينتظرون هذا الطفل لينمو ويكبر وليزداد ذكاءً وقوةً، ولتحقيق ذلك لابد من التوجيه الصحيح للتغذية السليمة، والحرص على جودة تلك الأغذية وتنوعها وتكاملها، ناصحاً الآباء والأمهات والمدرسين أن يجندوا ما لديهم من نصائح وإرشادات، ويسخروها لتوعية أفراد المجتمع، وبالأخص شريحة الطلبة والطالبات، ونبذ الأطعمة غير الصحية كالوجبات السريعة والمشروبات الغازية المؤثرة على صحتهم وعقولهم؛ لتحقيق الوصول إلى مجتمع يتمتع بالصحة العقلية والبنية الجسمية، والتي بدورها تؤهل المجتمع للتزوّد بالمعرفة والمهارات اللازمة، بما يؤدي إلى دعم الانجاز وتحقيق التنمية والتطور الحضاري المنشود. تغذية مدرسية وأوضح "عبدالغني العمري" -مدير مدرسة وإعلامي- أنّ المدارس تستطيع تطبيق برنامج صحي للأطفال على شكل حصص يومية مكثفة في الأسبوع الأول، ومتفاوتة في بقية الأسابيع، لمدة زمنية لا تقل عن (3-6) أسابيع، معتقداً أنّ هذا الأمر لا يتم إلاّ في مدارس أهلية أو مدارس حكومية عدد طلابها قليل، حيث يتبنى مدير المدرسة البرنامج ويدعمه بقوة، ويكون هناك تنسيق مع ولي أمر للطالب، مشدداً على أنّ المدرسة تستطيع تعديل سلوك الطالب، خصوصاً وأنّ المعلم له قابلية كبيرة عند الطلاب، ويستمعون له أكثر من أهاليهم أحياناً، مطالباً بأن تنظر الوزارة في التغذية المدرسية، وتزيد من وقت الفسحة، وأن يكون مكان الإفطار مجهزاً بالكامل، ولكن يبقى على الأهل تعزيز الجانب الإيجابي، ومتابعة الطالب خارج اليوم الدراسي. وأضاف أنّ الجانب المادي طغى على الصحي؛ لأنّ المدرسة سواء حكومية أو أهلية تعتبر المقصف رافداً مادياً مهماً، مشيراً إلى أنّه لا توجد مدرسة -على حد قوله- تطبق برامج تغذية صحية بالشكل المطلوب، مبيّناً أنّ الطالب يكتسب سلوكياته من البيت، وذلك بتعويده عليها، وهذا لا يتحقق إلاّ لأسرة خارج نطاق العادات والتقاليد المكتسبة حديثاً. رحلة تربوية وقالت "منال مراد" -استشارية طب الأسرة-: "بدأ الاهتمام ببرامج الصحة المدرسية في بعض الدول أكثر من (80) عاماً، وبدأت المنظمات الدولية المهتمة بالصحة والتعليم الاهتمام ببرامج الصحة المدرسية منذ حوالي (50) عاماً، وتبلورت مفاهيم وتطبيقات الصحة المدرسية على مدى السنوات العشرين الأخيرة، من خلال نماذج ومبادرات مختلفة"، لافتةً إلى أنّ المعلمين يتمتعون بوضع مميز وقبول اجتماعي يمكنهم من إكساب طلابهم المعرفة، والتوجه الهام لصحتهم، وأن يؤثروا في سلوكهم الصحي، ويمكن للطلاب أن ينقلوا معارفهم إلى المجتمع المدرسي. وأضافت أنّه يمكن الإفادة من المناهج المدرسية في نقل الرسائل الصحية للطلاب؛ لتجعل منهم جيلاً حاملاً للثقافة الصحية، بل مساعداً للآخرين في اكتسابها، فالمجتمع المدرسي هو حلقة هامة في توجيه الأبناء للتغذية الصحية، المبنية على المبادئ الرئيسة، مؤكدةً على أنّ الأسرة هي اللبنة الأولى في غرس العادات الصحية السليمة، فالأم أثناء مرحلة الحمل تبدأ رحلة إنجاب طفل سليم صحيح البنية، ثم تأتي مرحلة الطفولة، واهتمام الأسرة بمفهوم الرضاعة الطبيعية، وبعدها مرحلة الفطام، وهي بداية لغرس مفهوم غذائي صحي، حيث إنّ الأسرة خلال مرحلة ما قبل المدرسة المسؤول الوحيد على التغذية، ومن ثم يأتي دور المدرسة في تعزيز وغرس سلوك صحي سليم، من خلال المفاهيم الصحية. صحة وتربية ونوّهت "منال" بأنّ الصحة المدرسية وبرامجها مفهوم يطبق بنماذج تتباين من بلد لآخر، وهناك عوامل تفسر هذا التباين، من هذه العوامل طبيعة المشكلات الصحية السائدة، وطبيعة النظام الصحي والتعليمي، كما أنّ وجود مؤسسات مخصصة لتخطيط، وتنفيذ برامج الصحة المدرسية، والهدف من إنشاء هذه المؤسسات يحدد طبيعة برامج الصحة المدرسية، إضافة إلى ما يتوفر من موارد بشرية، ومادية، وطبيعة تدريب الكوادر الصحية والتعليمية، فالصحة المدرسية نشاط يربط بين الصحة وبين التربية والتعليم في السن المدرسية. وضع الأولويات وأشارت "منال" إلى أنّ هناك هيئات دولية تهتم بالصحة المدرسية، مثل: منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، واليونسكو، إضافةً إلى وجود مراكز ومبادرات محلية، حيث تتضافر كل الجهود من أجل غرس وتعزيز العادات الصحية في سن مبكرة؛ لأنّه يتم فيها الغرس السليم لمدى حياة الانسان؛ مما يوجب أن يكون نظام التغذية من أولويات التعليم المدرسي، وأن يطبق بواقع ملموس وعملي، ولا يكتفى بما هو مكتوب في المناهج، غير مطبق في مقصف المدرسة والتي تفتقر المبادئ الصحية الأساسية، من خلال عدم تواجد الفواكه، والخضروات، والعصائر الطازجة، بعد أن غلب الربح على المفهوم الغذائي السليم، داعيةً خبراء التوعية الصحية في المدارس بدراسة الوضع الحالي ورفع تقارير بالمخالفات الصحية، وأن يقف أصحاب القرار وقفة ايجابية بوضع صحة الطالب من الأولويات. أضرار سلوكية وقال "ماجد مبروك الفيصل" -محاضر في النظام الجنائي السعودي والمقارن-: "الظاهر لنا أنّ المسألة غير منتظمة، ولابد من وزارة التربية والتعليم أن تفصح عن القواعد التنظيمية للمقاصف من الناحيتين التنظيمية والصحية؛ لأنّ كل ما نعلمه في هذا الجانب مبادرات شخصية أكثر من كونها تنظيمية"، مبيّناً أنّه إن كان هناك قواعد وتم تطبيقها فالواقع التطبيقي يدل على عدم نجاحها، وبالتالي نحتاج إلى إصلاح، ولا يمنع من الإفادة من الأنظمة المقارنة في هذا المجال. وأضاف أنّ هناك ضرورة لأن يتم إنشاء إدارة تهتم بعمل المقاصف استثمارياً وصحياً؛ لأنّ هناك اشكالية في الطريقة التي تدار بها المقاصف المدرسية، بالإضافة لمشكلة الزحام الذي يلاحظ عند المقاصف، وما يترتب عليه من أضرار صحية وسلوكية، ملمحاً إلى ضرورة تطبيق مشروع "المنيو المدرسي"، الخاضع للرقابة صحية؛ للمحافظة على صحة الطلاب مقترحاً استحداث وحدة معتمدة في كل مدرسة تتكون من أخصائيي تغذية؛ للإشراف على الوجبات المقدمة في المقاصف. حقوق الطفل وطالب "الفيصل" وزارة التربية والتعليم بأن تعنى بمسألة الإفادة من تجربة تنظيم المقاصف في الدول الأخرى، التي لديها تجارب وتشريعات تفصيلية، متسائلاً "ما المانع من الاستفادة من خبراتهم لحماية صحة أبنائنا؟"، مضيفاً: "لابد أن تشارك وزارة التربية والتعليم في الاهتمام بصحة الأبناء، إذ لا يوجد في المدارس مختصو تغذية؛ لأنّ الطالب إذا أصيب بعارض يتحمل تكاليفه وزارة الصحة". وأضاف أنّ المملكة قد وقعت على اتفاقية "حقوق الطفل"، وتناولت الحقوق الصحية، وتم إسناد الإشراف على هذه الاتفاقية وتنفيذها إلى وزارة التعليم؛ مما يوجب عليها التأكّد من البيئة الصحية السليمة في المدارس، حيث إنّ هذا من أهم واجباتها، التي لا تقتصر فقط على التعليم، مشدداً على أهمية أن لا تترك المسألة للنهايات الطرفية، ولا لاجتهادات إدارة المدرسة، إذ لابد من تدخل الوزارة وبشدة؛ لإيجاد قوانين وضمان تطبيق وتفعيلها. انتشار «السمنة» و«السكري» بين الطلاب مؤشر خطر! بيّنت "مها علي الغفيص" -أخصائية التغذية العلاجية- أنّ برامج التغذية في المدارس تعتمد على الجانب الربحي البحت، بالإضافة إلى أنّ الكثير من المدارس تباع فيها نوعيات رديئة من الأطعمة، ممتلئة بالدهون والسكريات بكميات كبيرة وضارة، مشددةً على أنّ برامج التغذية في المدارس تحتاج إلى اهتمام أكثر ودعم من وزارة التربية والتعليم؛ لتفعيلها حتى تساعد الأسرة والمدرسة في تحديد سلوك الطفل التغذوي، والسيطرة عليه قدر الإمكان؛ لإخراج جيل يتمتع بصحة جيدة، لأنّ السمنة والسكري وغيرهما من الأمراض انتشرت بين الأطفال في سن المدرسة. وأضافت أنّ المدرسة والبيت أعمدة مهمة في بناء السلوك السليم في سن مبكرة، حيث تلعب المدرسة دوراً مهماً؛ نظراً للفترة الطويلة التي يقضيها فيها، وكما يمكن أن يكون لها دور في تعليم الأطفال طريقة اختيارهم للوجبات الجيدة، وكيفية تقييم طعامهم، منوهةً بأنّه بغياب دعم الأهل وتوعيتهم لأبنائهم بما يفيد صحتهم لن تستطيع المدرسة السيطرة على تغذية الطفل، كما يلعب الإعلام دوراً كبيراً في التوعية للأطفال في عمر المدرسة، من خلال الدعايات التوعوية وغيره من وسائل التوعية. مشروع «قائمة الطعام المدرسية» كشفت "هند ماجد الفيصل" -طالبة- أنّها بعد أن عايشت وضع الخدمة المقدمة في المقاصف المدرسية في المدارس بعد عودتها من أستراليا؛ وجدت أنّ هناك إشكالية لابد وأن تحل لتحسين أداء عمل المقاصف؛ مما دفعها للعمل على مشروع لتحسين الخدمة المقدمة في المقاصف المدرسية، متمنيةً من المسؤولين تبني هذا المشروع لتطبيقه فعلياً. وقالت إنّ المشروع عبارة عن اعتماد الوزارة لقائمة غذائية في جميع مدارس المملكة، تخضع لرقابة صحية، ومعتمدة من قبل أخصائيين غذائيين، تحتوي على أطعمة صحية، وفواكه، وعصيرات طازجة، وحليب، بحيث يتم إطلاع الآباء والأمهات عليها، وهم من يختارون غذاء أبنائهم بأنفسهم كل يوم، ويتم تسليم الطلبات للمختصين في المقصف؛ لتجهيز الوجبات يومياً، وتسليمها للطالب قبل موعد الفسحة المدرسية بدقائق. وأضافت أنّ هذا المشروع سوف يكون إيجابياً ويقضي على بعض السلبيات، ويساهم في منع حدوث الازدحام أمام المقاصف المدرسية خلال فترة الفسحة، والحد من المشاكل الصحية الناجمة عن هذا الازدحام، مثل: أمراض العدوى بالنفس، وبالاحتكاك أو نحوه، ومنع المشاكل السلوكية الناجمة ايضا عن ذلك الازدحام، وإمكانية فرض الرقابة والمتابعة المسبقة على ما يتم بيعه لأطفال -قائمة الطعام المتاحة- حيال التغذية الصحية السليمة، إضافةً إلى تشجيع الطلاب على الانتظام، وحفظ أوقات الطلاب للاستمتاع بوقت الفسحة، وإمكانية تطوير المشروع في مراحل متقدمة بعد تنفيذه المبدئي. بعض المدارس تقدم للطلاب وجبات غير صحية يحتاج الطلاب إلى غذاء متكامل هند الفيصل صورة ضوئية من العرض التقديمي لمشروع خدمة المقاصف زوايا المقصف المدرسي وقد تحول لمكب نفايات التغذية المدرسية تؤثر في نظر الطلاب للمدرسة صالح جعري عبدالغني العمري عبدالله التكتلي ماجد الفيصل