كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى مستقطبة الجماهيرية الأعلى من بين الألعاب الرياضية الأخرى وذلك في معظم دول العالم وتحديدا هنا في بلادنا المملكة العربية السعودية فهي المتنفس المهم والمحبب لمتابعي الرياضة وتسهم في التوازن المثالي للطاقة النفسية ما يؤدي إلى حياة أفضل اجتماعيا وتحسن الأداء الوظيفي للفرد لترتقي جودة الإنتاج العام فمردودها يطال الجانب الصناعي والاقتصادي للبلد على الرغم مما يعتري كرة القدم لدينا والرياضة عموما من خلل ونقص في كل ما يتعلق بها. وحق لأبناء هذا الوطن المبارك والمهتمين بالرياضة بوجه خاص على المسؤولين في الرياضة بأن يقدموا لهم منتجا رياضيا جيدا ( كرة القدم ) من جميع جوانبه مستويات فنية مميزة وطرح آراء بفكر رياضي متخصص واعٍ ومنشآت رياضية متكاملة وجذابة وبمقابل مادي رمزي معقول لا يرهق محبي الرياضة ماليا فالالتزامات كثيرة والأسعار تجاوزت المعقول بتكاليف باهظة وكبيرة ، فكيف بمن سيحضر المباريات وأبناؤه وهو من ذوي الدخل المحدود وبمعدل ثلاث مباريات في الشهر، ولك عزيزي القارئ حسبة التكاليف، أليس لهم حق في مراعاة ظروفهم وتقديم التسهيلات لهم ؟ وهم أبناء الوطن يخدمونه في مجالات أخرى؟. وما أعلن عنه قبل ايام بمباركة ودعم رابطة دوري المحترفين لخطوة بعض الأندية بزيادة أسعار التذاكر بنسبة 100 بالمائة، لا يعكس ما ذكرته مقدما بل إنه استمرارية لأسلوب التجار بمختلف أنشطتهم في تعاملاتهم التجارية مع المستهلك المواطن البسيط برفع الأسعار بلا مبرر وبجشع مبالغ فيه، واللافت أن إجراء الأندية مخالف لنظام الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتجاوزا صريحا له فقد تم اتخاذ خطوة رفع أسعار التذاكر دون الرجوع لصاحب الصلاحية ، فالمسألة إجبار ولي ذراع وفرض قرار من الأندية على اتحاد الكرة ، بغض النظر عن نقطة خفض السعر لأدناه . إذ سُمح في وقت سابق برفع أسعار التذاكر بنسبة لا تتجاوز 50 بالمائة ، وما تم تجاوز الحد وضرب بقرار الرئاسة لهذا الشأن عرض الحائط . هذا التوجه يعد سلبا للمتعة التي ينتظرها المتابع الرياضي أسبوعيا وسيحد من حضوره للملاعب وبالتالي تزداد مشكلة قلة الحضور الجماهيري أكثر مما هو عليه ما ينعكس على مستوى وإثارة اللعبة فمشهد الجماهير في مدرجات الملعب متعة وإثارة وجمال بحد ذاته وحضورهم يلعب دورا في رفع مستوى أداء اللاعبين فنيا داخل الملعب، ولازالت الأندية الرياضية السعودية تحت مظلة الحكومة تابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم وتستلم إعاناتها المالية حتى اللحظة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إذن ليس من حق الأندية الزيادة في قيمة التذاكر من تلقاء نفسها فضلا عن عدم وجود نظام أساسي وقاعدة قانونية لرابطة دوري المحترفين التي أقرت هذا الإجراء وأوصت به، كما لا أرى منطقية توزيع مداخيل الرعاية للدوري بصورتها الحالية فيجب توزيعها بالتساوي عدلاً الأمر الذي قاد مسؤولي بعض الأندية لهذا التوجه المزعج . ختاما أناشد المعنيين والمسؤولين في اتحاد كرة القدم والأندية الرياضية بمراعاة ظروف المتابعين لكرة القدم من أبناء الشعب السعودي فهم يستحقون العطاء ، فقدموا قرارات تسعدهم لا تضيقوا عليهم وتستفزوهم وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إيقاف كل قرار رياضي تعسفي يجحف بأبناء الوطن فالمسألة ليست متعلقة بالأندية والاتحادات فقط فالقضية هنا شعبية .