الزواج.. هذه العلاقة المعقدة، الدقيقة، الحميمة، المشتركة بين شخصين مختلفين اختارا أو فرض عليهما أن يعيشا معاً، يقتسمان كل شيء.. المأكل، المشرب، النوم، العلاقات العائلية وأحياناً الرحيل والترحال معاً أو الافتراق في فترات بينهما عند سفر احدهما عن الآخر. إن الزواج حقيقة علاقة صعبة تتطلب صبراً وتحملاً من الزوج والزوجة، ففي بداية الأمر يكون الأمر صعباً على كلا الطرفين، فالرجل لم يعتد على المسؤولية، فقد كان حراً طليقاً يخرج متى يشاء ويسهر انى اراد ولا يعود إلى منزله الا في أوقات متأخرة احياناً، وأحياناً ينام خارج المنزل عند اصدقائه وزملائه. وكذلك الفتاة فقد كانت في منزل اهلها ليست مسؤولة - في أغلب الاحيان - عن شيء، فاذا كانت طالبة في المرحلة الجامعية أو متخرجة تعمل، فانها تجد الأمور مرتبة جاهزة عند حضورها من العمل أو الدراسة. فالوالدة هي التي تقوم برعاية جميع من في المنزل بما في ذلك الفتاة نفسها.. وكثيراً ما تكون الفتاة غيرمستعدة لتحمل مسؤوليات منزل واولاد وزوج قد تنسجم معه أو لا تنسجم..! انها حياة جديدة لكل من الفتى والفتاة.. في بداية الزواج قد يكون هناك تلهف من قبل كل من الزوجين للآخر.. فتجد الانسجام والمحبة والألفة بينهما ويشعر كلا الزوجين بأنه أخيراً وجد الحياة التي يتمناها.. وأن هذه السعادة سوف تستمر إلى ما لانهاية، وأن غرام الزوجة بالزوج وتلهفها عليه وكذلك كلمات الزوج المعسولة وسلوكه اللطيف سوف تستمر إلى الابد..!! وكل شخص يظن بأنه مختلف عن الآخرين وأن حياته الزوجية مختلفة عما سمع من زملائه أو ما سمعت الزوجة من زميلاتها عن ملل الزواج ومشاكله الكثيرة. بعد فترة قد تطول أو تقصر فإن أكثر الزيجات تصاب بما يُسمى الملل الزوجي أو البرود العاطفي، وأحياناً يطلق عليها السكتة الزوجية..!! هذا التحول في العلاقة الزوجية، والتي تنتشر بشكل كبير وأحياناً تهدد الحياة الزوجية واستقرارها، امر يقع فيه الكثير من الازواج، وينتج عن اسباب كثيرة سوف نشرحها ونتحدث عنها من خلال المقالات المرفقة، فالاول هو هذا المقال: الزواج الاجباري أي أن يتزوج شخص من فتاة لا يحبها، يفرضها عليه أهله اتباعاً لتقاليد عائلية، ويكون هناك من البداية رفض ربما من طرف واحد وربما من الطرفين. هذه العلاقة تولد ميتة منذ البداية في أكثر الاحيان!.. فالرجل الذي يفرض عليه الزواج من احدى قريباته ويكون هو غير مقتنع بهذا الزواج، فانه يكون بارداً عاطفياً تجاه الزوجة التي فرضت عليه، وتشعر الزوجة بهذا البرود، وحتى حينما تحاول التقرب من هذا الزوج فغالباً يكون الفشل مصير هذه المحاولات التي تقوم بها الزوجة التي وجدت نفسها أيضاً مفروضاً عليها وليس لها حق الاختيار ولا تستطيع الرفض، كيف وزوجها لم يستطع منع هذا الزواج الذي لم يكن مقتنعاً به وهو رجل؟ إن ما يحدث من بعض العائلات من حجر بناتهن منذ الصغر لابناء من نفس العائلة أو حتى لرجال بالغين من نفس العائلة، ويكون فارق السن كبيراً في بعض الأحيان، فينتج عنه عدم توافق زوجي وفارق ثقافي بين الزوج والزوجة..! إن حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه «إذا اتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه» فهذا الكلام البليغ الذي قاله عليه السلام، وهو لا ينطق عن الهوى. إن الزواج المفروض فرضاً دون رضى احد الطرفين، قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها.. وقد قالت امرأة بأنها تخشى على نفسها الفتنة إذا استمرت مع زوج مفروض عليها وهي لا تحمل له أي شعور بالمودة وهو يبادلها نفس الكراهية.. بل انها لا يتورع عن خيانتها ولا يبالي بمشاعرها.. فاذا رضيت وإلا فإن الباب يسع جمل كما كانت تقول عندما تتهمه بما يصدر منه من تصرفات تسئ لها كامرأة وتجرح مشاعرها كانثى..!! إن هناك خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها في فرض آراء الأهل على الأبناء والبنات في موضوع الزواج.. قد يقول شخص بأن هذا الأمر كان في القديم ولم يعد له وجود، ولكن واقع الامر أنه لايزال موجوداً، وأن بعض العائلات لازالت تحجر فتياتها من سن صغير لأبناء الاعمام أو الاخوال، أو ان يكون هناك صفقات بين الأهالي في تزويج الاولاد بعضهم من بعض داخل نطاق الأسرة، ويكون هذا الترتيب منذ الصغر، دون أن يترك أي رأي للابناء أو البنات في الادلاء برأيهم في من سوف يشاركونهم حياتهم الزوجية والتي اعتقد بأنها اكثر علاقة يجب أن يكون للاتفاق فيها دور رئيس، كي يضمن على الأقل حياة زوجية مقبولة. إن الاكراه في الزواج أمر غاية في الخطورة، لذا يجب على الأهل أن يتنبهوا لهذا الامر.