شاهدت عش حمام مهجور، وقد وقف أحد الأليفين ينظر إليه بحزن، فكانت هذه الأبيات: تركت أليفك يشكو الظمأ كعشب هزيل يريد المطر لماذا هجرت رفيق الفؤاد وعشّ الوداد وريح الزهر وغادرت العيش من دونه نحرت الحنان بقلب حجر أما تعلمي ما يلاقي الأليف من الهمّ في وحدة أو سهر غريبٌ وحيدٌ ويلقى العنى وهمّاً شديداً يقضّ الظهر وما قال يوماً سألقي الهنا وراض بما قد رضاه القدر أما تعلمي أن قلباً له تقطّع مما جناه البشر ليجلب خيراً لأبنائه ويحضنهم تحت نور القمر وكنّا نغرّد يا حلوتي على الأيك نشرب ماء النهرْ فأخشى تقطّع ما بيننا فيا للشقاء ويا للقهر أما تعلمي ما جرى قبلنا لطيرين كانا مثال الفخر لقد مات في العشّ أفراخهم وعاثت رياحٌ بباقي الشجر إذا خيم الهجر في محفل يحل الخراب ويدنو الضجر