هذا ما توحي به على الأقل بيانات الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عن العاصمة الرياض أكبر مدن المملكة في عدد السكان، وأكثرها في كمية ما ينتج من نفايات صلبة، حيث يتجاوز حجم تلك النفايات 44 ألف طن يومياً، 18% منها نفايات منزلية وتجارية، و3% مخلفات ناتجة من عمليات الصرف الصحي، فيما تمثل مخلفات الهدم والبناء نحو 79% (35 ألف طن يومياً) من إجمالي تلك النفايات، بمعدل 6 كجم للفرد من سكان المدينة في اليوم الواحد، وبمقدار سبعة آلاف شاحنة يومياً، تنقل تلك المخلفات بتكاليف تتجاوز 1.3 مليار ريال كل عام، للتخلص منها برميها في مرادم النفايات أو تلقي على جنبات الطرق والأراضي الفضاء. مخلفات البناء، التي تمثل النفايات الصلبة التي تتولد من أعمال الإنشاء والهدم، من بقايا خرسانة وأسفلت وحديد وخلافها، هي أيضاً ذات نسبة مرتفعة في حجم النفايات المتولدة من الأنشطة المختلفة في مدن دول مجلس التعاون، إلا انها في الواقع، لم تصل للمقدار الذي بلغ في مدينة الرياض حيث لا زالت في حدود نسبة 55 % من إجمالي النفايات بوجه عام في تلك المدن الخليجية. أما حين نقارن حال مدننا بالتقديرات لكمية مخلفات البناء المتولده في قطاعات إنشاء الأبنية السكنية والتجارية في مدن غربية متقدمة في هذا المجال، مثل مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية نجد أن متوسطها بالكاد ببلغ 1.3 كجم للفرد في اليوم الوحد، أي خمس ما ينتجه الفرد في مدينة الرياض..! السبب في ذلك، يعود في الواقع، إلى التعامل القائم على مبادئ بيئية، في مواجهة هذه المشكلة حتى وإن كان على نحو متفاوت، في المدن التي تنخفض فيها معدلات انتاج النفايات بقطاع الإنشاء وهي إما العمل على التقليل في الكميات المنتجة من مصادر تلك النفايات، أو إعادة استخدامها أو تدويرها، أو بها جميعاً. إن الحاجة ملحة لتطوير نظام متكامل لإدارة مخلفات الهدم والبناء في مدننا، فهو ضروري لتقليل حجم التلوث البيئي الممكن أن ينتج من تلك النفايات، والحد من التخلص غير النظامي من تلك المخلفات برميها على جوانب الطرق في أطراف المدن، إضافة إلى المحافظة على الموارد وعدم هدرها وترشيد الكميات التي تتلقاها مدافن النفايات، ومن أوجه هذا النظام خلاف الجانب التشريعي تأسيس مراكز لإعادة تدوير مخلفات البناء والهدم، في المدن الكبرى على الأقل، واستخدام تلك المخلفات بعد تدويرها في سفلتة الطرق وتنفيذ الأرصفة على سبيل المثال، وكذلك تشجيع شركات ومؤسسات المقاولات الإنشائية على خفض مخلفاتها، وإعادة استخدام تلك المخلفات في مواقع مشروعاتها، الضخمة منها على وجه الخصوص.