حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط في الاردن واسرائيل من ان فشل مباحثات السلام مع الفلسطينيين يمكن ان يؤدي الى مزيد من العنف في المنطقة. وتساءل كيري في مقابلة بثتها محطتا القناة العامة الفلسطينية والقناة الثانية الاسرائيلية مساء الخميس "هل تريد اسرائيل انتفاضة ثالثة؟". وانتقد وزير الخارجية الأميركي إعلان إسرائيل عن أعمال بناء جديدة في المستوطنات في موازاة إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضي. وقال إن الإعلان عن بناء 5000 وحدة سكنية في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية "يبعث برسالة بأنك غير جدي حيال عملية السلام". ونفى الوزير الأميركي أقوال نتنياهو بأنه تم الاتفاق على تنفيذ أعمال بناء جديدة في المستوطنات مقابل إطلاق سراح الأسرى، وقال إن الاتفاق كان إطلاق سراح أسرى مقابل تجميد الفلسطينيين توجههم إلى الأممالمتحدة ومؤسساتها في الوقت الحالي. وشدد على أن البناء في المستوطنات يضع صعوبات أمام تقدم المفاوضات. وقال كيري "إذا لم نجد الطريق لصنع السلام ستتزايد عزلة إسرائيل وتتصاعد حملات نزع الشرعية عنها". وأضاف أنه "إذا لم نحل هذا الأمر فإن العالم العربي والفلسطينيين سيبدؤون بدفع الأمور باتجاه آخر، والأمر الأخير الذي تريده إسرائيل هو العودة إلى العنف، ولذلك عليهم أن يوقفوا الاستيطان والتفكير بهذا الواقع". ودعا كيري "الى حل مسالة المستوطنات وانهاء الوجود الدائم لجنود اسرائيليين في الضفة الغربية". ومع تاكيده انه مقتنع "تماما" لان اتفاقا نهائيا بشان كافة القضايا الصعبة يمكن ان يوقع، فان كيري لم يستبعد في الان نفسه امكانية ابرام اتفاق مرحلي اولا. واشارت الصحافة الاسرائيلية الى مقاربة جديدة لواشنطن التي يمكن ان تعرض على الطرفين مقترحا بابرام اتفاق مرحلي، غير ان كيري نفى قطعيا هذه المعلومات. وقال للصحافيين ان ذلك "يمكن ان يشكل خطوة" لكن "فقط اذا تضمن مفهوم الوضع النهائي. لا يمكن ان ينجز فقط اتفاق مرحلي والادعاء بان المشكلة قد سويت". وتابع "اذا اهملت المسائل الاساسية فان اشياء سيئة يمكن ان تحدث في الاثناء تجعل التوصل الى حل الوضع النهائي اصعب". من جهته اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أمس الجمعة، أنه لا ينبغي التخوف من اندلاع انتفاضة ثالثة وذلك برد على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس. وزعم يعلون للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه "لا يوجد أي مؤشر في الجانب الفلسطيني يقود إلى تسوية.. ولذلك يبدو أننا لن نحل الصراع على أساس اعتقادنا وسيتم التوصل إلى حل مع مرور الوقت". ومن جانبها، قالت وزيرة العدل ورئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي، تسيبي ليفني، للإذاعة الإسرائيلية إن تحذير كيري نابع من أنه مهتم بمصلحة إسرائيل وأن "كيري مؤمن بأن اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو أمر مصيري بالنسبة لإسرائيل وأمنها، وهو يحذر من أن الهدوء السائد اليوم هو هدوء مؤقت". وكانت الانتفاضة الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي استمرت من 1987 وحتى 1993 وتلتها انتفاضة ثانية كانت اكثر قوة من عام 2000 الى 2005.