إن إحدى النقاط التي غالبا ما أسمعها أثناء تنقلي في أرجاء المملكة العربية السعودية هي مخاوف الناس بشأن الطموحات الإيرانية سواء النووية أو الإقليمية. لقد تم توجيه العديد من الأسئلة لي حول رأيي في أبعاد وخفايا محاولات الرئيس روحاني الأخيرة للتقارب مع المجتمع الدولي . حسنا، هذه الجهود دائما ما تكون محل ترحيب. فإيران دولة كبيرة ذات ثقافة غنية وبحاجة ماسة إلى علاقات طبيعية مع بقية العالم. ان كلمات الرئيس الجيدة تعطي انطباعا بان هناك فرصة لإحراز تقدم في هذا الشأن ولكن الاختبار الحقيقي سوف يكون للأفعال وليس الكلمات ولكن الأمر متروك لإيران للقيام بالخطوات الأولى لتبديد المخاوف الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي. ليست الطموحات النووية الايرانية فقط هي التي تبعث على قلقنا، بل ان استمرارها بارسال المقاتلين الى سورية دعما للحملة العسكرية التي يشنها الاسد على شعبه وامداده بالمال الذي يجب ان ينفق على الإيرانيين. ولا يمكن ان نتجاهل نهب سفارتنا في طهران كما حدث في نوفمبر 2011، إلا أن ذلك لا يعني التخلي عن الامل بإقامة علاقة طبيعية مع إيران، او تفويت أي فرصة لتحقيق تقدم. وعلى غرار المملكة العربية السعودية ، فاننا نعتقد بان استمرار العلاقات الدبلوماسية الرسمية ، رغم ضعفها، يمثل قناة هامة للحوار الصريح. لهذا السبب اعلنا عن تعيين قائم بالاعمال غير مقيم. ثمة خطوات صغيرة يمكن اتخاذها من اجل احراز التقدم، وكما يقول البعض، فقد لقيت كلمات روحاني صدى في المملكة المتحدة والغرب . نعلم ان القائد الاعلى خامنئي هو من يتولى السلطة وليس روحاني او ظريف. نحن لا نعيد الانخراط بعيون مغلقة ونعلم ان المحادثات ستكون صعبة ومعقدة. ان العقوبات الدولية المفروضة على ايران، التي نعلم انها تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الايراني وقدراتها التجارية، ستبقى سارية المفعول الى ان تتخذ ايران خطوات جريئة ومعقولة من شأنها ان تبدد مخاوف المجتمع الدولي. واذا ارادت ايران بالفعل ان ترى حلا سلميا في سورية كما تدعي فانه يجب ان تثبت لنا سحب دعمها الذي لا يرقى اليه الشك، وكذلك وقف مساندتها لقتل الشعب السوري والقبول علنيا ببيان جنيف1 المدعوم من مجموعة الثماني ((G8 . واذا كانت ايران تريد ان تكون عضوا كاملا ومقدرا من جانب المجتمع الدولي، فعليها الا تزعزع استقرار الدول الاخرى من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول. لسنا ساذجين. فهناك عمل كبير قبل مباحثات 3+3 مع ايران اليوم وغدا في جنيف لبحث برنامج ايران النووي. ويبقى هدفنا النهائي، كما هو بالنسبة للمملكة العربية السعودية، هو التوصل الى اتفاق شامل مع ايران حول المسألة النووية وتطبيع العلاقات. لكن ذلك لن يكون قطعا على حساب المملكة العربية السعودية او حساب اصدقائنا وحلفائنا الآخرين في الخليج. ان امنكم وسلامتكم هما موضع اهمية كبيرة لنا مثل امننا وسلامتنا ولن نساوم على ذلك من اجل التوصل الى تسوية عاجلة. * السفير البريطاني لدى الرياض