تتردد في الشعر العربي لدى الشعراء في عصور مختلفة، أسماء ليس لها في الحقيقة أساس من الواقع أو سند من التاريخ مثل أمّ عمرو، وأول ما ورد هذا الاسم فيما أعرف في شعر نسب إلى عمرو ابن عدي اللخمي ابن أخت جذيمة ابن الأبرش ملك العراق الذي خلف من بعده على هذا الملك، وقام بالهجوم على مدينة تدمر وملكتها الزباء التي قتلت جذيمة، وهذه انتحرت حين رأت جيش جذيمة، وقالت : « بيدي لا بيد عمرو »، وهذه القصة وردت في كتاب الأغاني، ولكنها مشكوك فيها، وعمرو هذا تاه في الصحراء وهو صغير، وعثر عليه بعد سنين رجلان، وعندما عرفا أنه ابن أخت جذيمة قررا أن يصحباه إليه، وفي الطريق استضافتهما امرأة اسمها أمّ عمرو، وقدمت لهما شراباً وبدأت بالاثنين وتجاوزت عمرو لأنه كان رثّ الثياب، فقال لها: صددت الكأس عنّا أمّ عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو بصاحبك الذي لا تصبحينا وهذان الرجلان أصبحا فيما بعد نديمين لجذيمة، ولازماه طيلة حياته، وقد وردا في أبيات قالها متمم ابن نويرة في رثاء أخيه مالك شيخ قبيلة تميم الذي قتله خالد بن الوليد: وكنّا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل ألاّ تصدعا فلما تفرقنا كأنّي ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ويروى هذان البيتان اللذان قالهما عمرو بن عدي أيضا لعمرو ابن كلثوم: صبنت الكأس عنّ أم عمرو وكان الكأس مجراها اليمينا وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو بصاحبك الذي لا تصحبينا ووردت أمّ عمرو في بيت لجرير يآمّ عمرو جزاك الله مغفرة ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا وهذا بيت لا أعرف قائله: لقد ذهب الحمار بأمّ عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار ولأمّ عمرو قصة طريفة رواها الجاحظ عن نوادر المعلمين ربما أعود إليها في نثار آخر.