لم تعد المرأة السعودية بعيدة عن سوق العمل حتى إنها أضحت تقتحم عالم التداولات في البيع والشراء لنجد أن أغلب النساء العاملات أو غير العاملات من وظفت ما لديها من أموال في مكاتب التقسيط لتصبح مهنة تمارسها ربات البيوت والعاملات بهدف زيادة دخل الأسرة المادي، هذه المهنة لا تمارسها - حسب أغلب الآراء - إلا من عاصرت الحياة ومشاقها، فالموظفة تبرر بتورطها في الديون ولم تجد المنقذ لها إلا الخوض في هذا العالم لتتخلص منها، وربة البيت بذريعة زيادة دخلها المادي لها ولأسرتها. أيا كان الهدف فالنتيجة هي أن المرأة أصبحت منافساً قوياً للرجل في عالم التجارة، بدليل أن مكاتب التقسيط الآن ووكالات السيارات أصبحت تقرض المرأة وتستقطبها للتعامل معها إلى أن أصبحت المرأة هي من تتاجر وتروج للتجارة، وسجلت حركة التداول للبيع والشراء عن طريق العنصر النسائي خلال الستة الأشهر الماضية من العام الحالي وحسب ما أكده عدد من مكاتب التقسيط ارتفاعا كبيرا. وعلى الرغم من المصاعب التي واجهتهن والعقبات التي اعترضتهن إلا أنهن تغلبن على كل التوقعات التي كادت أن تتسبب في فشلهن، معللات ذلك بالنظرة السائدة في المجتمع أمام اقتحام المرأة هذا المجال. من جانبها تؤكد فاتن البيشي موظفة حكومية على أن تزايد عدد تاجرات المهنة في التداولات والتقسيط أمر طبيعي ويعتبر هذا الأمر نتاج لما تشهده المنطقة من تطورات لعمل المرأة الذي لم يقتصر على التعليم أو الصحة أو حتى في الأعمال الحديثة دونا عن تجارة التقسيط، معتبرة أن ممارسة المرأة لهذا النوع من التجارة سيسهم وبشكل كبير في تغيير المفهوم السائد لمحدودية عمل المرأة خاصة التجاري. تخطت المرأة ثقافة العيب في التعاملات التجارية وترى هند الزايد موظفة حكومية أن العمل في هذا المجال بالنسبة للمرأة السعودية لا عيب فيه كما يعتقد البعض ما دامت تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وتقول أغلب المتعاملات بهذه المهنة هن من النساء الموظفات، وتقول: "بدأت أمارس مهنة التقسيط منذ سنة ونص وأعتبر مبتدئة بالنسبة لغيري، حيث أعتمد بعد الله على تشغيل أموالي مع شركاء في مكتب له خبرته في مجالات التقسيط.. ولله الحمد لم ألمس أي مشاق أو متاعب خلال ممارستي المهنة، وهدفي هو زيادة دخلي المادي". وتشير أم أنور الضمادي ربة بيت إلى أنها فضلت العمل في هذا المجال مرجعة ذلك كونها خريجة بكالوريوس ولم ترزق بعمل فقررت هي وزوجها خوض هذه التجربة علها تعينهم على توفير حياة كريمة لأولادهم، وتضيف: "بالنسبة للأرباح فهي بسيطة بالنسبة للغير من التجار خاصة العنصر الرجالي"، وحول المعوقات التي واجهتها تشير إلى أن البداية فقط قد تكون مرحلة صعبة من ناحية اتخاذ القرار والخوض في التعاملات التجارية إلى توفير السيولة سيما وأنها غير عاملة. ويشير فهيد العنزي مسؤول مكتب تمويل إلى أن المرأة تخطت بإصرار ودافع قوي ثقافة العيب، وحول التعامل مع النساء كشركاء أن صح القول يوضح: "غالباً ما تطلب المبتدئة خاصة أن نساعدها في طريقة التمويل كونها لم تتعامل معه من قبل، فنقوم نحن بدورنا بتسجيل العقود وجميع ما يتعلق بالتمويل عن طريقنا". وتقول الأخصائية الاجتماعية بهيئة حقوق الإنسان لحائل خيرية الزبن إن المرأة السعودية وبشكل عام استطاعت تغيير المفهوم السائد من الناحية الاقتصادية وكونها تعمل في مجالات التجارة أيا كان نوعها، وتقول: "دخول المرأة لسوق العمل ليس بالشيء المستغرب خاصة الموظفة التي تستطيع توفير رأس المال.. إن نسبة الوعي التجاري لدى المرأة السعودية ارتفع حيث أصبحت هي من تبحث عن المهنة حتى لو كانت ربة منزل"، منوهة إلى أن ارتفاع مستوى تعليم المرأة أيضا أسهم في جعلها تحظى بميزات اجتماعية إضافة لدخولها الوظيفة واختلاطها بأجواء العمل.