في أول كلمة له حفظه الله وبمناسبة مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية خلفاً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته أقول في أول كلمة للملك عبدالله بعد توليه ولاية أمر المسلمين في هذه البلاد كان كعادته واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار حيث حدد في كلمة مختصرة العبارات غزيرة المعاني بعيدة المرامي ولقد هز القلوب هزاً بل والله لقد أحسست بشعورحرك كياني وأيقظ وجداني وذرفت معه الدمع الصادق وما ذلك الا لما يحويه كلامه - حفظه الله - وأيده من معان عند الشعور بالمسؤولية العظمى والدور الأكبر والأمانة الجسيمة. لقد عاهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - عاهد الله ثم عاهد شعبه ورعيته على أن يتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغله الشاغل احقاق الحق وارساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة. وأقول ويقول كل مواطن معي ونحن نعاهدك يا خادم الحرمين الشريفين على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، نعاهدك أن نبقى أوفياء معك نأتمر بأمرك وننتهي عند نهايته في ظلال دستورك القرآن ومنهجك الإسلام وأن نسعى جاهدين على الحفاظ على أرض وطننا العزيز وعلى وحدة شعبنا الكريم تحت قيادتكم الرشيدة وأن نربي أبناءنا على السمع والطاعة والولاء الصادق. نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين على الحب والألفة بين الراعي والرعية القائمين على قواعد راسخة وأركان متينة من دين واحد وبلد واحد وشعب واحد تجمعنا كلمة الإسلام وتوحدنا دولة التوحيد التي أرسى دعائمها والدكم المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - ثم سار ابناؤه البررة على منهجه ودستوره حتى تسلمتم الأمانة وأخذتم البيعة. نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين على أن نعادي من يعاديكم من عدو خارجي أو عدو داخلي. نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين أن نعادي ونحارب كل صاحب فكر ضال يحاول الخروج على اجماع الأمة التي بايعتكم على كتاب الله وسنة نبيه سواء أكان من الغلاة المكفرين الذين حملوا اوزار غيرهم من اعداء هذه البلاد فحصدوا ثمارها صابا وعلقماً سفكاً للدم المعصوم وخروجاً على الطاعة وسواء أكان من المتميعين الذين يريدون ديننا وعقيدتنا مجرد شكليات لا روح فيهما مهما كان غطاء أولئك من علمانية أو لبرالية أو حداثة أو تحضر أو غير ذلك. نعاهدكم يا خادم الحرمين على أن نحارب كل من جعل من نفسه عدواً لبلاده فناوأها بمحاولة الدس واثارة الفتنة وزرع الكذب والأراجيف التي لا تصمد امام الحقيقة ولا تزيدنا إلا ازدراء لاولئك وحنقاً وبغضاً لهم وتماسكاً وتكاتفاً. نعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين على الا ننخدع بالابواق المضللة والاقلام المأجورة التي اتخذت من بلادنا هدفاً لها حسداً من عند أنفسهم فما اولئك الا صنائع لغيرهم يتصرف بهم ويوجههم. اننا نعاهدك ياخادم الحرمين الشريفين عهداً بعهد ووداً بود وبيعة ببيعة لا تأخذنا في الحق لومة لائم.. سددكم الله ورعاكم ذخراً للاسلام والمسلمين.