تجري حاليا محادثات بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من جهة والسلطات الفرنسية من جهة أخرى لوضع اللمسات الأخيرة بشأن برنامج إنساني يهدف إلى استقبال خمسمائة لاجئ سوري في الأشهر المقبلة والسماح لهم بالإقامة في فرنسا. وعلمت "الرياض" من مصدر مطلع أن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين سعت في الأيام الأخيرة إلى إعداد خطة عملية لتسهيل قبول اللاجئين السوريين في فرنسا وفق مقاييس واعتبارات من شأنها حث السلطات الفرنسية على الإيفاء بالتزام قطعه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على نفسه خلال محادثات أجراها في باريس قبل أيام مع أنطونيو غوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين. فقد أكد هولاند حسب المفوضية استعداد بلاده لإيواء خمسمائة لاجئ سوري إضافي علما أن عدد الذين منحوا حق اللجوء إلى فرنسا يقارب اليوم ألفا وخمسمئة شخص. ومن هذه المقاييس الحالات الإنسانية الأكثر تعقيدا واختيار الأشخاص الذين لديهم علاقات أسرية في فرنسا والذين يتقنون اللغة الفرنسية لتسهيل اندماجهم ولو بشكل موقت في فرنسا. ومن جديد ألح يوم الأربعاء ويليام سبندلر الناطق باسم مفوضية اللاجئين العليا التابعة للأمم المتحدة في باريس على ضرورة مساهمة بلدان الاتحاد الأوروبي في تخفيف العبء على البلدان المجاورة لسورية في ما يخص إيواء اللاجئين السوريين. وإذا كان لبنان والأردن يؤويان لوحدهما أكثر من نصف اللاجئين السوريين البالغ عددهم مليوني شخص رغم إمكانات هذين البلدين المحدودة جدا، فإن غالبية الاتحاد الأوروبي لاتزال تماطل في الاستجابة لطلب تقدمت به مفوضية الأممالمتحدة التي تعنى بشؤون اللاجئين. فقد حثت المفوضية بلدان الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو الماضي على استقبال ثلاثين ألف لاجئ على الأقل خلال العام المقبل. ولكنه لوحظ أن البلدين الأوروبيين الوحيدين اللذين بذلا جهودا جادة لمساعدة اللاجئين السوريين هما السويد وألمانيا. فالسويد منحت 8 آلاف سوري اللجوء منذ اندلاع الأزمة السورية. وألمانيا التي تؤوي اليوم قرابة 14 ألف لاجئ سوري مستعدة إلى إيواء خمسة آلاف آخرين لاسيما من الذين لديهم أسر في أراضيها. وهذا ما جعل غالبية السوريين الذين يصلون عبر البحر إلى بلدان المتوسط الشمالية وبخاصة إيطاليا في ظروف صعبة للغاية يفضلون التوجه إلى السويد وألمانيا وبريطانيا العظمى ولا يرغبون في التوقف في بلدان كفرنسا. بل إن أربعين لاجئا سوريا في فرنسا كانوا قد أضربوا لأيام عن الطعام في بداية الشهر الجاري بميناء كاليه الفرنسي لأنهم كانوا يصرون على مغادرة الأراضي الفرنسية باتجاه إنجلترا ولأنهم يرون أن تعامل السلطات البريطانية معهم أفضل بكثير مما هي عليه الحال في فرنسا.