شكا المئات من مربي الأبقار في محافظة الاحساء من تأخر صرف التعويضات جراء مرض السُّل الرئوي الذي فتك بقطعان كثيرة من أبقارهم قبل أكثر من عام، وتسبب تأخر صرف التعويضات إلى عزوف الكثير من المربين هذه الحرفة، كما سبب لهم مشاكل مالية كبيرة، وطالبوا عبر"الرياض" بسرعة صرف التعويضات لهم مؤكدين أنهم طوال العام الماضي يعانون أحوالا مالية صعبة أثرت عليهم وعلى أسرهم جراء هذا التأخير. جهود لم تكتمل أثنى عبداللطيف عبدالله العفالق (مربي أبقار) على الجهود التي قامت بها مديرية الزراعة في الاحساء التي أعقبت انتشار مرض السُّل الرئوي في الأبقار، حيث استنفرت المديرية الجهود لمكافحة المرض والتخلص من الرؤوس المصابة، واستدرك العفالق مبيناً أن تلك الجهود لم تنته نهاية سعيدة وسريعة، حيث يشكو الفلاحون حالياً وبعد مرور أكثر من 14 شهراً من عدم صرف ما تم إعدامه من الأبقار المصابة بالمرض، لافتاً إلى أن الأحساء تعد واحدة من أكثر مناطق المملكة تربية للأبقار مقدراً رؤوس الأبقار في الأحساء لوحدها بأكثر 150 ألف رأس. بيروقراطية أجبر تأخر صرف التعويضات جراء مرض السل الرئوي الذي فتك بالسواد الأعظم من أبقار الأحساء شريحة كبيرة من مربي الأبقار إلى ترك هذه الحرفة، مما انعكس على حركة البيع والشراء في السوق الأمر الذي اضطر معه الدلالون إلى عدم الذهاب للسوق بسبب الركود. وأبدى العفالق استغرابه وامتعاضه في آن ٍمعاً من البيروقراطية المبالغ فيها، حيث عانى المربون وعلى مدار 14 شهراً من تكرار مطالب الزراعة والمالية لهم في إجراءات بيروقراطية أجبرتهم على الذهاب والعودة لمراجعة تلك الجهات مرات عديدة، مذكراً بوجود لجنة شكلت ووقفت على كل التفاصيل، متسائلاً عن سبب التأخير، واصفاً إياها بالمعقدة وغير المبررة، لافتاً إلى أن شريحة كبيرة من هؤلاء المتضررين من الطبقة ذات الدخل المحدود، وبالتالي فإن التأخير الشديد له أثر سلبي على أسرهم وأبنائهم حيث يعيش معظمهم على هذه الحرفة. لجان من المهم أن نشير إلى أنه وعقب انتشار مرض السل الرئوي في الأبقار، فقد شكلت لجنة ضمت مندوبين من محافظة الاحساء، والمالية، والزراعة، والمختبر التابع للزراعة، ودلال أبقار للوقوف على الأبقار المعدومة لتقدير أسعارها، حيث بنيت التقديرات على نوع السلالة، وقوة البقرة، وعلمت "الرياض" أن إجمالي مبالغ التعويض لجميع المتضررين في الاحساء يتراوح مابين 5 - 6 ملايين ريال، فيما لا يتجاوز عدد المربين المتضررين ال 500 شخص، الأمر الذي أثار استغراب الكثير من التأخر في الصرف رغم محدودية المبلغ. جمعية لمربي الماشية يشير العفالق إلى أن صغار المزارعين المربين للأبقار في الاحساء ومناطق المملكة الأخرى بحاجة للنظر لهم بعين الاعتبار ومساعدتهم بشكل نظامي، ويرى أن هذا الدعم يمكن أن يتم من خلال ربطهم بالجمعيات الزراعية القائمة، مع توفير الإرشادات المهمة، إلا أن عبداللطيف يرى أن وزارة الزراعة إن أرادت التوسع في تربية الماشية أبقار وأغنام فعليها إنشاء جمعية لمربي الماشية تعنى بكل أمورهم وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي والإرشاد والتشجيع. ويؤيد يوسف العبادي (أحد كبار مربي الأبقار) يؤيد وجود جمعية تكون خاصة للأبقار، مشيراً إلى أن مربي الأبقار لا يحظى بأي نصح أو دعم مادي، واستدرك أن الدولة لن تبخل على الفلاحين أو مربي الماشية، وتمنى أن يرى اليوم الذي ترى فيه الجمعية النور لتحتضنهم وترعاهم وتقدم لهم المساندة. ويشير منصور الخميس إلى أن الجمعية الزراعية كانت في السابق تصرف لهم "كمربي أبقار "الشعير والشوار بأسعار مخفضة، أما الآن فقد توقف كل ذلك الدعم، وتمنى أحمد الأحمد أن يكون هناك كشف طبي بيطري دوري على الأبقار، وأن يصرف العلاج مجاناً، مفيداً أنهم يتحملون في الوقت الحالي مبالغ باهظة لعلاج أبقارهم. المربون: نتحمل كامل كلفة الدواء والعلف.. هاشم: خسرت جميع أبقاري وتأخر التعويضات أضر بعائلتي ألبان في قنوات الصرف أثار عبداللطيف العفالق خلال حديثه عن انتشار ظاهرة مدهشه لدى مربي الأبقار في الاحساء، إلا أن الذي يزيد الأمر غرابة أنها ليست بالظاهرة الوليدة، ولكنها لها عقود من الزمن، وتتمثل في اضطرار ملاك الأبقار الحلوب للتخلص من ألبانهم عبر سكبها في المصارف الزراعية، نظراً لعدم وجود جهة أو جمعية زراعية أو حيوانية تشتري هذه الأطنان من الألبان ! ويؤكد هاشم المسلم (مربي أبقار) أنه يسكب يومياً كميات كبيرة من الألبان في قنوات الصرف، معزياً ذلك إلى عدم وجود مشترٍ لتلك الألبان، فيما يقول عبداللطيف السلطان إنه اضطر لبيع ألبانه بسعر ريال واحد للكيلو غرام، مذكراً بالكلفة العالية جداً لتربية الأبقار، مشيراً إلى أنه جلب عاملين أجنبيين لتربية الأبقار، وحمّل وزارة الزراعة ما يعانيه مربو الأبقار من غياب الدعم والتحفيز. ثروة مهدرة واعتبر جل مربي الأبقار أن سكب هذه الكميات من الألبان في قنوات الصرف هدر لثروة اقتصادية مهمة جداً كان يمكن الاستفادة منها في صناعة الألبان أو مشتقاته وتعود على المربين وعلى اقتصاد الوطن بالنفع الكثير، وقدر متابعون قيمة هذه الكميات من الألبان بملايين الريالات كلها تنتهي في قنوات الصرف، معتبرين أن غياب الداعم أبقى هذا الوضع على حاله منذ عقود. ونبه المربون إلى أن تربية الأبقار عملية مكلفة جداً، حيث إن الأبقار تستهلك كميات ضخمة من الأعلاف، كما أنها تحتاج إلى جهد ووقت وخسائر مادية في الأكل والعلاج، وكل هذه الأموال والجهود مهدرة، محملين وزارة الزراعة كل تلك الخسائر لعدم إيجاد حل لهم، مؤكدين أن عدم الاستفادة من منتجات ألبان الأبقار يضاعف من خسائر المزارعين، ودعا عبداللطيف العرفج ومعه متابعون للشأن الحيواني إلى تحفيز مربي الأبقار على فتح محالات لبيع الألبان والأيسكريم، وأعاد العفالق التأكيد إلى حاجة المربين من صغار المزارعين للدعم والمساعدة في التوعية. جولات أكد عبداللطيف على أهمية اتباع آلية تسير على منهجية واضحة تتضمن قيام الأطباء والفنيين البيطريين التابعين للزراعة للقيام بالجولة على المزارع التي تربى فيها الأبقار(التي يفترض أن تكون تحمل أرقاماً ليسهل الوصول لها) للالتقاء بمربي الأبقار في مزارعهم، وفحص حيواناتهم والقيام بالتوعية ذات العلاقة بالتربية والأمراض وغيرها، معتبراً أن هذه الطريقة عملية وناجحة بدلاً من جلوسهم على مكاتبهم وينتظرون الفلاح أن يأتيهم إلى أماكنهم، لافتاً إلى أن بعض مربي الأبقار في القرى لا يملكون سيارات تمكنهم من الوصول إلى مديرية الزراعة في الهفوف وغيرها من المصاعب. خسائر هاشم علي المسلم (مربي أبقار) قال إنه خسر تسعة رؤوس أبقار يصل سعر الواحدة منها إلى 15 ألف ريال، ما تسبب في عدم قدرته على شراء غيرها ومن ثم ترك الذهاب لسوق الأبقار، وبين هاشم أن تربية وبيع وشراء الأبقار مصدره الوحيد للإنفاق على أبنائه، الأمر الذي أدى إلى معاناته بعدما فقد كل رؤوس أبقار وعدم تعويضه منذ أكثر من عام. وطالب بسرعة صرف التعويضات لهم ليتمكنوا من توفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم. ويقول محمد عبداللطيف العصيل إنه أعدم عليه بقرة مصابة بالمرض ولم يعوض حتى الآن. وتحدث عبداللطيف عبدالوهاب السلطان (مربي أبقار) بحرقة كونه تم إعدام 13 رأساً من أبقاره بسبب المرض دون أن يتم تعويضه منذ 14 شهراً، وأوضح أن إجمالي مبلغ تعويضه يصل إلى 176 ألف ريال. تصرف خطير عبداللطيف السلطان أكد أن جميع مربي الأبقار في الأحساء دون استثناء قد أصاب أبقارهم مرض السل، وكشف أحد المربين إلى أن بعض المربين الذين تضرروا لاحقاً وسبب تأخر وزارة الزراعة في تعويض المتضررين في البداية قد دفع البعض منهم إلى إغلاق مزارعهم في وجه البيطريين واللجان العاملة وعدم إبلاغهم بالأبقار المصابة، مما قد يكون هذا التصرف الخاطئ قد تسبب في انتشار المرض على رقعة أوسع. أقل من سعرها يوسف حسين العبادي (مربي أبقار) فقد 19 رأسا بسبب السُّل، ولفت إلى أن تقديرات اللجنة المكلفة بالأسعار كانت أقل من السعر الحقيقي مما زاد من خسائر المربين، وبين أن التعامل معهم في التعويض كان فيه شيء من المماطلة والتأخير أكثر مما ينبغي، مطالباً بسرعة التعويض لمساعدتهم كونهم لا مصدر دخل آخر لديهم غير تربية الأبقار. وكشف عن أن بعض صغار المربين اشترى بعض رؤوسه بأموال تسلفها وكان يأمل أن يحقق أرباحاً ليسدد ماعليه، فكان المرض بالنسبة لهؤلاء كالكارثة التي وضعتهم في أسوأ الأحوال جراء التأخير. ويؤكد أحمد الأحمد أن أبقاره التي أعدمت كانت من نوع الألماني الأصيل وسعرها يقدر بنحو 18 ألف ريال، في حين أن اللجنة قدرت الرأس ب 13 ألف ريال فقط، معتبراً هذا أنه إجحاف.. موكلاً أمره لله. نرفض حسم 20% رفض جميع مربي الأبقار ما كشف عنه بعض موظفي الزراعة عن وجود توجه لحسم 20% من كل مزارع متسائلين لماذا يحسم منا؟! وشددوا على أن الدولة رعاها الله تقف مع الفلاحين ومربي الأبقار ومع الجميع معتبرين أن هذه حقوقهم ويرفضون حسم أي مبلغ منها. منصور راضي الخميس (مربي ودلال أبقار) خسر ووالده وأشقاءه 17 رأساً مقدراً سعر بعضها ب 17 ألف ريال، ورفض منصور بشدة حسم 20 % من قيمة التعويضيات، لافتاً إلى أن تقدير التعويضات في الأساس منخفض فكيف يحسم منهم. تربية الأبقار تحتاج إلى جهد وعناء وخسائر كبيرة البعض جلب عمالة لمساعدته في تربية أبقاره تكاليف باهظة يتحملها المربون بحاجة إلى إعادة النظر في الدعم هنا تسكب أطنان من الألبان وخسائر بالملايين سنوياً منصور الخميس هاشم المسلم يوسف العبادي