العمود الفقري يتكون من أربع وعشرين فقرة مرصوفة فوق بعضها البعض لتكون عموداً يعطي الجسم شكله الطبيعي عند الوقوف والمشي ويساند العضلات.. والجزء الأكبر من كل واحدة من هذه الفقرات هو الجزء الأمامي والذي يعرف بجسم الفقرة. هذا الجزء يتعرض لأكثر أنواع كسور الفقرات شيوعاً ألا وهو الكسر الانضغاطي (Compression Fractuve)، وفي الولاياتالمتحدة لوحدها تحدث أكثر من سبع مئة ألف حالة كسور انضغاطية كل عام. هذه الكسور عادة ما تصيب الفقرات المريضة والضعيفة أو الفقرات السليمة نتيجة إصابات قوية لها. وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الفقرات ضعيفة وغير قادرة على أداء وظيفتها في مساندة ودعم الجسم خلال الضغوط التي يتعرض لها العمود الفقري في الأنشطة اليومية. من أكثر هذه الأسباب شيوعاً هناك مرض هشاشة وليونة العظام الذي يصيب الملايين من الناس وخصوصاً النساء. أيضاً هناك بعض أمراض الغدد مثل الغدة الفوق الدرقية والغدة الدرقية والتي يؤدي خلل وظائفها إلى حدوث هشاشة وليونة ونخر في العظام التي يتكون منها جسم الفقرة. بالإضافة إلى ذلك فإن مرض السرطان بجميع أنواعه قد ينتشر إلى جسم الفقرة من خلال الدم ليؤدي إلى نخر فيها وبالتالي إلى إضعافها وحدوث الكسور فيها. أما في الفقرات السليمة وغير المصابة بهشاشة العظام فإن الكسور الانضغاطية عادة ما تكون نتيجة إصابات كحوادث المروروحوادث السقوط من علو وهي عادة ما تصيب فئة الشباب من المرضى. اما الأعراض والتشخيص ففي البداية قد لا تكون هناك أعراض عندما يكون الكسر بسيطاً ومزمناً ولكن مع مرور الوقت قد يشتكي المريض من آلام مزمنة في الجزء المصاب من الظهر وظهور حدبة نتيجة تراكم عدة فقرات منضغطة وآلام وتشنجات في عضلات الظهر. وأما بالنسبة للتشخيص فإنه عادة ما يتم بعد عمل أشعة سينية وأشعة مقطعية (CT Scan) وأشعة لكثافة العظام. وفي بعض الحالات قد يستلزم الأمر عمل أشعة رنين مغناطيسي أو تحاليل طبية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء حدوث هذه الكسور. أما في الحالات التي يكون احتمال مرض السرطان وارداً فيها فإن الطبيب قد يلجأ إلى طلب المزيد من الفحوص والاشعات مثل الأشعة النووية (Bone Scan). اما العلاج ففي الغالبية العظمى من هذه الكسور يمكن علاجها بغير التدخل الجراحي وذلك عن طريق الأدوية المسكنة للآلام والأحزمة الطبية الساندة للعمود الفقري والراحة لفترة قصيرة لا تتجاوز عدة أيام وأخذ العلاجات اللازمة لتقوية عظام الفقرات كالكالسيوم وفيتامين "د" والأدوية المضادة لهشاشة العظام. أما في الحالات القليلة والنادرة التي تستدعي تدخلاً جراحياً فعادة ما يكون هناك ضغط على الأعصاب يستوجب عمل توسعة للقناة الشرعية أو يكون هناك تهشم شديد وعدم ثبات للفقرات مما يستدعي عمل تثبيت ودم لهذه الفقرات المصابة. وخلال السنوات القليلة الماضية تم أيضاً استحداث تقنية جديدة يتم خلالها حقن مادة الاسمنت الطبي داخل جسم الفقرة المريضة من خلال جرح بسيط في الظهر وتحت تخذير موضعي مما يساعد على دعم الفقرة وتقويتها وإزالة الآلام الناتجة عن انضغاطها. وفي هذا المرض بالذات فإن الوقاية خير من العلاج وذلك عن طريق تفادي الأسباب المؤدية إلى هشاشة العظام والمحافظة على التغذية السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية وعمل فحوصات هشاشة العظام عند الأشخاص المعرضين لها ككبار السن والنساء والذين لديهم خلل في وظائف الغدد. كذلك يجب عدم اهمال علاج الهشاشة أو علاج هذه الكسور وعدم الاستسلام لها عند حدوثها، بل على العكس من ذلك فإنه يجب على المريض أو المريضة أخذ العلاجات اللازمة ولبس الحزام الطبي ومحاولة العودة للمشي والأنشطة اليومية بقدر المستطاع. التشخيص عادة ما يتم بعد عمل أشعة سينية وأشعة مقطعية آلام مستمرة ومزعجة