استشهد مقاوم من حركة الجهاد الإسلامي فجر أمس في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في أحد الحقول القريبة من قرية كفر نعمة غرب رام الله، فيما أصيب العديد من المواطنين في بلدة أبو ديس شرق القدس خلال تصديهم لهدم أحد المنازل القريبة من جدار الفصل التوسعي الإسرائيلي. وذكر مصدر من قرية كفر نعمة ل"الرياض" أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق في القرية ومحيطها، تساندها طائرات مروحية، فيما اتضح أن العملية استهدفت الشاب عرفة محمد عاصي (24 عاماً) الذي تتهمه سلطات الاحتلال بالوقوف وراء تفجير حافلة في تل أبيب خلال عدوان "عامود السحاب" على قطاع غزة. وذكرت المصادر الفلسطينية والإسرائيلية أن اشتباكاً وقع بين الشاب عاصي وقوات الاحتلال التي حاصرته في أحد الكهوف الواقعة بين قريتي كفر نعمة وبلعين، حيث استمر سماع أصوات انفجارات وإطلاق الرصاص حتى ساعات الفجر، قبل أن يعلن جيش الاحتلال أنه قتل عاصي وهو من قرية بيت لقيا غرب رام الله، وأحد مقاومي حركة الجهاد الإسلامي. وتصدى المواطنون في قرية كفر نعمة لقوات الاحتلال التي عاودت اقتحام القرية صباح أمس بعدد كبير من الآليات، وشنت فيها حملة دهم طالت العديد من المنازل، وعاثت فيها خرابا واعتقلت خلالها ثلاثة شبان على الأقل هم: حمد إبراهيم نصر، ووليام أبو عادي، وعبدالله سليمان أبو عادي، وتتهم سلطات الاحتلال المعتقلين بتقديم العون للمقاوم عاصي لتنفيذ هجومه في تل أبيب. كما شهدت قرية بلعين المجاورة، مواجهات مماثلة بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز والصوت لتفريقهم.وفي تعقيب له وصف وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون قتل الشاب عاصي بأنه "أمر مهم وجيد"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا توجد أي مؤشرات على قرب انطلاق انتفاضة ثالثة في المناطق الفلسطينية إلا أن جيشه مستعد لمواجهة أي تصعيد. وزعم أن إسرائيل تواجه الأن موجة من الهجمات والحوادث الأمنية في الضفة مردها التحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية، غير أن المنفذين لم يرسَلوا من قبل أي منظمة فلسطينية. وفي منطقة القدس، أصيب عدد من المواطنين في بلدة أبو ديس خلال تصديهم لقوات الاحتلال التي هدمت فجر الثلاثاء منزلاً قيد الإنشاء بذريعة قربه من مقاطع جدار الضم والتوسع العنصري في المنطقة. وكانت قوات الاحتلال قد فرضت بعد منتصف الليل حصاراً مشدداً حول المنطقة وشرعت بهدم المنزل الذي يعود للمواطن محمد أبو سنينة، فيما اندفع المواطنون للتصدي لهذه القوات حيث اندلعت مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الإنارة والغاز والصوت ما تسبب في إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق واندلاع حريق في حرم جامعة القدس. وفي السياق ذاته، أخطرت قوات الاحتلال، أمس بهدم عدة منازل في قرية دير سامت جنوب غرب الخليل، عرف من أصحابها المواطن حسن عزمي الشرحة، وسلامة عطا الله الشرحة، ونايف عودة الحروب. على صعيد آخر، أجلت قوات الاحتلال فجر أمس تسع عائلات من منطقة البرج في وادي المالح، وبزيق على سفوح الأغوار، بذريعة إجراء مناورات عسكرية واسعة وبالذخيرة الحية ما يشكل خطراً على حياة المزارعين ورعاة الأغنام.