استطاع الاقتصاد السعودي الذي يرتكز على أسس الاقتصاد الحر خلال السنوات الماضية دعم قدراته الذاتية من ناحية ومقدرته على التفاعل مع مختلف التطورات الإقليمية والدولية من خلال الاستفادة من إيجابيتها والحد من سلبيتها بقدر الإمكان من ناحية أخرى. وإلى جانب تشجيع القطاع الخاص، وتوفير أفضل مناخ ممكن للاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية، فقد بدأت المملكة السير بخطى حثيثة في سياسة التخصيص لعدد من الشركات المملوكة للحكومة، إلا أن الخصخصة في المملكة رغم أنها تمثل مشروعاً ذا أهمية بالغة وأولوية قصوى، لم تتحرك بالصورة المخطط لها واتسمت بالبطء بحسب وليد الصغّير نائب رئيس مجلس إدارة شركة عبدالعزيز الصغير القابضة. وأكد الصغيرّ أن عملية الخصخصة تحتاج إلى إصلاحات وهيكلة إدارية وعلى الخصوص في منظومة الأجهزة الحكومية إذا ما أردنا لها أن تتم بالجودة المطلوبة، وربما هذا هو المبرر للوتيرة البطيئة التي تسير بها على حد قوله، مشدداً على أن تجربة الخصخصة في المملكة مؤهلة للنجاح والتقدم بخطى متسارعة وثابتة بفضل السياسات الاقتصادية التي اتبعتها وتتبعها الدولة والمتمثلة في إعطاء القطاع الخاص مساحات واسعة للنمو والتحرك والتفاعل مع القطاعات المختلفة. وأضاف "لدينا بطء إلى حد ما لإنجاز مشروع الخصخصة لكنه بطء مبرر نتيجة وجود عوائق فنية تعترض خصخصة بعض القطاعات الحيوية، إلى جانب أن طبيعة أنشطة بعض تلك القطاعات تعدّ واحدة من أبرز التحديات التي تواجه تسريع عملية خصخصتها بشكل كامل". وقال الصغيرّ إنه مع هذا البطء إلا أن مشروع الخصخصة يعتبر أحد أبرز الأولويات، التي يجري تنفيذها من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى، حيث إن الدولة حريصة على ضمان سير الأمور في الاتجاه الصحيح وعلى الوجه السليم في مشروع الخصخصة وهذا أمر إيجابي ونابع من رغبة الدولة في إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في عملية التنمية ومراعاة لاعتبارات الاقتصاد والكفاءة والفاعلية في تقديم الخدمات العامة، مشدداً على أن خصخصة بعض القطاعات مطلوبة، وأنه كلما كان ذلك أسرع كان أفضل". وأكد أن تنفيذ وتسريع برامج الخصخصة أصبح خياراً استراتيجياً لإصلاح الاقتصاد الوطني وتفعيل دور القطاع الخاص لزيادة الإنتاجية، مستدركاً "هناك بعض العقبات التي تواجه خصخصة بعض القطاعات، غير أنه في الوقت نفسه هناك قصص نجاح للسعودية لإنجاز هذا المشروع خاصة في خصخصة الخدمات المرتبطة بالخطوط السعودية على سبيل المثال، إضافة إلى بدء خصخصة المطارات مثل مطار المدينةالمنورة، والنية في توسعة مطار الرياض لزيادة طاقته الاستيعابية السنوية".