خرجت المنتخبات السعودية المشاركة في دورة ألعاب التضامن الاسلامي التي أقيمت في مدينة بالمبانغ الإندونيسية بمحصلة بلغت 16 ميدالية، سبع ميداليات ذهبية، وثلاث ميداليات فضية، وست ميداليات برونزية، واحتلت السعودية المرتبة الثالثة عربياً بعد احتساب المشاركات النسائية لبعثتي مصر والمغرب، وفي الترتيب العام جاءت السعودية في المركز السابع، من أصل 57 دولة تمثل دول اتحاد التضامن الإسلامي. المشاركة السعودية تبدو مقبولة في هذه الدورة، وربما تؤسس لمرحلة جديدة يمكن من خلالها اكتشاف أبطال يساهمون في تغيير صورة الرياضة الآسيوية في المحافل الأكثر أهمية، مثل دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام صيف 2016 في ريو دي جانيرو البرازيلية وقبلها دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية التي ستقام في سبتمبر من العام المقبل في مدينة آنشيون الكورية الجنوبية. خرجت السعودية من هذه الدورة بمحصلة مهمة، وهي قدرتها على المنافسة وتطوير قدرات أبطالها متى ماتلقى أبطال الألعاب المختلفة الدعم، فاتحاد ألعاب القوى ومعه اتحاد الكاراتيه، واصلا تقديم نفسيهما كأفضل الاتحادات الرياضية المنتجة، إذ حصدت ألعاب القوى 6 ذهبيات وفضية وبرونزية فيما تحصل اتحاد الكاراتيه على ذهبية وبرونزية، فيما كان اتحاد التايكوندو حاضراً بحصوله على 4 ميداليات (فضية وثلاث برونزيات)، ويمكن القول إن اتحاد التايكوندو سيكون قادراً على المنافسة واللحاق باتحادي القوى والكاراتيه متى ماتلقى لاعبوه الدعم والإعداد الجيد للمقبل من الاستحقاقات، أيضاً اتحاد رفع الاثقال خرج بفضية، واتحاد التنس خرج ببرونزية، فيما عادت اتحادات القدم والسهام والطائرة والسلة بإخفاقات جديدة. لايمكن اعتبار هذه المشاركة مقياساً لمدى قدرة الألعاب السعودية المختلفة على المنافسة، فهي وإن حققت نتائج مقبولة في ظاهرها، إلا أن الاخفاقات لاتزال متواصلة، من حيث ضعف المشاركة، فالاتحادات الرياضية المشاركة لم تتعد 9 اتحادات من أصل 26 اتحاداً تقع تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية، وهو مايزيد المطالبات بضرورة العمل على تطوير هذه الاتحادات (الخاملة) والتي لم تقدم أي شيء يذكر لرياضة الوطن. اللجنة السعودية بحاجة للمزيد من العمل والدعم والتنظيم والتخطيط، فالسعودية بقيمتها وحضورها الكبير في مختلف المجالات تستحق مكانة أفضل، والمشاركة الأخيرة في دورة بالمبانغ، أعطت انطباعاً جيداً فيما يتعلق بوجود الخامات والمواهب القادرة على تغيير واقع ومستقبل رياضتنا.