أكد المتخصص في القطاعين الاقتصادي والصناعي لؤي عارف ل"الرياض" على ضرورة دعم مشاريع شابات الأعمال عبر تقديم دراسات اقتصادية وبحثية وبرامج إرشادية متكاملة قابلة للتطبيق على نطاق واسع. وأشار عارف إلى أن ذلك التطبيق الفعلي سيمكَّن من توسيع مشاركة المرأة السعودية في القطاعين الصناعي والتجاري، ويحقق لها ريادة الأعمال المتمثلة في تحقيق المنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى أن الحزم الإرشادية المتكاملة ستوفر الخبرة لدى شابات الأعمال والتوسع في بناء شبكة سيدات الأعمال الوطنيات اللاتي قدمن حتى الآن ملامح جيدة يمكن الارتكاز عليها، وبخاصة أن المرأة السعودية بوسعها أن تنجح وتنافس عندما يُتاح لها أدواتها الإبداعية، وتسخّر طاقاتها لتحقيق انجازات ملموسة. وأضاف "إن الإشكالية الكبيرة التي تواجه بناء جيل جديد من رائدات الأعمال يتمثل بشكل استراتيجي في غياب جوهر المساعدة في التأطير التشريعي والقانوني لأعمالهن الصغيرة وتنمية الوعي به". أما نشر ثقافة الاندماج والتكتلات والشراكات بين رائدات الأعمال كانت جوهراً مهماً في حديث عارف من أن بلورة هذه الفكرة عبر برامج فاعلة تقدم للفتيات عبر الغرف التجارية أو صندوق تنمية الموارد البشرية تعزز لديهن هذه الثقافة، ويمكن الاستناد هنا على التجارب الغربية الأخرى التي نجحت في تصدر ريادة الأعمال الأوروبية فتيات وشباب عمق تلك "الثقافة المهنية" في بناء الأعمال الاقتصادية، إضافة إلى قدرة الشابات على التطوير وجدوى الدمج بين خبرة الأعضاء القدامى وضخ دماء جديدة وشابة تبني عملها على الشفافية والتقارب مع شباب وشابات الأعمال وتحليل المعوّقات التي تواجههم فعليّاً على أرض الواقع وطرح مبادرات للحلول وذلك بتأهيلهن المحترف. إلى ذلك ركّزت سيدة الأعمال سلمى العويقي على أن القدرة المالية لسيدات الأعمال تتجاوز 11 مليار دولار، إلا أن الوجوه الشابة تشكل نسباً قليلة جداً ربما لا تتجاوز 2.5% في أقصى تقدير. واستندت العويقي وعارف أيضا إلى نسبة إحصائية تفيد بأن جملة العاطلات السعوديات في سوق العمل يصل إلى 35.7%. ومن جهته رأى عارف أن القطاع الصناعي السعودي يمكن أن يوفر فرصة لبناء رائدات أعمال شابات بمشاريع صناعية، سيوفر لهن العمل الحر والتوظيف لقريناتهن عبر تأهيلهن وتدريبيهن بشكل نظري وتطبيقي على مختلف خطوط الإنتاج في المصانع، على أيدي خبراء محليين ومراكز تدريب متطورة، وهو الأمر الذي يسمح لهن بفرص وظيفية مناسبة تتماشى مع قيم المجتمع الأساسية، مضيفا "أن دخول النساء سيعزز من منظومة التأهيل الإستراتيجي في تنمية القطاع الوظيفي للفتيات والسيدات، ويسد حاجة الكثيرات منهن في سوق العمل المحلي، مؤكداً أن بناء جيل جديد من رائدات الأعمال يتطلب خططاً خمسية (كل خمس سنوات)، وعشرية (كل عشر سنوات)، حتى نتمكن من المنافسة العالمية.