يظل الحوار واحترام الرأي الآخر سمة بارزة يتسم بها مجتمعنا في كافة الظروف والمتغيرات منذ أن أرسى موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- دعائم الوحدة الوطنية تحت لواء التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فأبناء هذه البلاد ينطلقون من أسس دينية قويمة في محبتهم لتراب هذا الوطن واحترام ولاة أمرهم وقيادتهم الرشيدة. ولعلي أسرد تلك الثوابت من خلال ما سمعته من حوار حضاري ولقاء فكري بين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وإخوانه رجال الحسبة والدعاة وأبنائة طلاب جمعية تحفيظ القرآن الكريم مؤخراً هدف سموه خلاله الوصول إلى الحق واحترام الرأي الآخر مؤكداً سموه اعتزاز الدولة بطلبة العلم والقضاة والدعاة والأئمة والخطباء فجاء في كلمة سموه التي طرحها بكل شفافية ووضوح أن هذه البلاد وما تعرضت له من أحداث في تاريخها لا يزيدها إلا التفاف الشعب حول قيادته وتكاتفه كاشفاِ عن الجرح الذي آلمنا ومر بنا بأن سببه أبناؤنا وربما هذا امتحان من الله سبحانه وتعالى لنتنبه لأمورنا أكثر ونخرج من هذه الغفلة لنقوم بدور التوعية لأبنائنا لأن الجميع يتألم لمشاهدة دماء محرمة تسيل على أرض هذه البلاد الطيبة. ورغم الأحداث الجسام التي عاشها أبناء هذه البلاد منذ توحيدها إلا أن بلادنا ولله الحمد قوية بدينها وبرجالها وتفتح ذراعيها وصدرها لكل تائب للعودة إلى جادة الصواب وهنا يجدر بنا في هذه الظروف الأليمة أن نتصدى لكل ما يشكل فيه من الأمور على شبابنا فهم يتلقون فتاوى من هنا وهناك لكل من يدعي العلم والمعرفة وأنه على الصواب لتظل بلادنا عظيمة بدينها وتطبيقها للشريعة الإسلامية ليبقى المجتمع السعودي نموذجاً يحتذى به في العالم الإسلامي. لقد حمل هذا اللقاء أموراً هامة ومنها التأكيد على أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعمل جاهدة وتقوم على تطبيق النظام على ما قامت عليه الهيئة والتي وضع نظامها المفكرون ورجال العلم والمشايخ في هذه البلاد من خلال الدين النصيحة والمعاملة الطيبة والرفق ومراعاة المصالح. وقد جاءت فكرة الحوار الوطني ضرورة للمحافظة على وحدة وأمن ومكتسبات هذا الوطن لإيقاف ما يحاك ضد بلادنا في هذه المرحلة التي تكالب فيها أعداء الإسلام للنيل من هذا الوطن. ليبقى هذا الوطن بكل ما فيه من حرب لا هوادة فيها على الإرهاب وذويه حتى يستأصلوا من أرض هذا الوطن الطاهر وتجفف جميع دوافع مروقهم وفسادهم ليظل كما كان دائماً بلد الحرمين الشريفين مصدر إشعاع للأمن والإيمان والخير والعطاء رغم كيد الكائدين وفساد المفسدين. * مدير عام التربية والتعليم بمنطقة تبوك