ميز الله الأمة الإسلامية عمن سواها بخصائص من بين سائر الأمم، ومن هذه الخصائص الأوقاف. فالوقف نوع من أفضل أنواع الصدقات وادومها وأتقنها وأعمها. فهو من احد الأمور الثلاثة التي لا تنقطع بوفاة المرء وفراقه للحياة الدنيا، إذاً هو الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. ومن أول من بادر إلى مثل هذه الأوقاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأوقاف عثمان بن عفان رضي الله عنه قائمة بمكة المكرمة حتى الآن. أن من يفقه الأوقاف ويرى عظم أجرها واستمرارها بعد الممات يجعل كل لبيب يسارع إلى إيقاف جزء من ماله قبل وفاته. ولعل من أعظم الفوائد في ذلك الأجر العظيم من الله أن ينفقه وهو محب له، قال تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون). والمهم أن يتم تنظيم الأوقاف ورعايتها بأسلوب مؤسسي لكي يحمي الأوقاف ويجعلها تستمر لأزمنة مديدة بإذن الله. والله الهادي إلى سواء السبيل.