تخيل أخي المسلم لو ان الحج متاح للجميع من غير تصاريح!! تخيل ان الحج ممكن لجميع المسلمين في الداخل وفي الخارج من غير تحديد في الأعداد!! هنا اذن يكون السؤال كم سيبلغ تعداد الحجاج الكلي؟ وكم عدد الذين سيأتون للحج من الخارج؟ وكم عدد حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين؟ كيف سيكون عليه الوضع في المساحات الصغيرة في المشاعر المقدسة قياسا بتعداد الحجاج حينها وقياسا بأعداد المسلمين؟ مؤكد أن الوضع سيكون صعبا للغاية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ومن تصور محزن!! فمن شاهد أعداد الحجاج في هذا العام سيدرك حكمة قيادة هذه البلاد اعزها الله عندما نجحت مسبقا في إعداد تنظيم على المستوى الإسلامي والمحلي يتناسب مع سعة وقدرة هذه المساحات الصغيرة في المشاعر المقدسة. والظروف الزمنية القصيرة جدا التي تتحرك خلالها هذه الأعداد في هذه المساحات الصغيرة. ورغم صعوبة هذه الظروف المكانية والزمانية الصعبة التي يؤدى فيها وخلالها نسك الحج تواصل هذه البلاد حفظها الله وعلى مدار الساعة بذل المزيد والمزيد من البحوث والدراسات والخطط والمشاريع الجبارة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة من اجل خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من اجل استيعاب اكبر عدد ممكن من الحجاج. وعند قرب فريضة الحج تسخر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في كل عام كل جهودها البشرية على مدى أكثر من شهرين سنويا وفي كل الاختصاصات والمجالات من اجل نجاح فريضة الحج وان يؤدي حجاج بيت الله الحرام حجهم على أكمل وجه ليس في مكةوالمدينة والمشاعر المقدسة بل في كل مدن المملكة وخاصة على الحدود وعلى الطرق البرية التي تؤدي الى مكةالمكرمة وهذه ولله الحمد مهمة وخدمة وأمانة شرف الله هذه البلاد وقادتها بحملها ومسؤوليتها. واليوم بتوفيق من الله وبفضله وبعنايته أكمل حجاج بيت الله الحرام أداء فريضة الحج في هذا العام بكل يسر وسهولة وشاهد العالم اجمع من خلال العديد من القنوات الفضائية كل مراحل نسك فريضة الحج لحظة بلحظة وعاشوا مع الحجاج وشاركوهم مشاعرهم الإيمانية ومع ذلك كله أيضا شاهد الجميع كل الجهود وكل الخدمات التي قدمت لحجاج بيت الله الحرام.. واليوم أيضا سيبدأ عشرات الآلاف من أبناء الوطن الذي تشرفوا بالعمل في مكة والمشاعر المقدسة خدمة لضيوف الرحمن في شتى الاختصاصات والمجالات العسكرية والإدارية والخدمية والبلدية والصحية والدينية والتجارية وغيرهم في بقية المجالات سيبدأون تدريجيا في مغادرة مواقع عملهم بعد ان وفقهم الله في تأدية واجبهم الديني والوطني وبعد أن من الله عليهم ونالوا شرف هذه الخدمة واخلصوا في أداء هذا الواجب بحمد الله وبتوفيقه سبحانه خدمة لدينهم ثم لمليكهم ووطنهم!! لكن الأهم في من عمل في هذه الواجب الديني والوطني هناك ممن يمكن تسميتهم بكل شرف (صناع النجاح) في هذه المهمة وبعد توفيق من الله سبحانه وتعالى وهم أبناء الوطن رجال الأمن من منسوبي (وزارة الداخلية) الذين عملوا في (الميدان) على مدار الأربع والعشرين ساعة في كافة ميادين هذه المهمة العظيمة في مكةالمكرمة وفي المدينةالمنورة وفي كل المشاعر المقدسة وحتى في منافذ الحدود وعلى كافة الطرق البرية المؤدية الى مكةوالمدينةالمنورة من ضباط ومن افراد والذين عملوا بكل إخلاص وبكل تفان نابع من واجبهم الديني وإخلاصا لقيادتهم ولوطنهم. هؤلاء العاملون في الميدان من رجال الأمن هم (صناع النجاح) الحقيقيون في مهمة الحج بتوفيق من الله قبل كل شيء فهم من يعملون في الخفاء وهم من يسهرون الليل وهم من تعرقت أجسادهم من مشقة العمل الميداني وهم من ظلوا يقتاتون بأيسر واقل ما يمكن مما يسد جوعهم ويروي عطشهم ليس من نقص الأكل والشرب بل من اجل كسب اكبر قدر من الوقت ومسابقة الزمن في سبيل انجاز العمل لتهيئة وتوفير كل ما يمكن خدمة للحاج وإنفاذا لأداء الواجب الوطني في هذه المهمة. هؤلاء هم رجال الأمن وهم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى (صناع النجاح) في تحقيق هذا النجاح في مهمة الحج وهم من يستحقون فخر القيادة والوطن والمجتمع بهم والشكر لهم. فهنيئا لك أيها الوطن الغالي بهؤلاء الرجال المخلصين. وحفظ الله هذه البلاد وحفظ قادتها خادمين للدين وللحرمين الشريفين وحراسا لراية التوحيد والسنة.. وأدام على هذا الوطن وشعبه نعمة الأمن والاستقرار.