في كل عام يجسد هذا الوطن ورجالاته مواقفهم الإنسانية المتشكلة مع كل مناسبة تتطلب التجرد من الذات.. والشعور بالآخرين.. هذه السُنة التي توارثها الأبناء عن أجدادهم، ورعتها قيادة الوطن يمكن لأي متابع للحجاج والحج.. أن يقرأها بوضوح.. عندما تكون خدمة الإنسان "المحتاج" هي الهم الأول من أجل راحة ضيوف الرحمن. شباب الوطن بمختلف أعمارهم ومستوياتهم يقفون في طابور الخدمة الشريفة في سباق مع كسب الثواب وأداء شرف الخدمة العظيمة. شرف الخدمة ينهض به شاب يتناسى الراحة وطعم النوم من أجل العثور على أسرة سيدة تائهة.. لا تجيد القراءة أو النطق بالعربية.. تكون مكافأته رسم فرحة على طفل أو عجوز عثر على أسرته بعد عناء. همة الخير التي تتغشى شبابنا طلبة "كشافة" كانوا، أو جنود أمن أو مسؤولين.. تنطلق من هدف قدموا إلى الأراضي المقدسة من أجله.. كي يعود ذاك الضيف القادم من أقاصي الدنيا وقد أدى نسكه بسلام وأشركهم في دعائه وحمل صورةً طاهرةً عن أطهر أرض وشبابها. همم هؤلاء الأفذاد تحقق مبتغاها وهي تكفكف دموع عجوز عاجزة عن رمي الجمرات لتجد من يحملها بحنان مؤمن.. لتؤدي نسكها وترمي الجمرات بيسر وسهولة. هي صور متعددة قد تكون للخيال أقرب من الواقع لولا تلك المشاهد المصورة والتي قلما أن تحصل، لولا هذه الأفئدة الشابة المخلصة لدينها ولقيادتها ولوطنها.. والمتناسية كل عناء في سبيل كسب كلمة "جزاك الله خيرا..". لقد أوفيتم يا شباب الوطن رسالتكم الإنسانية في الحج وتقديم توجيهات والدكم خادم الحرمين الشريفين "حفظة الله". روح الإنسانية تتجسد في هذا المشهد المتكرر قبلة شكر مع كلمة «جزاك الله خيراً» جندي يساعد سيدة عاجزة عن الرمي هذه أخلاقيات شبابنا