استهلاك اللحوم مهم جداً للصحة بالرغم مما يقوله النباتيون، فمن المعروف أن اللحوم غنيّة بالبروتينات التي تحتوي على تقريباً كل الأحماض الأمينية الأساسية الضرورية للصحة، واللحوم أيضاً غنية بالحديد والزنك وبفيتامين ب 12 وفيتامين ب 6 وبالسيلينيوم والفسفور والنياسين. كما أن في أنسجة اللحوم القليل جداً من النشويات والقليل جداً من الألياف. وهناك دلائل على أن لحم الضأن أفضل من لحم البقر من الناحية التغذوية لعدة أسباب: - افتدى المولى سبحانه اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام بكبش ولم يفتده ببقرة لكي تكون تلك سنة تسود في المسلمين إلى قيام الساعة وفي ذلك حكمة. - تقوم نسبة الدهون في اللحوم على نوعية الحيوان وكيفية تربيته ونوع غذائه. ولكن بشكل عام يمكن معرفة مدى كثرة الدهون في اللحم من خلال التمعن في لون اللحم، فاللحم قاني الحمرة يكون الدهن فيه أقل من اللحم الذي لونه أفتح. وتغذية الحيوان تؤثر بشكل ملموس على كمية الدهون فيه، فالخراف التي تأتي من مراعي مفتوحة (ترعى العشب والأعلاف) تقل نسبة الدهون فيها بمقدار الثلث عن الخراف التي تماثلها في الوزن وتسمّن عن طريق تغذيتها بالحبوب كالشعير وغيره! - بشكل عام أيضاً يمكن القيام بمقارنة بين لحم الخراف/ الضأن ولحم البقر حيث نجد ان حوالي 113 جرام (تساوي حوالي وزن بيضتين متوسطتي الحجم) من لحم الضأن تعطى حوالي 170 سعرة حرارية وتحتوي على 6 جرامات من الدهون. ونفس الكمية من لحم البقر تعطي 180 سعرة حرارية وتحتوي على 9 جرامات من الدهون. -على عكس لحم البقر، من الجيد أن معظم الدهون (الشحوم) في لحم الضأن تتركز في الطبقة الخارجية التي تلي الجلد والتي على شكل قشرة تغطي اللحم. ويمكن التخلص من معظم شحوم هذه القشرة عن طريق كشطها بسكين حادة قبل تقطيع اللحم وطهيه. - تختلف كمية الدهون في أجزاء الذبيحة (الضأن) المختلفة الرجلين واليدين (الأطراف)، والرقبة، والكتف، والظهر، والأضلاع. فالرجلان واليدان هي الأكثر هبراً والأقل شحماً (خاصة بعد كشط القشرة الخارجية التي تغطيها)، كما أن اللحم منها أقل من أجزاء الذبيحة الأخرى في عدد السعرات الحرارية (بسبب قلة الشحم فيها). والظهر ومن بعده الكتفين تلي الأطراف في كمية الشحم وفي عدد السعرات الحرارية. وأغنى أجزاء الذبيحة في كل من الشحوم والسعرات الحرارية هي الأضلاع التي يتداخل الشحم مع الهبر فيها. وأخيراً، تذكر أحدث أساليب التغذية الحديثة أن الأطعمة الكاملة أفضل للصحة من المكررة والمعالجة. ولذا، لا تتخلصوا من قطع الشحم التي تكشطونها عن اللحم، بل قوموا بتقطيعها إلى قطع صغيرة وضعوها في قدر له غطاء على نار خفيفة حتى تذوب ويسيح دهنها. والدهن السائل منها هو السمن الطبيعي اللذيذ الغني بالعناصر الغذائية. أما ما يتبقى من قطع شحم صغيرة لم تذب فكان آجدادنا يسمونها الخلع، ويضعون منها، إذا لم يتوفر اللحم، في الجريش والمرقوق وغيرها فيكسب أطباقهم طعما وفائدة. وقد لا يبدو ما أقوله حقيقة ولكن هذا السمن الطبيعي وخلعه أفضل صحياً من الزيوت النباتية المكررة مثل زيت الذرة والكانولا ودوار الشمس التي تتغيّر تركيبتها الكيميائية بسبب عمليات التكرير وتفقدها عناصرها المغذية.