أبلغ مصدر أمني «الرياض» أن عمر محمود أبوعمر «أبوقتادة» قد يسلم إلى السلطات الأردنية خلال أيام قليلة مقبلة لا تتجاوز الأسبوع الحالي في وقت سرت فيه معلومات غير مؤكدة أن السودان رفض منح (أبوقتادة) لجوءا سياسيا . ولاحظ المصدر الذي رفض نشر اسمه أن السلطات البريطانية «تستعجل الأمور لترحيل (أبوقتادة )عن أراضيها». مشيرا إلى أن وفدا أمنيا توجه إلى لندن حاملا ملف القضايا التي حوكم فيها (أبوقتاد )غيابيا لتسلمه بناءا على مذكرة التفاهم الموقعة بين الأردن وبريطانيا قبل أسبوع، التي تتيح التحقيق مع مطلوبين لأي من الدولتين المحتجزين لدى الدولة الأخرى وحتى تسليمه إليها. ونشرت وزارة الداخلية الأردنية أمس نص مذكرة التفاهم بعد أن احتجت أحزاب المعارضة ونواب وشخصيات قانونية وسياسية أردنية على توقيع المذكرة, لافتة الى وجود «بنود سرية» فيها وإصرار وزير الداخلية عوني يرفاس على أنها غير خاضعة لتصديق البرلمان عليها. وزود الادعاء العام العسكري أمس وزير الداخلية بملف القضايا المحكوم (أبوقتادة) فيها. وهما قضيتان: الأولى عندما أصدرت محكمة امن الدولة عام 1998 حكما غيابيا بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمة الضلوع في سلسلة من التفجيرات. والقضية الأخرى عندما حوكم غيابيا عام ألفين بالسجن 15 عاما بتهمة تمويل «جماعة الإصلاح والتحدي» المحظورة والمرتبطة بتنظيم (القاعدة) التي كانت تخطط لمهاجمة أهداف اميركية ويهودية وزوار مسيحيين للأراضي المقدسة خلال الاحتفال بيوبيل العام 2000. ولجأ أبوقتادة (سياسيا) إلى بريطانيا عام 1994، وتحول الى مرشد روحي للجماعات الأصولية المتطرفة، خصوصا الموجودة في الجزائر. ويعتبر أحد أبرز منظري الفكر التكفيري هو وعاصم البرقاوي الملقب «أبومحمد المقدسي» الموقوف حاليا لدى السلطات الأردنية، والأخير هو المرشد الروحي للأصولي الأردني (أبومصعب الزرقاوي) زعيم تنظيم (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين). وفي حال تسلم الأردن (أبوقتادة) فسيصار إلى إعادة التحقيق معه تمهيدا لمحاكمته أمام محكمة أمن الدولة، وقد تصل العقوبة على التهم التي ستوجه إليه إلى السجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة.