كان الإعلام السعودي ولايزال شريكاً في الانجازات الرياضية بشكل عام، فبرز دوره في الرياضة السعودية وبالتحديد في لعبة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم بشكل أكثر جلاء, حتى في ظل السقوط المرير لمنتخباتنا السعودية وفي مختلف المسابقات وتقهقره في التصنيف العالمي اجتهد الاعلام وساهم في الحفاظ على هوية المنتخب المفقودة من خلال الوقوف والمساندة والدعم بكل أساليبه, رغم الخسائر التي تلقاها المنتخب في فترات سابقة، وأثرت بالتالي على مكانة المملكة رياضيا، فأضحى الإعلام الرياضي أكبر تواجدا وأكثر فعالية ونشاطا ملحوظا لحفظ مكانتنا بين القوى الرياضية في القارة الأسيوية فأصبح إعلامنا الرياضي أكثر تميزا واحترافية. ولكن ما ينقص الإعلام الرياضي بالدرجة الأولى العناية الحقيقية من الاتحاد السعودي لكرة القدم بكل الإعلاميين من صحافة مقروءة او مسموعة او مرئية فما حدث في معسكر المنتخب في محافظة الاحساء من تعامل للصحفيين شيء مخجل بدرجة كبيرة؛ فالإعلاميون لم يستطيعوا التغطية بالشكل الذي يتناسب مع أحداث المعسكر واستعداداه لمواجهة العراق في تصفيات أسيا فحرموا من الدخول لمقر بعثة المنتخب وإجراء الحوارات مكتفين بالحوار مع اثنين من اللاعبين ولدقائق معدودة بعد التدريب كذلك مع المدرب لوبيز ولمدة 10 دقائق بعد نهاية التدريب وبأسئلة كانت محدودة, رغم ذلك تذمر المدرب لوبيز الذي قال إن أسئلة الصحفيين مكررة وفي كل مناسبة يتعرض لها مما أثار حفيظته بعد الضغط عليه من الصحفيين في قضية عدم اختياره للحارس عبدالله العنزي وإصراره على استدعاء اللاعب سالم الدوسري رغم إصابته, وكذلك عدم واقعيته في طريقة إعداد المنتخب لمواجهة العراق ولعبه مع منتخبات لا تتشابه أداء في البطولة الودية مع منتخب العراق, وما زاد الطين بلة إغلاقه للتدريبات وفتحه فقط لمدة ربع ساعة, اتبعه التكتيم والتعتيم والإغلاق لمباراة المنتخب الودية أمام الفتح وعدم السماح للجماهير والإعلاميين مشاهدة اللقاء رغم ذلك حضر احد العاملين في الاتحاد السعودي سابقا وبالتحديد في المنتخب السعودي للناشئين الذي انتهت مهمته في الاتحاد، وبالتالي يعتبر في الوقت الحالي مشجعا حاله حال من خدم الكرة السعودية سابقا, وهنا نتساءل كيف ابعد الإعلاميون من الحضور وتم دخول من ليس له أي اختصاص بالإضافة إلى رفض إرسال صور من المباراة للإعلاميين من قبل المنسق الإعلامي بعد المباراة وهذا بناء على تعليمات المدرب, وهناك سؤال آخر هل الصور ستكشف خطة المدرب للمنتخب العراقي او توضح التشكيلة الأساسية, فالمباراة كانت ودية وأمام الفتح وليست مقياسا لأداء اللاعبين وعطائهم حتى وان أراد تطبيق منهجيته وأسلوبه قبل الموقعة المهمة , فالمنتخب العراقي سيكون أكثر حضورا وقوة بالتأكيد قياسا بالفتح, فمواجهتنا مع "اسود الرافدين" لا تتعدى ثلاث نقاط فكافة منتخبات العالم تلعب منتخباتها مباريات ودية ويتم نقلها ومشاهدتها من قبل جماهيرها, وفي بعض الأحيان تغلق المباراة لكن تعرض بعض اللقطات المسجلة للمواجهة لإعطاء انطباع بالطمأنينة للجماهير, بعد كل هذا التكتم والسرية هل جماهيرنا مطمئنة على حسن استعداد "الأخضر" للتصفيات الأسيوية, ونحن نقولها بالفم المليان المنتخب العراقي والسعودي كتابان مفتوحان ومعروفان لبعضهما البعض ولا يحتاج كل هذه الضجة من إغلاق التدريبات وسرية الصور وإبعاد اللاعبين عن الشحن من خلال تقنين التصريحات وعدم دخول الصحفيين لمقر البعثة, فإذا كان المنتخب العراقي من نقابله وفعلنا كل ذلك فما بالك عندما نواجه احد الفرق العالمية وفي بطولات أكثر أهمية فماذا نفعل هل نهرب من أنفسنا ومكاننا لنذهب ونعسكر في سطح القمر, فالواقعية مطلوبة يالوبيز على الجانب المهني, ومن جانب آخر يجب على الاتحاد السعودي الذي دائما ما يطالب الإعلاميين بلعب الادوار بالتصفيق والتطبيل والمساندة لكل حدث في المقابل الصحفيون لا يجدون المساندة في تصحيح ما يقع من أخطاء إدارية او فنية من قبل الجهاز الفني والإداري اتجاه الصحفيين, فالإعلامي يحتاج إلى عناية الاتحادات الرياضة بدءا من اتحاد الكرة وتخصيص الدعم لتطوير قدراته وميزاته, كما يحتاج إلى صناعة بيئة تعاون بين الأجهزة ليمارس دوره بامتياز فلن ننسى أبدا أن الإعلام الرياضي هو شريك أساسي ومهم في منظومتنا الرياضية وبدونه لن ترسو سفينة رياضتنا ولن تتطور، ونناشد المسؤولين بتسهيل عمل الإعلاميين بعيدا عن التهميش لأنهم المحرك الأساسي لرياضتنا.