في فترة موسم الإجازات والامتحانات يتربص هؤلاء الأعداء بشبابنا وفتياتنا وصغارنا وكبارنا ليبثوا سمومهم بدعوى المنشطات التي تساعد على الفهم الجيد والاستيعاب وصفاء الذهن والترويح عن النفس ترويجاً لهذه الآفة المدمرة للمواطنين والمواطنات والاقتصاد الوطني، فعلى جميع الآباء والأمهات وجميع أفراد الأسرة أخذ الحذر والحيطة من هذه السموم القاتلة ومروجيها، فأقول: لم تعد آفة تعاطي المخدرات مشكلة شخصية تنحصر أضرارها في الفرد الذي يتعاطاها، فهي إضافة إلى الأضرار الجسيمة والتدميرية التي تصيب الفرد الذي ابتلاه الله وأدمن على تعاطيها تدمر صحته وتهدم أسرته وكل المحيطين به ومجتمعه واقتصاد وطنه وشبابه، أصبحت سلاحاً خطيراً يستعمله أعداء الأمم والشعوب لتدمير الدول وهدم أسسها الأخلاقية والاقتصادية والتنموية وحتى الدفاعية والأمنية والسلوكية. بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بفضل جهود رجال الأمن الذين أثبتوا أنهم على مستوى عال من اليقظة والتفاني والمسؤولية في سبيل حماية البلاد والعباد وهذا ما يفرحنا ويثلج صدورنا. أن الجهود المستمرة لرجال الأمن - وفقهم الله وسدد خطاهم- في مكافحة تهريب وترويج وتعاطي المخدرات قد أسفرت عن رصد وإحباط الكثير من اعداد المحاولات التي تتم لتهريب المخدرات إلى المملكة، ويؤكد رجال الأمن البواسل - بإذن الله - وتوفيقه أنهم سيواصلون تنفيذ مهامهم لحماية المجتمع والاقتصاد من آفة المخدرات ووقايتهم من أضرارها، ويعملون ليل ونهار بمهنية واحترافية للحيلولة دون استهداف المجتمع وأبنائه واقتصاده في أمنهم وسلامتهم والقبض على كل من يسعى لتهريب أو ترويج المخدرات بالمملكة وتقديمهم إلى القضاء لنيل جزائهم العادل الرادع. ومن الأضرار الاجتماعية على المتعاطين يتنامى تدهور صحة المدمن حتى يصبح عاطلاً عن العمل وهو عضو غير منتج في المجتمع، يميل إلى ارتكاب الجرائم كالسطو المسلح والسرقة والاغتصاب والقتل والإفساد، غير متحمل لمسؤوليته كراع في أسرته، وينفق موارده لتحصيل ما يتوهم فيه اللذة من مخدر تاركاً أفراد أسرته دون طعام ولا كساء ولا علاج ولا سكن مما يؤدي إلى كثرة حدوث الطلاق في تلك العائلات، كما تكثر ولادة أطفال مشوّهي الخلقة، ضعيفي البنية في أوساط المدمنين. وانتشار المخدرات علامة على الرذيلة بكل صورها. ومن الأضرار الاقتصادية علاوة على أن المدمن إنسان غير منتج، فإنه يلحق بمجتمعه خسارة كبرى في الإنفاق على علاجه من الأمراض التي ينتجها الإدمان، وعلى إنشاء مصحات لعلاج آفة الإدمان بالذات، وعلى الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات وملاحقة الاتجار بها والمهربين لها. ثم إن أسعار المخدرات الباهظة تستنزف الدخل القومي الوطني لتجتمع في أيدي قلة من الناس تعمل لحساب جهات إجرامية دولية من المافيا وسواها. ومن الأضرار الصحية والنفسية لكل مخدر أثره الخاص على العضوية، فالإدمان يؤدي إلى ضمور قشرة الدماغ التي تتحكم في التفكير والإرادة. وتؤكد الأبحاث الطبية أن تعاطي المخدرات ولو بدون إدمان يؤدي إلى نقص في القدرات العقلية والذهنية وإلى إصابة خلايا المخيخ بالضمور مما يخل بقدرة الشخص على الوقوف من غير ترنح. وقد بقي دور الأسرة والعلماء حسب تخصصاتهم والمواطن والمجتمع والإعلام المرئي والمقروء والمسموع وجميع المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية ودور المساجد والأئمة والخطباء والكتاب والمصلحين الاجتماعيين والاقتصاديين وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والأندية الثقافية والرياضية والاجتماعية ومجالس الأحياء وجميع افراد المجتمع في نشر ثقافة أضرار المخدرات عبر وسائل الإعلام المختلفة وتعاون الجميع على القضاء عليها والتبليغ عنهم وعلى مهربيها ومروجيها ومتعاطيها. كما أقترح على الجهات المعنية وبالأخص مجلس الشورى الموقر تشكيل لجان لدراسة اسباب انتشار المخدرات ووضع الحلول المناسبة لتلك الأسباب فمجلس الشورى بما لديه من خبرات ومهارات و قدرات وامكانيات علمية وفنية متخصصة جدير بذلك وطلب اقرار كشف طبي دوري لجميع الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص والطلاب ولجميع المقيمين لإثبات خلوهم جميعاً من تعاطي المخدرات لكي نقضي على هذه الآفة المدمرة للبشرية والاقتصاد، كما أقترح مطاردة وملاحقة المهربين والمروجين في المملكة العربية السعودية لمطالبتهم قضائياً لأخذ العوض منهم نتيجة لأضرار المخدرات التي تصيب المتعاطين وأسرهم، كما أقترح إنشاء جمعية لرعاية المتعاطين وأسرهم ويكون دعمها المادي من العوض الذي يؤخذ من المهربين والمروجين نتيجة للأضرار التي تصيب المتعاطين وأسرهم، سائلاً الله السلامة للجميع والتوفيق للصالح العام، وإنا لمنتظرون.