ساهم التقدم في وسائل الاتصال بانتشار رسائل تتعلق ببعض الوصفات الطبية والشعبية، سواء عبر برامج "الواتس آب" و"تويتر"، أو من خلال أجهزة "البلاك بيري"، عبر وصول المعلومة في ثوان معدودة إلى أعداد كبيرة من أفراد المجتمع، ودون أي محاولة للتقصي عن جودة المحتوى أو مصداقية الرسالة. وحذّر أطباء صيادلة من الانسياق خلف ما يتم تداوله عبر تلك البرامج، من وجود وصفات طبية أو شعبية لعلاج بعض الأمراض، نظراً لما قد تسببه هذه المواد من خطر كبير على صحة مستخدمها. ويُعد التعامل مع الوصفات بدون استشارة الطبيب المختص من الأمور التي لا يجب التهاون فيها، كما أن فعالية الأدوية مع أشخاص لا تعني أنها ستكون جيدة لآخرين قد يعانون من حساسية معينة من نفس الدواء، أو أن الحالة المرضية لا تستدعي استخدام نفس الوصفة أو نفس الجرعات. ووُضعت أنظمة وقوانين داخل جميع المستشفيات تُعرف بقواعد وضوابط المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ومن خلالها لا يمكن لأي شخص أن يصف دواء إلى شخص آخر بدون أن يراجع الطبيب المختص، لكي يجري عليه الفحوصات والتحاليل اللازمة، ليتمكن بعد ذلك من تحديد الدواء والمدة المناسبة للاستخدام. وصفات شعبية والملاحظ أن أبرز ما يتم تداوله عبر "الواتس آب" هي الوصفات الشعبية، التي يعتقد مرسلوها أنها لا تضر من سيستخدمها، كونها مواد طبيعية ولا يدخل في مكوناتها أي مواد كيميائية أو مصنعة، فيما يتداول الشباب الرياضيون الممارسون للعبة رفع الأثقال بعض الوصفات المنشطة، مع تأكيدهم أنها مجرد مكملات غذائية تضيف البروتين للجسم للمساعدة على سرعة بنائه ولإعطائه الشكل المطلوب، وهو ما دعا الأخصائيين للتحذير من وصفات الأعشاب الطبيعية، بعد أن ثبت ظهور أعراض حمى وضعف عام، إمّا بسبب الاستخدام الخاطئ، أو تعرض الوصفات للتلف من جراء سوء التخزين. ويؤكد مختصون على أن الأعشاب الطبيعية ليست جميعها صالحة للاستخدام، حيث أن بعضها يُعد شديد السُميّة، كنبتة "ست الحسن" التي يستخرج منها دواء "الأتروبين" المستخدم كقطرات للعين، فيما عشبة أخرى يتم استخراج دواء منها لعلاج أمراض القلب تُعد من أخطر الأعشاب، نظراً لشدة سُميتها، التي قد تؤدي إلى القضاء على حياة المريض في حال استخدمها بطريقة خاطئة. مراجعة الطبيب ويتعرض الكثير من الرياضيين لأضرار في الأعصاب والعضلات والعظام جراء إكثارهم من تناول المواد المنشطة، منها "الكورتيزون"، التي يهدد الإكثار منها إنهاء المسيرة الرياضية للاعب، أو قد ينتج منها أيضا حالات وفاة، وهو ما أدى باللجان الرياضية لمحاربة المنشطات العمل على الفحوصات المفاجئة للرياضيين لكشف من يتعاطها لمعاقبته وحرمانه من نتائجه، فيما تعمل جهات أخرى للحد من التسويق لمثل هذا النوع من المنشطات عبر وسائل الاتصال المختلفة. احذر أن تستخدم أي دواء بدون استشارة الطبيب.. وتهاونك قد يزيد حالتك الصحية سوءاً وأكد الصيدلي "فاضل آل عبيد" على أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال الاعتماد على ما يتم تداوله من وصفات طبية وتجارب عملها بعض المرضى باستخدام أدوية مختلفة، حيث إن الطبيب لو تم سؤاله في احد المقابلات التلفزيونية أو باتصال هاتفي عن كيفية التعامل مع بعض الحالات الصحية سيُشدّد على ضرورة أن يتجه المريض إلى أقرب طبيب، ليتمكن من تشخيص حالته ومعاينته بشكل سليم، وليتمكن بعد ذلك من صرف الدواء المناسب. إعلانات منتشرة وأوضح "آل عبيد" أن الأدوية تقسم إلى عدة أصناف منها المسموح صرفه بدون وصفات طبية وهي متوفرة في جميع الصيدليات الحكومية أو الخاصة، فيما النوع الثاني هي الأدوية التي لا تصرف إلاّ بناء على تشخيص طبيب مختص، وتكون الوصفة مختومة باسمه، مضيفاً أنه ليس من المعقول أن يستخدم كل مريض أحد الأدوية نظير استخدامها من مرضى آخرين بحجة أنهم تجربة للدواء، وحققت معهم نتائج جيدة، مبيناً أنه تحققت النتيجة الإيجابية معهم بسبب التشخيص المسبق من الطبيب المختص، مشيراً إلى أنه لاحظ مؤخراً انتشار إعلانات عبر برنامج "الواتس آب" وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ك"تويتر"، وجميعها تهدف إلى تسويق بعض الأدوية والمهدئات المحظورة، التي تُعرف بالوصفات الخاضعة للرقابة، والتي لا تُصرف إلاّ بوصفة طبية تُعرف ب"الحمراء"، وتخضع لإجراءات مشددة، بل ولا تُصرف إلاّ من قبل صيدلي مواطن. قواعد وضوابط ولفت "آل عبيد" إلى أن بعض المرضى يحاول الحصول على بعض الأدوية من خلال شرائها عند سفره للخارج، أو بطلبها من أي شخص متواجد خارج البلاد، إلاّ أن هذه الأدوية يمنع دخولها عبر المنافذ الجمركية؛ كونها محظورة وممنوعة من التداول إلاّ تحت إشراف طبي ومراقبة خاصة من قبل العيادات النفسية والعصبية، كون الخطر الذي قد يتعرض له مستخدم هذه الأدوية بدون إشراف طبي هو الوقوع في الإدمان وأضراره اللا محدودة، مضيفاً أنه وُضع لها قوانين في جميع المستشفيات ودستور في وزارة الصحة يعرف بقواعد وضوابط المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، ذاكراً أنه من خلال هذا التصنيفات للأدوية لا يمكن لأي شخص أن يصف دواء إلى شخص آخر بدون أن يراجع الطبيب المختص ليجري عليه الفحوصات والتحاليل اللازمة ليتمكن بعد ذلك من تحديد الدواء والمدة المناسبة للاستخدام، مبيناً أن هذا لا يعني أن استخدام المريض للعلاج لفترة زمنية بعد أن وصفها الطبيب له أن يشتري الدواء مرةً أخرى بعد فترة العلاج، حيث إن هناك متغيرات تستدعي زيارة الطبيب ليُجري الفحوصات الطبية، ومن ثم وصف الدواء المناسب. واضاف: حتى تُعطي المادة الدوائية مفعول علاجي يشترط بها مقدار معين وفترة زمنية محددة، وأي زيادة أو نقصان لهذه الجرعة والفترة قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية أو عدم الإفادة من الدواء. مضاعفات عديدة وتحدث "د. علي بن حسين الحداد" -طبيب- قائلاً: إن الأدوية التي توصف من قبل الطبيب لشخص معين لعلاج حالة معينة، لا ينبغي أن تستخدم من قبل أي شخص آخر لعلاج حالة أخرى مشابهة أو عرض مثله، حيث تكمن الخطورة في أن الشخص الثاني قد يعاني من حساسية لهذا الصنف من الدواء، أو بعض من مركباته، وقد يضره استخدامه، مسبباً له مضاعفات عديدة، كذلك تكمن الخطورة الأخرى إلى أنه قد يستخدم هذا الشخص أدوية لعلاج حالات أخرى، وقد يؤدي استخدام هذا الدواء بدون استشارة إلى تفاعل بين الدوائين، مسبباً تثبيطاً أو تحفيزاً لعمل أحدهما، معطياً نتائج غير متوقعة أو مرغوبة، مُشدداً على أهمية الحرص بأن الأدوية لها خصائصها وخواصها وموانعها، مشيراً إلى أن بعض الأدوية غير مناسبة لكبار السن أو الحوامل والمرضعات، والأخرى لا ينبغي استخدامها من قبل مرضى الكبد والكلى، الذي يؤدي استخدامها دون وصفة إلى اختلال عمل وظائفهما. رسالة «واتس آب» تحمل وصفة شعبية العلاج المناسب يأتي بوصفة الطبيب المُعالج تغريدة في «تويتر» عن علاج السكر د. علي الحداد