في ظل شيء من الركود كنا على أحر من الجمر ننتظر شيئا من قرارات وزارة التربية والتعليم فيما يخدم المعلم والمتعلم والتي لطالمنا تأملناها وترقبناها وجفت أقلامنا وكلت أيدينا وملت ألسنتنا في طلبها ولازلنا، تتلخص في: تخفيض سن التقاعد للمعلمات، ومراعاتهن في عدد الحصص، وتوفير حضانات لأطفالنا المهددين تحت سطوة الخدم، وتوفير وسائل وكوادر تعين على تدريس المناهج المتطورة وكم كنا نحلم بتأمين صحي كغيرنا وتحسين لأوضاع رواتبنا الزهيدة الراكدة أمام ارتفاع الأسعار من حولنا... ومع الأسف تتجاهل وزارتنا هذا كله لتفاجئنا بكرمها السخي عبر قناة العربية لتعلن عن قرار (توفير صالات رياضية في مدارس البنات) وبعد إعلان الخبر بقليل تتفضل إحداهن بكلمة تقول فيها بأن السعوديات يعانين من قلة اللياقة البدنية والسمنة والكسل وأمراض أخرى نفسية وجسدية لقلة ممارسة الرياضة وأنهن يشتكين من عدم توافر صالات رياضية في مدارسهن وتسترسل في كلامها والذي يبدو واضحا أنها تقرأه مكتوبا على ورق، وقد نسيت أو تناست أنها تتحدث عن نفسها ولا تمثل إلا نفسها ولم تسمح لها السعوديات بأن تتحدث وتقول على ألسنتهن ماتشاء، السعوديات لمن لا يعرفهن يتمتعن باللياقة النفسية قبل البدنية وفي أتم الصحة العقلية قبل الجسدية، ولكل من لا يعرف عن السعوديات إلا ما ينشر في الإعلام.. هن نعمة على أرض بلاد الحرمين من قديم وحديث، قبل التعليم الحديث وبعده، هن حفيدات أمهات المؤمنين بنات الرجال وأخوات الرجال وأمهات الأبطال، قهرن المستحيل وتحدين الصعب ليحققن نجاحا باهرا في شتى العلوم ومختلف المجالات ويشدن مجدا فريدا.. هؤلاء فقط هن من حوت عقولهن مناهج تنطلق من قول الله ورسوله وتعي جيدا ما معنى التعليم وتدرك ماهي الثقافة وكيف تكون الحضارة؟؟ هن بلا شك من أنجبن وخرجن العلماء ورجال الفكر والدين والدولة.. ولا أعتقد أن امرأة تطلق الصافرة وتركض خلف الكرة وتزاحم على مدرجات التشجيع ستقوم بالمهمة نفسها... فعذرا يا أهل القرارأيدكم الله لا نقول هذا لأننا ضد الرياضة والنشاط البدني بل كلنا أمل ورجاء بأن تدرك وزارتنا قوله سبحانه (وليس الذكر كالأنثى) فتعطي المعلمات حقوقهن ويحظى التعليم بأولوياته بعيدا عن التقليد الأعمى.