تحل الذكرى الثالثة والثمانون، بتوحيد هذه البلاد المباركة، تحت اسم المملكة العربية السعِودية، لتقدم للدنيا بأسرها نموذجا للوحدة التي تجمع ولا تفرق، تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، لتجمع شتات هذا الوطن المترامي الأطراف، وتضع في مقدمي اهتمامات القائد المؤسس "الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه" الحرب التي لاهوادة فيها على "الجهل والفقر والمرض"، فتوالت على مدى العقود، والعهود الماضية مشاريع الخير والنماء للنهوض بالبلاد، والعباد من خلال" عشرات الألوف من "المدارس، والمعاهد، والكليات، والجامعات، والمستشفيات، والطرقات، والجمعيات الخيرية، والعمران"، الذي امتد ليشمل سائر" المناطق، والمدن، والمحافظات". فعلى امتداد الوطن، ومختلف القطاعات في الخدمات والإنتاج شهدت المملكة العربية السعودية، من خلال "تسع خطط تنموية"، منجزات عملاقة شملت البنية الأساسية، مما جعلها تتفرد عن غيرها من الدول، لأن توجهاتها ترتكز وتستمد من" كتاب الله الكريم، وسنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، حيث جعلتهما دستورا ومنهجاً، فتبدل "خوفها امناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاء وازدهاراً"، كيف لا، حيث أرسى هذه القاعدة مؤسس هذا الكيان، الذي جعل" اليوم الأول من الميزان، 23 سبتمبر" من كل عام، يوماً يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه، خصوصية توحيد المملكة، بوحدة الوطن، ورسم معالمها وذلك من خلال المنجز التأريخي الذي كان وما زال فخرا لكل مواطن، كما نظم ذلك على اساس من التحديث والتطوير المعاصر، وأرسى الأمن الذي يعتبر من اهم الإنجازات التي حققتها المملكة، حيث أصبحت المملكة تعيش" أمن دائم"، وأن أمن المملكة العربية السعودية، وهي حاضنة "الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين" هي "أَمْنِيَّة" العالم العربي، والإسلامي، والجميع يستشعر أهمية ذلك، فأمن هذه البلاد هو أمن كل عربي ومسلم، فالملك عبد العزيز طيب الله ثراه مؤسس هذا الكيان كان يعتير "أمن الحجاج" والعرب والمسلمين وجمع شمل البلاد، وقضائه على الفتن ومناصرة الدين والانتصار على الطغاة مسؤولية في عنقه، لذا يعتبر طيب الله ثراه من عظماء رجالات التاريخ. وما كان هذا كله أن يتحقق إلا بفضل الله ثم، تم بفضل تطبيق شرع الله، منهاجاً ودستوراً في كل مناحي حياة الناس والمجتمع، وما الإستقرار العميم الذي نعيشه واقعا لا يكذب، ولا يتجمل، إلا ثمرة من ثمار تمسك القيادة الرشيدة وشعبها الوفي بأهداب الدين الحنيف، وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل (الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). وها نحن اليوم في عهد الملك الباني "خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز" حفظه الله تشهد بلادنا نهضة شاملة رصدت لها "ألوف المليارات"، ومما يؤكده "خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز" بأن اليوم الوطني هو ذكرى يستعيد الوطن فيه ما قام به الآباء والأجداد من جهد لتوحيد هذه البلاد التي أصبحت مضرب المثل في الوحدة والاتحاد بين النفوس والقلوب قبل وحدة الارض وأصبح كل مواطن يفتخر بأنه شريك في هذه الوحدة وأحد دعائم استقرارها"، كما يؤكد حفظه الله "أن المملكة جعلها الله يد خير تسعى إلى كل مافيه صالح الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء". فالتهنئة لهذه البلاد بما ميزها الله سبحانه وتعالى بهذه "الميزات" ونحمده سبحانه وتعالى، وأن نحافظ على وحدتها وممتلكات هذا الوطن، وأن ننظر إلى الأمام في إكمال مسيرة البناء والعطاء، والحمد لله على نعمائه، واللهم احفظ هذه البلاد وقيادتها وشعبها من شر كل ذي شر، وأدم عليها الامن والامان والرخاء والازدهار، وانصرها على كل من عاداها إنك ولي ذلك والقادر عليه.. والله من وراء القصد..،،،