إذا أخذنا الإحصائيات التي تتحدث عن أعداد الجيل الشاب في السعودية، فسنكتشف أن أكثر من 60 بالمئة من المجتمع من فئة تبحر في زهور عمر الشباب فتياتٍ وشباناً. اليوم الوطني هو يوم فرح وبهجة وسرور، وهو يوم مدني وليس يوماً دينياً لئلا يتحسس البعض من هذه العبارات. اليوم الوطني هو مجال للفرح والتباشر بالخير. الأمير سلمان ولي العهد تحدث في كلمته باليوم الوطني عن عناصر انتشرت في المواقع التفاعلية، من أبرزها اللفتة حول "الشباب" الذين هم أس هذا البلد وعماده وعصبه، بل وعموده الفقري، وحين يسعد الشباب فإن الوطن يشتد يفاعةً وتجدداً وتورق براعمه خضرةً نضرةً. الأمير قال: "إن التركيز على النقائص والعيوب بوجه يفوق المحاسن والمزايا مهما عظمت أمر معتاد، لكن لا يجب أن يسيطر هذا الشعور المحبط فيمنعنا من العمل والإنتاج، لا أبيح سراً إذا قلت لمواطني المملكة الأعزاء إن هموم المواطنين، خصوصا فئة الشباب تحتل اليوم المساحة الأكبر والاهتمام الأكبر من لدن خادم الحرمين الشريفين أيده الله الذي تؤرقه قضاياهم، هموم كتوفير الوظيفة اللائقة ورفع مستوى الدخل وتيسير السكن الكريم والرعاية الصحية الكاملة لهم ولأطفالهم ولهذا فإن التركيز والاستثمارات في المشاريع الحالية والخطط المقبلة تتوجه لمعالجة هذه القضايا والتغلب على هذه التحديات". التأكيد على عنصر الشباب مهم جداً. الكثير من شبابنا يتزوجون في أوائل العشرينات. يشب معه أولاده وهو بعد في ريعان الشباب، يحتاج إلى السكن والمال والمادة، ويحتاج إلى توفير الرعايات منها الصحي والتعليمي والخدمي والسكن. والتأكيد على مسألتي السكن والشباب في مناسبة يوم الوطن ضروري وملح، ويدل على أن القيادة السعودية تعي المسائل العالقة لدى المجتمع وبوجه أخص مشكلات الشباب. بآخر السطر، من خلال الشباب تحاول الكثير من الدول الإقليمية وغيرها أن تخترق المجتمع، وحين تبذل لهم الأموال الخارجية من أجل التربص بالوطن فلئن يصرف عليهم وطنهم أولى. نحتاج فعلاً إلى أنشطة كبرى وفعاليات استثنائية للشباب والفتيات، ونحتاج قبل ذلك إلى التنفيس عليهم في معيشتهم وفي حرياتهم. الكبت الذي يمارس عليهم قد يفجرهم، ها هي السعودية تجاوزت الصعوبات والمتآمرين، وهي أمام مجتمعٍ يطمح إلى المزيد، والمجتمع طلباته ليست معقدة لأن الدولة غنية، بل من أغنى دول العالم.