تحل ذكرى اليوم الوطني لهذا العام ذكرى ملحمة التحدي والتوحيد التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - صانع هذه المعجزة التي تجلت في فاصل تأريخي في بناء الإنسان السعودي والبناء التنموي الشامل. ففي مثل هذا اليوم أعلن المؤسس رحمه الله توحيد المملكة العربية السعودية حيث بايع الشعب الملك المؤسس على السمع والطاعة والإخلاص لبناء الوطن وحمايته وصونه والسير به نحو التقدم الحضاري والإنساني. وكان منهجه رحمه الله كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث وضع لبناتها الاولى وواصل ابناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة مسيرة الجد والكفاح لبناء هذا الوطن فرحمهم الله جميعا. وجاء من بعدهم قائد الإنجاز والتطوير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز. تعيش المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين ازهى صور الاستقرار والأمن والرخاء، وتحولت احلام الشعب إلى حقائق ومنجزات يتحدث عنها الواقع وتحاكيها الأرض وتشاهدها العين. وتميز عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشمولية والتكامل وقفزت المملكة وشعبها إلى مصاف الدول الاكثر رُقيا. كما شهد عهده رعاه الله إنجازات تنموية عملاقة في جميع المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية والسياسية كذلك التطوير والتنظيم على مستوى مؤسسات الدولة والعديد من القرارات الإصلاحية التي تهدف الى توفير الحياة الكريمة للمواطن. اكتسب الملك عبدالله بن عبدالعزيز من والده المؤسس حكمة القيادة وحُسن السياسة والتدبرحيث عزز دور المملكة في جميع المجالات الإقليمية والعالمية مِمّا جعل لبلادنا دور كبير ومؤثر في القرار الإقليمي والعالمي. اهتم خادم الحرمين الشريفين بالتعليم اهتماماً كبيرا من خلال رؤيته الشفافة لما سيقدمه هذا الصرح من فتح آفاق واسعة للمستقبل من خلال مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، وكذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يعتبر اكبر برنامج حكومي للابتعاث الخارجي في العالم. كما ارتفع عدد الجامعات السعودية في عهده بنسبة كبيرة. أما في القطاع الصحي فقد اولاه -حفظه الله- عناية هامة تمثلت في إنشاء مدن طبية كبيرة متوزعة على جميع انحاء المملكة، فضلا عن التطويرالكبير الذي اُنجز في قطاع القضاء. وفتح المجال للمرأة في عهده رعاه الله للمشاركة في مجلس الشورى وتحول المرأة الى شريك حقيقي في عجلة التنمية. وحظي الإسكان بالدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين سعياً منه للارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين ابتداء من امره بإنشاء وزارة مستقلة للإسكان ودعمه غير المحدود واعتماد مبلغ ضخم لمشاريع الإسكان إضافة لأمره رعاه الله بأن تقوم وزارة الإسكان بتطوير الأراضي وإعطائها المواطنين مع قروض للبناء عليها( برنامج أرض وقرض)الى جانب دعم صندوق التنمية العقاري. لا شيء يشغل الملك عبدالله عن هموم مواطنيه حيث انهم همه الكبير وشغله الشاغل ومن اهتماماته ايضاً تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، كما أمر بإنشاء اكبر مدينة اقتصادية في الشرق الأوسط وإنشاء مركز مالي متطور في مدينة الرياض وإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود. ويتجلى دعمه للرياضة والشباب في مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة بتصميم عالمي كصرح رياضي كبير. وحرصاً منه رعاه الله بخدمة حجاج بيت الله والمعتمرين امر بمشروعات وتوسعات تاريخية غير مسبوقة للحرمين الشريفين. كما امر -حفظه الله - بتبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ مائة مليون دولار لدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتفعيله تحت مظلة الأممالمتحدة. ومن جهوده -رعاه الله- تحويل فكرة الحوار بين اتباع الديانات والثقافات الى عمل مؤسسي عالمي تتبناه المملكة منذ بدايته الذي جاء استجابة لحاجات شعوب العالم للتعايش والتفاهم والسلام. وللمملكة وقفاتها المشهودة مع القضية الفلسطينية وكان اخرها اعتماد ميزانية تقديرية لبرنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية بمبلغ 200 مليون دولار بما يعزز جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق اهدافه الوطنية وايضا وقوف المملكة بجانب الشعب السوري في محنته. ولازال خادم الحرمين الشريفين حريصا على توحيد الصف والكلمة على الصعيدين الإسلامي والعربي حيث كان مدافعاً عن قيم الإسلام في كل محفل دولي موضحاً سماحة الإسلام واعتداله، وداعماً للدول العربية. كما تبوأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعام الرابع على التوالي المرتبة الأولى عربيا والسابعة عالمياً وذلك ضمن قائمة أقوى 71 شخصية عالمية صنفتها مجلة "فوربس" الأمريكية. وتحقق للملكة في ظل قائدها خادم الحرمين الشريفين المزيد من الأمن والاستقرار وسط عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات الإقليمية والدولية التي لم تزد المملكة وشعبها إلا رسوخاً وولأً وإطمئنانا ابهر العالم واكد مدى ماتتمتع به العلاقات وأواصر المحبة والوفاء بين شعب المملكة وقيادته الحكيمة. في هذا اليوم نستحضر ذكرى التلاحم والإخاء والمحبة في يوم مجيد ومسيرة امة ونهضة وطن. إنها ذكرى خالدة من الحكمة والعطاء والإنجاز. فحري بنا ان نكون جنوداً مخلصين لبلادنا تحت راية التوحيد التي عشنا تحت ظلالها في أمن وإطمئنان وخير. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ومتعهم الله بالصحة والعافية وادام الله على بلادنا نعمه وامنه ورخاءه إنه سميع مجيب.