تقول العرب "الجزرة أو العصا"، عذراً أن يبدأ المقال بهذه البداية الترغيبية الترهيبية، ولكن هكذا قالت العرب، لقد كثرت قراءات وتفاعلات القراء مع مقالي المنشور في صحيفة سبق الإلكترونية، حول الوجه الثالث لساهر، ولقد فوجئت بكثرة تلك الردود والتعليقات وكثرة الاتصالات الشخصية، وقد دفعتني تلك التفاعلات إلى متابعة الكتابة حول الموضوع ذاته ولكن من جانب آخر. كلنا يعلم أن من يخطئ يُحاسب وقد يُعاقب، وهنا يكون دور العصا إن صح التعبير، وهذا ما يقوم به "ساهر" عند ارتكاب مخالفات مرورية، وكان محور الموضوع السابق أن يكون لساهر بجانب رصد المخالفات والعقوبة عليها، دور في التوعية المرورية وخدمة المجتمع، وتوقعنا وننتظر أن يرافق أو يَعقب المحاسبة أو العقوبة نُصحٌ وتوجيه وتبيانٌ لما يترتب على الخطأ من أضرارٍ استوجبت العقوبة، وإبراز مضار ذلك الخطأ، هذا في حق من ارتكب المخالفة أو الخطأ ليقلع عنه بقناعة ورضا. ولكن ماذا عن ذلك المواطن أو المقيم الملتزم بالأنظمة المرورية: القيادة برخصة، فحصٌ دوري لمركبته، استمارة سارية المفعول، وتأمين ساري المفعول، سياقة بلا حوادث، ولامخالافات مرورية، ألا يستحق ذلك الشخص الشكر والتقدير، وهنا ألا يكون للجزرة أثر. ألا نكافئ الطالب المجد المواظب الناجح، ألا تعطى الحوافز للموظف الملتزم، حتى الديون، ألا تُعطى خصومات للمقترض عندما يقوم بالتسديد في الوقت المحدد، وهذا ما يطبقه مثلاً صندوق التنمية العقارية بخصم 30% من قيمة القسط، عند السداد بوقته أوقبله. لم لا نرى نظام "شاكر" ليكون رديفاً لنظام "ساهر"، وبذلك يتحقق التوازن وتتحقق الأهداف في نشر الوعي المروري إن كان بعصا "ساهر" أو بجزرة "شاكر". لم لا تشكر المديرية العامة للمرور السائق المثالي، وتشجعه على الاستمرار في هذا السلوك الحضاري؛ وهو من لم يرتكب مخالفة مرورية، ولم يتسبب في حادثة سير، ولم تنته صلاحية رخصة قيادته، أو استمارة مركبته، أو تأمينه، أو فحص سيارته. الشكر بطرق عدة لعل منها: إعفاؤه من رسوم تجديد أوراقه المرورية: رسوم الفحص، الرخصة، الاستمارة، خصم خاص من التأمين، ومنحه شهادة تقدير وإشهار ذلك في وسائل الإعلام أو خلال الأسابيع المرورية المحلية أو الخليجية. ألا يستحق السائق المثالي وهو من حافظ على تطبيق أنظمة المرور، وقبل ذلك على سلامة الأرواح والممتلكات، المبادرة بتكريمه بتلك الإعفاءات الزهيدة في قيمتها الكبيرة في معناها. وكما طَرحتُ فكرة ظهور الوجه الثالث ل "ساهر" لإشاعة الثقافة المرورية وخدمة المجتمع، أقترح الآن نظام "شاكر" ليكون المكمّل لذلك الوجه في تحقيق الأهداف المرجوة لأنظمة المرور، وإنني على يقين أن المسؤولين في المديرية العامة للمرور لا يألون جهدًا ولا يدّخرون وسعًا لعمل كل ما من شأنه نشر ثقافة الوعي المروري لما في ذلك من سلامة للراكب والمركبة وعموم الناس والممتلكات العامة والخاصة.