فرض جدول مباريات دوري زين السعودي للمحترفين مواجهة مبكرة بين الهلال والشباب في ثاني جولات الدوري.. هذه المواجهة التي يرى الجميع أنها ستكون قمة مبكرة للدوري السعودي، بالنظر لقوة الفريقين وحسن استعدادهما والانتدابات الكبيرة في صفوفهما هذا الموسم.. المباراة بالفعل تستحق أن نطلق عليها قمة الموسم، حيث يرشح الغالبية العظمى من المتابعين فريق الشباب للعب دور كبير في دوري هذا الموسم كمرشح أول للقب.. في حين يظل الهلال طرفاً ثابتاً في المنافسة حتى وهو يدخل الموسم بفريق جديد غيّر خلاله حوالي 60% من عناصره، ولذلك فستكون المباراة حافلة بالكثير وتستحق المشاهدة والمتابعة.. ما قدمه الفريقان في أولى مبارياتهما بالدوري يصب في هذا الجانب.. فالهلال قدم أداءً فاق المتوقع منه ونجح في تقديم مباراة جيدة جداً أمام هجر وقلب خسارته بهدف لفوز مثير بهدفين جميلين.. في حين لم يخيب الشباب التوقعات وتجاوز الفيصلي بثلاثية أكدت قوة الفريق وقدرته على المنافسة بقوة.. صحيح أن الترشيحات هي للشباب بالنظر لأفضليته إعداداً وجاهزية، إلا أن الهلال بالتأكيد لن يكون فريقاً سهلاً وربما يكون الأكثر قابلية للتطور وتحسن الأداء.. حيث لم تكتمل صفوفه هذا الموسم سوى قبل ثلاثة أيام فقط من لقاء هجر.. وهو ما يجعله مرشحاً بشكل أكبر للانطلاق من لقاء الشباب في حال فوزه رغم صعوبة المباراة.. وشخصياً خرجت بانطباع مريح بعد لقاء الهلال بهجر الماضي، حيث كشفت المباراة عن مؤشرات فنية جيدة قدمها مدرب الفريق الهلالي الألماني توماس دول سواء من حيث التشكيل أو إدارة المباراة، ما يعني تعرفه كثيراً على قدرات لاعبيه وإمكاناتهم، وبالتأكيد فإن اللقاءات القادمة ستكشف بشكل أكبر واقع الفريق الهلالي وقدرات مدربه جيداً.. )) على صعيد الفرق الأخرى فإن الاتحاد لم يقدم جديداً في مباراته الافتتاحية أمام التعاون رغم فوزه الكبير بخماسية.. فالواضح أن الاتحاد يحتاج لعمل كبير متى أراد المنافسة الحقيقية على الدوري، وستكون مباراته القادمة أمام سيئول الكوري اختباراً حقيقياً لقدرة الفريق على الاستمرار وتجاوز المباريات القوية.. في حين لم تكشف البداية عن مرشحين فوق العادة نظراً للمستويات العادية التي قدمتها فرق الأهلي والنصر والاتفاق، وإن كان هذا الأخير قد أعطى مؤشراً على أنه يمتلك مدرباً جيداً قد يضيف للفريق هذا الموسم نظراً للشكل الفني الجيد الذي قدمه أمام القادسية.. وما يجعله مفضلاً من بين الفرق ليكون منافساً حقيقياً خلف الكبار.. وعلى أية حال فإن الحديث مبكر جداً جداً عن الفرق، لكنها نظرة أولية قد تتغير كثيراً مع استمرار المنافسة واتضاح الصورة النهائية لمستويات الفرق والتي نتمنى أن تكون في المستوى المأمول لنشاهد موسماً جيداً للكرة السعودية. لمسات - قرار منع مكبرات الصوت من الدخول للملاعب جاء فعلياً لإلغاء روابط مشجعي الأندية.. التي اعتدنا على وجودها في المباريات خلال السنوات الماضية.. ولذلك يأتي دور الجماهير عموماً للقيام بدور الروابط لدعم فرقها وتفعيل التشجيع الجماعي لتتحول الملاعب إلى صخب كامل متى شارك الجميع في طريقة التشجيع الجديدة (في الملاعب السعودية) الألتراس التي تعد النموذج الصحيح لدعم الفرق في المباريات. *** - المفاجأة الجديدة التي قدمها الألماني نوماس دول للجماهير الهلالية كانت النجم الشاب (حسام الحارثي) الذي زج به في لقاء هجر وكان مفاجأة جميلة أجزم أنها أسعدت كل الهلاليين الذين لم يتوقعوا ظهور لاعب بهذه الإمكانيات الكبيرة بهذه السرعة. *** - جائزة الرياضية موبايلي للتميز الرياضي كانت شاملة بالفعل لكل نجوم الموسم.. وقد اتفق الكثيرون مع نتائجها النهائية لنجوم الموسم.. ولعل فوز الخلوق محمد الشلهوب بلقب اللاعب الأول جاء إنصافاً لهذا النجم الموهوب الذي يقدم كل موسم إبداعات رياضية تليق بإمكاناته الهائلة. *** - أمر غريب جداً استمرار المشجع الذي تابع لقاء الأنصار بالأهلي على ارتفاع كبير معرضاً حياته وسلامته للخطر دون تدخل لإنزاله وتركه في مكانه وكأن سلامة الناس أمر لا يهم. *** - الحضور الجماهيري لمباريات الجولة الأولى كان متواضعاً وبالأخص في لقاء الهلال بهجر.. حيث عوّدتنا جماهير الأحساء والمنطقة الشرقية على الوجود الكبير في مباريات الزعيم.. لكن لقاء هجر كان عكس ذلك؟! *** - الزراعة الجديدة لملعب الهلال (استاد الأمير سلمان بن عبد العزيز بنادي الهلال) مشروع ضخم يعد إضافة حقيقية لإنجازات الإدارة الهلالية.. فالملعب الذي ظل على نفس وضعه طوال ال25 عاماً الماضية شهد تغييراً جذرياً سواء من حيث المساحة أو النوعية والجودة.. وبالتأكيد فإنه يمثل حلاً جذرياً لمشكلة الملعب بالنسبة للفريق الهلالي، وبالتالي فهو يضاف لخطوات الإعداد والتطوير للفريق الكروي وانعكاسه عليه بشكل غير مباشر لكنه مهم ومهم جداً لتوفير أفضل الظروف الفنية للزعيم. *** - ملاحظات كثيرة على النقل التلفزيوني لأولى جولات الدوري، وهذا أمر طبيعي في البداية المتأخرة للإعداد للنقل.. لكن هناك ملاحظات على مخرجي المباريات وخصوصاً فيما يتعلق بكفاءتهم.. وعلى سبيل المثال فإن مخرج لقاء الهلال بهجر كاميراته كانت موجودة خارج الملعب بشكل مستفز حرم المشاهدين من متابعة المباراة السريعة والحماسية بلقطات في غير وقتها وأثناء اللعب!.