سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالله بن محفوظ: «الربيع العربي» أوقف إنشاء رجال الأعمال للمدينة الاقتصادية بين المملكة واليمن الفكر الاقتصادي لتعليم الشباب في القصيم البيع والشراء هو ما تحتاجه نجران
أكد الرئيس السابق لمجلس الأعمال السعودي اليمني الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ أن ما يسمى بالربيع العربي تسبب في توقف رجال الأعمال في إنشاء المدينة الاقتصادية بين المملكة واليمن منذ عام 2010 حتى الآن. وأشار ابن محفوظ إلى أن المدينة الاقتصادية كانت مدعومة من شركة «فرص» لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة والبنك الإسلامي للتنمية، حيث تمثل فرصة لدعم حركة التجارة بين البلدين وكذلك فرصة لليمن في زيادة الصادرات من الأسماك والفواكه والخضروات، لافتا إلى أن المدينة الاقتصادية وضعت لتكون مركزا للتخزين والتغليف والصناعات الخفيفة. وقال الدكتور عبدالله بن محفوظ: أشارت الدراسات إلى إمكانية نجاح المدينة الاقتصادية في الوديعة لتخدم منطقة نجران وتجارها وتساعدهم في تغيير هيكلة الاقتصاد الداخلي الذي يعتمد على الزراعة، مبينا أن هناك ألفي تاجر يحتاجون إلى فكر تنموي في تجارة الاستيراد والتصدير، في حين ان كل المناطق في العالم التي هي على الحدود تستخدم هذه المناطق لتكون الأساس في التخزين والتغليف ومنها ينطلق التصدير إلى المناطق الأخرى. تجربة القصيم وأردف الرئيس السابق لمجلس الأعمال السعودي اليمني: لقد نجحت منطقة القصيم في إيجاد فكر تصديري من خلال موقع عام لتخزين وتغليف التمور وعمل مزاد سنوي يخدم التجار والمنطقة، والأمر ذاته يجري على الماشية. وهذا الفكر الاقتصادي أوجد لمنطقة القصيم فرصة للشباب لتعلم تجارة البيع والشراء وخلقت كيانات صغيرة ومتوسطة وهو ما تحتاج إليه منطقة نجران. وتمنى أن يعاد فتح ملف المدينة الاقتصادية في الوديعة مع مطلع عام 2014، حيث تحتاج إلى استثمار يقارب 250 مليون ريال لإنشاء البنية التحتية والمستودعات تمهيدا لانطلاق حركة البيع والشراء. وتوقع ابن محفوظ في السنة الأولى أن تصل الحركة التجارية إلى 500 مليون ريال لتصل إلى مليارات الريالات بعد أن يجد تجار المناطق المجاورة في نجران وجازان في المملكة ومحافظات اليمن: حضرموت، الجوف، وصعدة فرصهم الاستثمارية المواتية، على أن تستوعب المدينة الاقتصادية متطلباتهم الاقتصادية والتي تشمل الزراعة والماشية والأسماك، على أن يتم تطويرها بصناعة التغليف والتعبئة وفق المواصفات والمقاييس المعتمدة في التصدير، كما ستوفر المدينة الاقتصادية فرص عمل جيدة للمواطنين تكون بديلا عن أساليب التجارة غير القانونية. وقال الدكتور عبدالله بن محفوظ بأن المساحة الإجمالية لهذه المدينة الاقتصادية تقدر ب 40 مليون متر مربع بحيث تقوم كل دولة بمنح مساحة 20 مليون متر مربع من أراضيها لهذا المشروع، مؤكدا أن المدينة الاقتصادية سوف تقسم إلى عدد من المناطق الداخلية، ومنها منطقة للصناعات الخفيفة ومنطقة صناعات دعم لوجستية ومنطقة للمستودعات والتخزين والتعبئة ومنطقة تطوير أعمال ومنطقة خدمات إدارية ومنطقة تقنية. ولفت ابن محفوظ إلى أهمية موقع مدينة الوديعة لكلا البلدين فمن الجانب السعودي تبعد مدينة الوديعة عن محافظة شرورة مسافة 60 كلم وتبعد عن مدينة نجران مسافة 350 كلم وعن مدينة جازان تبعد مسافة 600 كلم ومن الجانب اليمني تبعد مدينة الوديعة عن ميناء المكلا مسافة 460 كلم كذلك تبعد عن مدينة صنعاء مسافة 500 كلم وعن ميناء عدن تبعد الوديعة مسافة 500 كلم. مدينة «الإخاء» وأشار ابن محفوظ إلى أن مدينة «الإخاء» الاقتصادية في الوديعة ستكون محددة مكانياً بحيث تقع في الحدود المشتركة لكلتا الدولتين تفصل بأسوار عن المناطق المحيطة بها في كلتا الدولتين وستكون منطقة اقتصادية ذات شخصية قانونية واعتبارية وباستقلال مالي وإداري وسوف تقع خارج حدود المنطقة الجمركية لكلتا الدولتين - أي في المنطقة المحايدة المشتركة لكلتا الدولتين في منفذ الوديعة - وسيتم السماح في داخل هذه المدينة الاقتصادية الحرة بحرية التنقل والعمل لمواطني كل من الدولتين بدون أية قيود لاستغلال الموارد الطبيعة والبشرية المتاحة في كلتا الدولتين كما سيتم السماح بإنتاج واستيراد وصناعة وتخزين كافة أنواع البضائع دون قيد مع إعفاء كافة الرسوم الجمركية والضريبية لكلتا الدولتين بهدف تحفيز وجذب الاستثمارات واستغلال الموارد الطبيعية وتنشيط حركة التبادل التجاري بين البلدين. وأبان الدكتور عبدالله بن محفوظ أن مشروع المدينة يهدف إلى تسهيل انسياب الحركة التجارية وانتقال السلع بدون عوائق مما يسهم في تفعيل وزيادة حجم التبادل التجاري المشترك وحجم الاستثمارات السعودية اليمنية المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تنفيذ أهداف التنمية الإقليمية لكلتا الدولتين عن طريق تطوير المناطق المحيطة بهذه المدينة والمساعدة على تحقيق نمو سكاني وزيادة في دخل الفرد. واستطرد الدكتور ابن محفوظ بأن مدينة الإخاء الاقتصادية في الوديعة تتميز عن باقي مشاريع المدن الاقتصادية السعودية كونها ستعمل على تحقيق الهدف الاستراتجي للحكومتين السعودية واليمنية في زيادة تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى البلدين، حيث تقوم هذه المدينة على مبدأ المدينة الاقتصادية المتكاملة وكذلك تتميز عن باقي المدن الاقتصادية السعودية واليمنية المعلنة في أنها ستقوم بتقديم خدمة مضافة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن تقديمها الدعم اللوجستي المطلوب للشركات العالمية لتنمية وتطوير الموارد الطبيعية في منطقة الربع الخالي من المملكة وفي المناطق اليمنية الحدودية. وحول الإجراءات التي تم تنفيذها لهذا المشروع من قبل مجلس الأعمال السعودي اليمني كشف الدكتور ابن محفوظ بأن المجلس قام بتنفيذ دراسات أولية للمشروع والتي شملت دراسات اقتصادية ومساحية وهندسية بالتعاون مع بعض الشركات العالمية كما قام بالتعاون مع جهات عالمية متخصصة في المناطق الحرة من أهمها منظمة «ويبزا» العالمية، والاتحاد العربي للمناطق الحرة والمتخصص في إدارة وتطوير المناطق العربية الحرة وهيئة المناطق الاقتصادية التركية الحرة والتي تم من خلالها الاستفادة من تجارب تركيا الناجحة في إدارة وتطوير المناطق الحرة الاقتصادية ومؤسسة المناطق الحرة الأردنية وفيها تم الاطلاع على التجربة الناجحة للمنطقة الاقتصادية الحرة المشتركة ما بين الأردن وسوريا كمثال مستقبلي لمشروع الوديعة وشركة جافزا العالمية في دبي، وهي الشركة التي تدير المنطقة الاقتصادية في دبي. مشروع الوديعة كما أكد ابن محفوظ أن المشروع سيسهم في توطين الوظائف في منطقة نجران كما ستعمل الشركات السعودية اليمنية المشتركة والشركات العالمية التي ستقوم بالاستثمار في المدينة الاقتصادية بالاهتمام بتدريب العمالة وسيتم ابتعاث عدد كبير من طلاب منطقة نجران إلى الخارج لتولي قيادة الشركات العالمية عند عودتهم. وأوضح أن مميزات المشروع أيضا أنه سيرتقي بالبنية التحتية لمنطقة نجران ككل حيث ستكون مربوطة بسكة حديد متطورة مع جميع مدن المملكة وأيضا سيتم إنشاء طرق سريعة تربطها مع جميع مناطق السعودية ومع دول الخليج وبالتالي ستحصل منطقة نجران على نصيب وافر من التنمية. وقال الدكتور عبدالله بن محفوظ بأنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم وحسن نوايا مع شركة «فرص» الدولية للاستثمار لتنفيذ مشروع الوديعة مبيناً بأن من أهم بنود الاتفاقية، التعاون المشترك بين الطرفين لإنهاء الحصول على الموافقات الرسمية النهائية من حكومات كلا البلدين لإطلاق مدينة الإخاء الاقتصادية والمساعدة في التمويل عن طريق البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التنمية الصناعية السعودية وعن طريق الاكتتاب بتشجيع رجال الأعمال في البلدين على المشاركة بالاستثمار في هذا المشروع.